الرئيسيةبحث

بوذا ( Buddha )



بوذا لقب مؤسس البوذية، إحدى ديانات العالم الوضعية. ومعنى الكلمة في الأصول الأجنبية المتنوِّر أو المتيقِّظ. واسمه سيدهارثا غوتاما، كما يُلقب بشكياموني (حكيم قبيلة شاكيا). ويتفق المؤرخون على أن سيدهارثا غوتاما عاش في شمالي الهند منذ نحو 2,000 سنة مضت لكن هناك جدالاً حول تاريخ مولده ووفاته فمعظم المؤرخين يقولون: إنه عاش في الفترة ما بين 563- 483ق.م وبعضهم يدّعي أنه عاش في الفترة ما بين 448- 368ق.م.

ويعتقد البوذيون أنه كان هناك على الأقل ستة أشخاص يسمون بوذا قبل غوتاما، بل يزعمون أن هناك بوذا آخر اسمه مايتريا سيظهر في المستقبل.

مولده ونشأته:

يعتقد البوذيون بتجدد الميلاد، وتدور قصص أدبية وشعبية كثيرة عن ولادات غوتاما السابقة، وتصف ميلاده في أشكال بشرية وحيوانية، حتى نال ـ كما يزعمون ـ الكمالات الأخلاقية اللازمة للميلاد الأخير، الذي حدث في أعلى وادي الجانج في شمالي الهند، وذلك في بستان لومبيني بالقرب من مدينة كابيلافاستو فيما يُعرف الآن بنيبال. وُلد غوتاما في أسرة من طبقة المحاربين في المجتمع الهندي. وكان والده سودهوذانا، حاكمًا محليًا وأميرًا لشعب شاكيا. واسم أمه التي توفيت بعد ميلاده مباشرة، مايا وغالبًا ما يُشار إليها في معتقدهم بالأم العظيمة. وقد حضنته بعد وفاة والدته براجاباتي.

تنبأ الحكماء والمنجمون المحيطون بأن الطفل سيكون أحد الحكماء العظام، أو أحد المرشدين الدينيين إذا رأى آلامًا عظيمة ؛ لذلك حبسه والده في القصر، ومنعه من الخروج حتى لا يرى الآلام. وفي العشرين من عمره تزوج من أميرة تدعى ياسودارا، فأنجبا ابنا سمياه راهولا.

العلامات الأربع:

في التاسع والعشرين من عمره أقنع غوتاما سائق عربته شانا أن يأخذه خارج القصر، وهناك رأى رجلاً عجوزًا وآخر مريضًا وجنازة رجل ميت وراهبًا، أو ظهرت له هذه الأشياء في صورة رؤى منامية، مما كان له أثر عميق فيه ؛ إذ واجه لأول مرة حقيقة الشيخوخة والمرض والموت. فأصابه قلق واستياء، وقرر أن يهجر منزله ويخرج بحثًا عن المعرفة وسر الكون.

التخلي الكبير:

في منتصف إحدى الليالي ترك غوتاما زوجه وابنه في حماية أسرته، وتسلل من القصر في رفقة شانا، وحلق رأسه، وخلع ملابسه الأنيقة، وارتدى ملابس راهب متجول، وعاد شانا إلى القصر ليخبر الأسرة بأمره. ثم دخل الغابة وأقام ست سنوات يتعلم على يد كبار معلمي عصره من أمثال ألاراكلاما، وأداكارامابوتا حقيقة الحياة وكيفية التخلص من المعاناة، ولجأ إلى التقشف وقتل شهوات النفس. ولكنه أدرك عدم جدوى هذه الطريقة فتركها وتوصل إلى الخطة المثلى، وهي التوسط بين البذخ والتقشف.

الإشراق والكشف عن الأسرار:

ذهب غوتاما في أحد الأيام إلى أطراف قرية جايا، وجلس تحت ظل شجرة متأملاً وفقًا للطريقة التي تعلمها، وساعيًا إلى الوقوف على الحقيقة وبلوغ درجة الإشراق، وأشهد الأرض على استحقاقه لهذه الدرجة (ومن ثم يصوره البوذيون واضعًا كفه اليمنى على الأرض)، واكتشف أن أصل المعاناة يعود إلى الرغبة والجهل. والعارف بالأسرار هو من يدرك ذلك. ومنذ تلك الفترة أصبحت الشجرة التي جلس في ظلها مقدسة عند البوذيين، وسُميت شجرة الإشراق، كما أصبح يُعرف ببوذا والمكان الذي حدث فيه الإشراق يُسمى بوذا جايا. ★ تَصَفح: تين المعابد.

تعاليم البوذية:

لم يفكر بوذا في تعليم الناس الطريق الذي سلكه لعلمه بوعورته ومشقته على الناس. وفي النهاية ذهب إلى حديقة غزلان في سارناتا، وفيها ألقى أولى مواعظه التي أطلق عليها البوذيون دوران عجلة الشريعة. وأصبحت أساس تعاليم البوذية، وسُميت الحقائق الأربع النبيلة الطريق الثماني النبيل. ثم أمضى ما بقي من حياته متجولاً يُعلم الناس ما اكتسبه من معتقدات، ويجادل المعلمين إلى أن توفي في الثمانين من عمره في كوسينارا. وسميت وفاته النيرفانا الأخيرة (السعادة القصوى). ويعتقد البوذيون أن بوذا نال من إشراقته السلام والسعادة الأبديين ؛ حيث تغلب على الجشع والكراهية والجهل. ولم يكن موته الجسدي إلا تحقيقًا كاملاً لحالة النيرفانا. ودفنت عظامه بعد حرق جثته بوصفها مقدسة في هضبة تسمى ستوباس. وأصبحت نصبًا تذكاريًا للبوذيين في أنحاء العالم. كما أصبح مكان موته وميلاده وإشراقه ومكان الموعظة الأولى مزارات مهمة للبوذيين. وفي هذه الأماكن نجد تمثالين لبوذا، أحدهما جالسًا القرفصاء في حالة الإشراق، والثاني في حالة موته مستلقيًا على جانبه الأيمن.

★ تَصَفح أيضًا: البوذية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية