الرئيسيةبحث

البابا ( Pope )



يهتم البابا، كزعيم دولي، بالتعليق على كثير من الشؤون العالمية. في عام 1985م وقع البابا جون بول الثاني نداء عامًا يدعو إلى تحسين العلاقات بين أوروبا الشرقية وأوروبا الغربية.
البابا رئيس الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. ويسمَّى أيضًا بونتف (كبير القساوسة)، وهي كلمة لاتينية تُستخدم للدلالة على أعضاء مجلس القساوسة في روما القديمة. وفي تاريخ الكنيسة المبكِّر، كانت كلمة بابا تُطلق على كل أسقف. ولكن مع بدايات القرن السادس الميلادي، أصبح المصطلح يُستخدم في الكنيسة الغربية للدلالة على أسقف روما خاصة.

ويُختار البابا من بين أعلى درجات رجال الدين النصراني المعروفين بالكرادلة. ومعظم البابوات من أصل إيطالي تقريبًا، ولكن في عام 1978م، أصبح جون بول الثاني أول بابا غير إيطالي منذ عام 1523م ؛ إذ إنه وُلد في بولندا، وهو البابا رقم 264 في سلسلة البابوات في تاريخ الكنيسة. وُينتخب البابا مدى الحياة، ويمكنه أن يستقيل، ولكن لا يمكن أن يُقال. وكلمة بابوية تُشير إلى الحكومة الكاثوليكية التي يرأسها البابا، وكذلك إلى وظيفة البابا.


سلطات البابا:

للبابا سلطة دينية على النصارى تتعلق بالعقيدة والأخلاق والممارسات الدينية وحكومة الكنيسة الإدارية، وسلطة دنيوية تُعنى بالإدارة المدنية لمدينة الفاتيكان بوصفها دولة مستقلة.

يعتقد الكاثوليك أن البابا معصوم فيما يتعلق بشؤون الدين، ولكنه غير معصوم فيما يتعلق بشؤون الكنيسة الإدارية. ومع ذلك، فإن حكمه قضائي مطلق ؛ إذ يُمكنه أن يضع قانونًا لكل الكنيسة، فيُعيّن الكرادلة، ويعيّن الأساقفة ويعزلهم، ويؤسِّس الأبرشيات (الأسقفيات) ويقسِّمها، ويوافق على الطوائف الدينية النصرانية الجديدة.

كان البابا، خلال القرون الوسطى، القائد الدنيوي المهيمن في الغرب. ومنذ عام 756م إلى عام 1870م، سيطرت البابوية على وسط إيطاليا فيما عُرف بالولايات البابوية. ولكن نفوذ البابوية الآن أصبح محصورًا في مدينة الفاتيكان، وهي أصغر دولة مستقلة في العالم ؛ إذ لا تتعدى مساحتها 44,1 هكتار، ولا يتجاوز عدد سكانها 1,000 نسمة. ولكن لها علَمها وعُملتها وطوابعها وأشغالها العامة، ونُظُم الاتصال الخاصة بها. وللبابا ممثلون دوليُّون، يُسمّى كل واحد منهم السفير البابوي، كما يستقبل الدبلوماسيين الأجانب، ويتحدث بصفته قائدًا عالميًا مؤثّرًا يُمثل مئات الملايين من الكاثوليك الرومان، ويخوض في موضوعات عديدة ؛ دينية وغير دينية. وقد أصدر البابوات المتأخرون عددًا من التصريحات حول قضايا جدلية سياسية وغيرها ؛ كاستبداد الحكم، وتحديد النسل، والإجهاض وغيرها من القضايا التي تهم الأسرة في المجتمعات الغربية وغيرها، والتي تتفق مع معتقداتهم وفكرهم التنصيري.

الألقاب والزّي:

يُخاطب النصارى الكاثوليك البابا بكلمة قَدَاسَتك. ويصف نفسه في الوثائق الرسمية بـ خادم خدّام الرب. ويرتدي زيًّا دينيًا مميزًا، يُسمّى الرداء الكهنوتي.

