الناسك ( Hermit )
النّاسك شخص يعتزل الناس، ويبتعد عن التواصل مع الآخرين. وقد يرغب بعض الناس، في أن يصيروا نسّاكًا لأسباب عديدة. مثل الرغبة في تجنب الأشرار، أو الغوايات التي يرونها في المجتمع. وقد يعتقدون أنهم يطهرون أنفسهم بالعيش نساكًا.
وقد لا يرغبون ـ بكل بساطة ـ في عمل شيء مع الآخرين. ويبتعد النساك عن المتعة، والأسرة، والزواج، والتملك، ويرغبون في العفاف، والصيام، والتأمل، والهدوء. ويعودون أنفسهم على الأكل البسيط، بغير انتظام، وبكميات قليلة. وقد يتلمس أولئك الذين يريدون الهداية الروحية، أو الشفاء البدني، هؤلاء النساك ويسعون وراءهم. وقد يدفع هذا الاهتمام بالنساك أحيانًا إلى أماكن أكثر احتجابًا.
ويُنظر عادة ـ في بلاد الغرب ـ إلى النساك الدينيين بوصفهم أشخاصًا مقدسين. وقد قاموا قديمًا بأدوار مهمة في صياغة، ووضع السلوك الديني للبوذية والنصرانية والهندوسية، والطاوية. وقد انسحب النساك الدينيون إلى الكهوف، والصوامع، والأركان النائية، والمقابر. وعاشوا في الصحراوات، والغابات، وشعاب الجبال، وأيضًا في المدن. وفي بعض الديانات، وخاصة البوذية والنصرانية، اعتبر بعض النساك العزلة نوعًا من الأنانية. ولذلك اشتركوا مع الآخرين في تكوين الصوامع. ويعيش عدد من النساك في الصومعة في حجيرات منفصلة، ويتبعون قواعد لضبط السلوك الديني. كما أن لهم بعض الاتصالات الاجتماعية القليلة. وعن الصوامع، نشأت الأديرة وتطورت. وفي مجتمعات الأديرة، يكون الرهبان جماعات متضامنة ذات اكتفاء ذاتي، ويخصصون أوقات معينة للتأمل، والاعتزال، والصلاة.
ورغم ظهور جماعات من النساك في إطار المجتمع الإسلامي، فإن تعاليم الإسلام تنهى عن التنسك الذي يؤدي إلى الرهبنة والعزلة عن الجماعة والانقطاع عن الناس، لأن العبادة في الإسلام تشمل إلى جانب الذكر والتأمل والتفكير كل ما يقوم به الإنسان من أعمال يهدف بها إلى غايات اجتماعية. فالمسلم عضو فعال نافع متحرك، وله أدوار عديدة على مستوى الفرد والجماعة، خليفة لله في الأرض يعمِّر ويعمل ويعبد ويأكل ويشرب ويضع الله نصب عينيه في كل أفعاله فلا ينقطع للعبادة ويترك العمل ويُضيّع من يعولهم بعدم العمل ولا تستغرقه شواغل الدنيا عن أداء شعائر الدين والعبادة.
★ تَصَفح أيضًا: الزهد.