حياة البابا اليومية:

يعيش البابا في قصر الفاتيكان معظم أيام السنة، ويرحل في الصيف إلى فيلا بابوية في مدينة كاستل جاندولفو في جبال الألب جنوب شرقي روما. ويشتمل برنامجه اليومي، الذي يبدأ من السادسة صباحًا وينتهي في منتصف الليل تقريبًا، على أداء قُدّاس (طقوس نصرانية) عام وخاص، وأعمال مكتبية واستقبالات رسمية، وممارسة نوع من الرياضة، وفقًا لبرنامج دقيق ومحدَّد.

انتخاب البابا:

كان البابوات يُنتخبون عن طريق انتخابات محلية، يشارك فيها رجال الدين من روما والمناطق المجاورة. وكان الملوك والأباطرة وغيرهم من القادة العلْمانيين يتدخلون في إجراء الانتخابات، ويحاولون التأثير على نتائجها. ولكن بدءًا من عام 1059م ؛ بدأت تُوضع معالم رئيسية لإجراء الانتخابات ؛ فقد أعلن البابا نقولا الثاني (1059- 1061م) أن المنتخبين يجب أن يكونوا كرادلة. وفي عام 1179م ؛ قرر مجمع لاتيران الثالث، أن كل الكرادلة لهم حق اقتراع متساوٍ، وأن انتخاب البابا يتطلب أغلبية الثلثين. وفي عام 1274م، اتخذ البابا جريجوري العاشر (1271-1276م) خطوات أخرى لمنع تأخير الانتخابات، بأن طلب من الكرادلة أن يجتمعوا خلال عشرة أيام من موت البابا، ويجب أن يكونوا معًا في عزلة عن العالم الخارجي حتى ينتخبوا البابا الجديد.

وتُجرى الانتخابات الآن وفقًا لهذه الضوابط التي أصبحت تطبق منذ القرن السادس عشر الميلادي. فعندما يموت البابا يخبر كبير كهنة مجمع الكرادلة كل الكرادلة بخلو المنصب، ويُدْعون إلى اجتماع في مدينة الفاتيكان، يُعقد خلال مدة لا تتجاوز عشرين يومًا بعد موت البابا. وخلال ثلاثة أيام يتم انتخاب البابا عن طريق الاقتراع السري. وبعد اختيار شخص معين يُسأل عن قبوله للمنصب. فإذا استجاب، يُسأل عن الاسم الذي يختاره ويُعلَن الاسم لكل الكرادلة، ثم يُعلِن أكبر الكرادلة سنًا الاختيار إلى الجمهور، ويُقام تتويج رسمي للبابا فيما بعد.

نبذة تاريخية

البابوية الأولى:

لم يكن لكنيسة روما مَزِيّة على غيرها من الكنائس، ولكن نظرًا لمكانة روما في التاريخ النصراني، اكتسبت كنيستها أهمية خاصة، وأصبح لأسقفها مكانة متميزة. وحينما نقل الإمبراطور قسطنطين عاصمة الإمبراطورية من روما إلى القسطنطينية، اعتقد بعض قادة الكنيسة في الشرق أن أسقف القسطنطينية يجب أن تكون له سلطة مساوية لسلطة أسقف روما. وقد حاول البابا ليو الأول (440 - 461م) الدفاع عن سمو سلطة أسقف روما، وذهب إلى أنه من خلال السلطة الإلهية والإنجيلية ورث أسقف روما قوة كاملة من القديس بطرس، وأنه الخليفة الشرعي والقانوني له.

البابوية خلال العصور الوسطى:

كانت الإمبراطورية الرومانية الغربية، خلال القرن الخامس الميلادي، مهددة بالدّمار من الهجمات المتكررة من القبائل البربرية. وقد أضعفت تلك الهجمات السلطة البابوية، كما أضعفها أيضًا نمو الهَرْطقة (مصطلح كنسي يعني الخارجين على تعاليم الكنيسة) بين نصارى إفريقيا وأسبانيا.

وقد دافع البابا القديس جريجوري الأول (590- 604م) عن إيطاليا ضد الهجوم البربري. وفي التسعينيات من القرن السادس الميلادي عقد اتفاقية سلام مع اللومبارديين، فأكسب بذلك البابوية قوة دنيوية، وتمكَّن من تقوية الكنيسة في أسبانيا وفرنسا وشمالي إيطاليا. وفي عهده دخلت النصرانية إلى إنجلترا.

أدى الصراع الذي استمر مئات السنين بين الكنائس الشرقية والغربية، إلى نزاع تاريخي بين البابا نقولا الأول (858 - 867م) وفوتيوس بطريرك القسطنطينية انتهى بالانشقاق التام بين الكنيستين عام 1054م خلال بابوية ليو التاسع (1049 - 1054م).

وانحدرت سمعة البابوية ونفوذها خلال القرنين التاسع والعاشر الميلاديين، عندما حاول النبلاء الرومان السيطرة على منصب البابوية من خلال بيع مناصب الكنيسة، ونسج المؤامرات التي بلغت درجة الاغتيال في هذا السبيل. ولكن رُهبانًا، من دير بندكتاين في كلني بفرنسا، قادوا حركة إصلاح للتخلص من بيع مناصب الكنيسة وممارسة رجال الدين للزواج. ★ تَصَفح: صك الغفران.

وقد دعَّم البابا نقولا الثاني (1059-1061م) هذه الإصلاحات ؛ فقيّد حقوق القساوسة المتزوجين، وأصدر قرارًا يقضي بأن يكون منتخبو البابا من الكرادلة، وهو قرار موجّه أساسًا ضد بيع المناصب الكنسية. كما استمرت الإصلاحات في عهد البابا جريجوري السابع (1073 - 1085م) الذي أصدر قرارًا قويًا ضد بيع المناصب الكنسية، في وثيقة أصدرها عام 1075م. وادّعى جريجوري أن البابا له سلطة عزل القادة الدينيين والمدنيين. ونصّ على أن البابا له سلطة شرعية وقانونية على كل النصارى.

ثم جاء البابا إنوسنت الثالث (1198-1216م)، وكان أقوى بابوات العصور الوسطى. وقد أثر على الشؤون السياسية في معظم دول أوروبا، كما شجع تأسيس الطوائف الدينية كالفرنسيسكان والدومينيكان، وكان إداريًا وقانونيًا بارعًا.

وقد بلغت السيادة البابوية قمتها على يد البابا بونفيس الثامن (1294 - 1303م) الذي أصدر قرارًا بابويًا عام 1302م، نص على أن خلاص كل إنسان يعتمد على خضوعه لسلطة البابا.

اضطرابات البابوية:

كان بونفيس الثامن خلال فترة ولايته، في صراع مع ملك فرنسا فيليب الرابع. وفي عام 1303م، اعتقل الجنود ـ بقيادة ضابط فرنسي ـ البابا في منزل أسرته في أناجني بإيطاليا. ورغم أن البابا أُطلق سراحه بعد ثلاثة أيام، فإن الحادثة ترمز إلى نهاية سيادة البابوية على العالم الغربي العلماني.

ومن عام 1309 إلى 1377م أقام البابوات في أفينيون بفرنسا الحالية. وجلبت هذه الفترة على البابوية ما يُعرف بالانشقاق الكبير الذي استمر من عام 1378م حتى عام 1417م. وشهد تنافسًا داخليًا بين الكرادلة حول منصب البابوية، لم يُحسم إلاّ في مجمع كونستنس عام 1417م.

البابوية في عصريْ النهضة والإصلاح:

كانت حركة النهضة حركة ثقافية أوروبية، وقد بدأت في إيطاليا خلال أوائل القرن الرابع عشر الميلادي، وانتشرت في أنحاء أوروبا الغربية خلال المائتي عام التي تلت. وقد حرّكت الروح القومية التي أظهرت نفسها في نظرات قومية مناهضة للبابوية في فرنسا وإنجلترا اللتين انتهز ملوكهما هذه الفرصة فأجبروا البابوية على منحهم جزءًا كبيرًا من ضرائب الكنيسة وممتلكاتها. وقد نشأت كنائس قومية في إنجلترا وفرنسا منافسة للكنيسة العالمية التي يحكمها البابا.

وكان كثير من بابوات عصر النهضة أمراء إيطاليين محنكين انحدروا من أسر إيطالية شهيرة مثل: البورجيين وآل ميدتشي. وأُُعدّ كثير منهم ليكونوا دبلوماسيين أو علماء علمانيين أو مشجعين للفنون لا قادة دينيين. وكان عدد منهم مشكوكًا في أخلاقياتهم ؛ إذ كانت جل اهتماماتهم دنيوية منصبة على الفنون وترقية أسرهم. ومن بين هؤلاء البابا سكستس الرابع (1471-1484م) الذي كان عالمًا وراعيًا للفن، وقد نصَّب اثنين من أبناء إخوته كرادلة، أصبح أحدهما البابا يوليوس الثاني (1503- 1513م) الذي كان إداريا فطنًا، ودعم أعمال الفنانيْن المشهوريْن: رفائيل ومايكل أنجلو. وكان يتظاهر بالاهتمام بالإصلاح. ولكن اهتمامه بالشؤون السياسية والحرية كان أكثر من اهتمامه بالحياة الدينية للكنيسة، ومن ثم لم يقدّم أية إصلاحات، ولم يفعل شيئًا لإصلاح الصورة الأخلاقية للبابوية.

وحاول العديد من البابوات ـ مع نهايات عهد النهضة ـ إجراء تعديلات داخلية، في الوقت الذي كانت فيه الكنيسة مهددة بحركة الإصلاح البروتستانتية، التي لم تقبل سلطة البابا، بل انفصلت عن الكنيسة الكاثوليكية. ونشأت حركة الإصلاح المضادة كردِّ فعلٍ لحركة الإصلاح أو حركة الإصلاح الكاثوليكية خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين. وقد دعا البابا بول الثالث (1534- 1549م)، إلى انعقاد مجمع ترنْت الذي كان يجتمع دوريًا من عام 1545م إلى عام 1563م، وفيه، عمل الأساقفة من أجل إصلاح ممارسات الكنيسة وتجديد العقيدة الكاثوليكية، وأجاز البابا رسميًا جمعية يسوع المعروفة باليسوعية، وهي الطائفة الدينية التي أنشئت عام 1534م، وتعهد أعضاؤها بولائهم للبابا مباشرة.

واستمرت جهود الكنيسة للإصلاح خلال حرب الثلاثين عامًا (1618-1648م) في أوروبا. ووفقًا لاتفاقية سلام وستفاليا التي أنهت الحرب ؛ أصبح دين الحاكم يحدّد ديانة المنطقة التي يحكمها. وقد عكس هذا المبدأ المشاعر القومية السائدة في أوروبا التي قللت من نفوذ البابوية لاسيما في ألمانيا البروتستانتية. وفي منتصف القرن السابع عشر الميلادي تقريبًا، كان حكام الدول القومية الجديدة ينظرون إلى سلطتهم في إطار مطلق يتحدى أي دعاوى بابوية لتلك السلطة.

البابوية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشرالميلاديين:

هوجمت البابوية خلال القرن الثامن عشر الميلادي من عدة جهات، فقد حاولت حركة داخل الكنيسة الألمانية تُسمَّى الفبرونية أن تحدَّ من السلطة البابوية وتضع مبدأ مماثلاً يُسمَّى الجوزفينية موضع التنفيذ من جانب الإمبراطور الروماني المقدس. وكان للحركة الغاليكانية في فرنسا الأهداف نفسها. كما عارض فولتير وبعض المفكرين الفرنسيين الكنائس النصرانية بشدة، وأثّر فكرهم في موقف الرأي العام ضد الدين، والكنيسة الكاثوليكية الرومانية بصفة خاصة.

وكان القديس بنيدكت الرابع عشر (1740- 1758م) أكثر البابوات شهرة في الغرب النصراني خلال القرن الثامن عشر الميلادي. وقد حاز احترام البروتستانت والكاثوليك معًا لحكمه المستنير. وكان إداريًا ماهرًا، حاول تقوية النفوذ الأخلاقي للبابوية، وشجع التعليم، وأسس المدارس والمعاهد (الأكاديميات) لدراسة التاريخ النصراني والروماني.

وتعاون البابوات خلال معظم القرن التاسع عشر الميلادي مع القوى السياسية المحافظة التي كانت تحكم أوروبا. وقد دعمت تلك القوى الكنيسة بسبب تقاليدها العريقة التي تُمثّل أساس الاستقرار الاجتماعي. ولكن التعاون مع المحافظين وضع البابوية في معارضة أخرى مع الأحرار الأوروبيين الذين كانوا غالبًا ضد البابوية. وقد ادّعى الأحرار أن الكنيسة تَعوق التقدم العلمي والسياسي.

حكم البابا بيوس التاسع (1846-1878م) مدة أطول من أي بابا في التاريخ. وكان من الأحرار الذين يُحبّذون الوحدة بين المناطق مثل الولايات الإيطالية. ولكن التهديد المستمر للبابوية من جانب القوميين الإيطاليين حوّله إلى محافظ متشدِّد. وندد بيوس في خلاصة الأخطاء (1864م) بما اعتقد أنه أخطاء الفكر الحديث آنذاك. وأصبحت كل الأرض التي كانت تكوِّن الولايات البابوية جزءًا من المملكة الإيطالية المستقلة بحلول عام 1870م، وانحسرت حدود البابا في الفاتيكان والقصور اللاتيرانية والفيلا البابوية في كاستل جاندولفو. وانعزل بيوس في الفاتيكان وعدّ نفسه سجينًا. وكذلك اتّبع خلفاؤه السياسة نفسها لمدة 60 عامًا، حتى أحدثت معاهدة لاتيران دولة مدينة الفاتيكان المستقلة عام 1929م.

وبدأت سلطة البابوات داخل الكنيسة تنمو وتزداد، في الوقت الذي تدهورت فيه سلطتهم السياسية. وأصبحت البابوية تمثل حارسًا لنظام محدد من العقائد، يُناهض البروتستانتية وتيارات الفكر الحديث الرئيسية.

البابوية اليوم:

أصبح البابوات في القرن العشرين أكثر نشاطًا وتأثيرًا في أتباع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية من أي وقت مضى. وأصبح الفكر الكاثوليكي في الوقت نفسه في توافق كبير مع التطورات الفكرية الكبرى ؛ لا سيما في مجالات مثل: الفلسفة والعلوم الطبيعية والتاريخ والدراسات الإنجيلية.

وأصبح جون (يوحنا) الثالث والعشرون (1958 - 1963م) أكثر البابوات المعاصرين شهرة ؛ إذ دعا إلى عقد مجمع الفاتيكان الثاني ؛ ليبحث في تجديد وتحديث العقيدة والحياة الدينية الكاثوليكية. وقد افتُتح المجمع عام 1962م واختُتم عام 1965م بعد موت جون. وكان من أشهر القضايا تحدّيًا للمجمع قضية الكولجيالتي، وهي الفكرة القائلة بأن السلطة في الكنيسة ينبغي أن تكون مشتركة بين البابا ومجمع الأساقفة ورجال الدين النصراني الآخرين.

وقد ترأس بول السادس (1963-1978م)، خليفة جون، الجلسات الأخيرة في المجمع، وسحب القضايا الخلافية كالعُزوبة وتحديد النسل من جدول أعمال المجمع، واحتفظ بالقرار حول هذه المسائل لنفسه.

وانتُخب جون بول الثاني عام 1978م كأول بابا غير إيطالي منذ أدريان السادس الهولندي (1522 - 1523م). وقد أثبت جون بول أنه أكثر البابوات نشاطًا في تاريخ الكنيسة. فقد سافر ورآه كثير من الناس أكثر من أي بابا سابق. وقد ساعدت الرغبة في معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية المهمة في تاريخ الغرب النصراني في زيادة مقام البابوية. ولكن مواجهة تلك القضايا خلّفت توتّرًا بين الأحرار والمحافظين داخل الكنيسة. وتركَّزت تلك التوتّرات حول الموضوعات الاجتماعية الحساسة مثل: الإجهاض والطلاق والقضايا المتعلقة بالعلاقة بين البابا وأعضاء الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، والعلاقة بالكنائس النصرانية الأخرى، والأديان الأخرى غير النصرانية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية