الرئيسيةبحث

الكتاب المقدس ( Bible )



الكتاب المُقَدَّس هو العهد القديم والعهد الجديد في الديانتين اليهودية والنصرانية ويسمى أيضًا النصوص المقدسة. ويعتبره اليهود والنصارى كلام الله، ويستمدون منه أهم معتقداتهم وطقــوس عبادتهم وأعيادهم واحتفالاتهم. وينقسم إلى قسمين: 1ـ العهد القديم 2ـ العهد الجديد.

يعترف اليهود بالعهد القديم الذي يسمَّى أيضًا الكتاب المقدس العبري. بينما يعترف النصارى بالعهدين. ويعد بعض النصارى الكتب غير القانونية الأبوكريفا جزءًا من الكتاب المقدس.

يبدأ العهد القديم بقصة الخلق، ويعرض تاريخ بني إسرائيل في الفترة مابين حوالي عام 1300 ق.م والقرن الثاني قبل الميلاد. بينما يغطي العهد الجديد نحو 100 سنة تبدأ بميلاد المسيح وتنتهي عام 125م.

ورغم الاعتقاد بأن الكتاب المقدس كتاب واحد، فإنه في الحقيقة مؤلف من أجزاء كثيرة تسمى الأسفار. وقد اختار اليهود وطوائف النصارى بعض الكتب التي اعتبروها وحيًا، فالعهد القديم العبري يحتوي على 24 سفرًا، وإنجيل البروتستانت 66 سفرًا، وإنجيل الرومان الكاثوليك 73 سفرًا.

وقد استخدم مؤلفو الكتاب المقدس أشكالاً أدبية مختلفة. وهناك نحو خمسين أسلوبًا استخدمت في العهد القديم، من شعر غزلي وترانيم وألغاز ومقالات وخيال وتاريخ وأمثال. ويتكون الكتاب المقدس في مجمله من قصص لأشخاص ذوي مكانة وأشخاص عاديين تعبر عن صراعاتهم وآمالهم وفشلهم وانتصاراتهم... إلخ.

العهد القديم

يخبر العهد القديم عن قدماء بني إسرائيل، ويبدأ بقصة خلق العالم. ولكن القصة في معظمها تتناول الإسرائيليين بعد أن حررهم موسى من العبودية في مصر. وقد كُتب معظم العهد القديم باللغة العبرية، ولكن أجزاء منه كتبت بالآرامية (لغة شبيهة بالعبرية).

أسفار العهد القديم:

هناك اختلاف بين اليهود والنصارى حول أسفار العهد القديم، بل هناك اختلاف بين بعض طوائف النصارى الرئيسية حول هذه القضية. فالنص الشرعي اليهودي يتكون من 24 سفرًا، بينما يتبنى البروتستانت والكاثوليك الشريعة اليهودية، ولكنهم يقسمون بعض الكتب، ومن ثَم يزيدون عدد الأسفار إلى 39 سفرًا. في حين يضيف إنجيل الكاثوليك سبعة أسفار يعتبرها البروتستانت جزءًا من الكتب غير القانونية (الأبوكريفا).

ينقسم النص الشرعي اليهودي إلى ثلاثة أقسام: التوراة والأنبياء والكتابات. أما ترتيب النصوص الشرعية النصرانية للعهد القديم، فتقسم إلى أربعة أقسام: الأسفار الخمسة والأسفار التاريخية وأسفار الحكمة وأسفار الأنبياء.

التوراة تشتمل على خمسة أسفار، وتسمى الأسفار الخمسة. وهذه الأسفار مهمة لليهودية ؛ لأنها تكوِّن أسس الحياة الدينية لليهود وتعاليمهم. وتبدأ التوراة بوصف خلق الله للسماوات والأرض، ثم تخبر عن أسلاف اليهود، والخروج، أي خروجهم من مصر بقيادة موسى. وتنتهي التوراة باقتراب الإسرائيليين من بلاد كنعان، وموت موسى.

أسفار الأنبياء. وهي نوعان: أسفار الأنبياء المتقدمين، وأسفار الأنبياء المتأخرين أو الأنبياء السابقين. وتتكون الأولى من أربعة أسفار: يوشع (يشوع بن نون) والقضاة وصمويل والملوك. وتتكون الثانية من أربعة أسفار ثلاثة منها مسماة بأسماء الأنبياء: أشعيا وأرميا وحزقيال ؛ وتضم تعاليمهم. والسفر الرابع يسمى الاثني عشر، ويشتمل على تعاليم اثني عشر نبيًا آخرين.

الكتابات. تتكون من 11سفرًا. ويتكون سفر المزامير من أدعية وصلوات وترانيم. ويضم سفر أيوب، محاورة بين أيوب وأصدقاء له حول فلسفة الدين. ويضم سفر الأمثال أقوالا موجزة معظمها عن السلوك الحسن. أما (نشيد الأناشيد) المنسوب إلى سليمان فمجموعة أشعار غزلية. وسفر الجامعة مناقشة متشائمة لمعنى الحياة. وباقي الأسفار تتناول تاريخ العبرانيين القدماء.

تطور العهد القديم:

يملك العلماء أدلة وبراهين على أن قدماء العبرانيين تبنوا بعض التقاليد الدينية والقانونية في ثقافات الشرق الأدنى. ولكن ليس لديهم مصَادر تكشف عن كيفية بداية تطور العهد القديم. وينبغي من ثم تلمُّس بعض الإشارات في العهد القديم نفسه. فمنذ القرن الثامن عشر الميلادي، اهتم علماء اللاهوت بصفة خاصة بالكيفية التي تمت بها كتابة التوراة أو الأسفار الخمسة. ووفقا للتعاليم اليهودية والنصرانية فإن تلك الأسفار هي أسفار موسى، ولكن الأسفار نفسها لاتفيد أن موسى هو كاتبها. ويعتقد العلماء أن التوراة كتبت بعد القرن الحادي عشر قبل الميلاد أي في ظل حكم داود. ولاحظ العلماء من خلال تحليل أسفار التوراة اختلافات في العبارة والأسلوب وأسماء الله وفكرة الألوهية. كما لاحظوا تكرارًا في القصص. ويعتقد كثير من العلماء أن هذا يدل على أن هناك عدة أشخاص أو جماعات كتبت التوراة. وقرروا أن هناك أربع نسخ وُجدت في الأصل، وأن تلك النسخ كُتبت في فترة تمتد إلى نحو 500 سنة على الأقل، وأنها جمعت بوساطة عدة محررين.

تعكس أسفار الأنبياء إلى حد ما الطريقة التي حُفظت بها أقوال الأنبياء بعد فترة طويلة من وفاتهم. وقد اختلطت أقوال الأجيال المتأخرة مع كلمات الأنبياء بوصفها تفسيرًا أو بديلاً لها. ومن العسير جدا أن يميز القارئ المعاصر بين رسالات الأنبياء الأصلية وبين النسخ المنقحة لها.

أما مؤلفو الأسفار فمجهولون، رغم القول بأن بعض القادة القدماء كدانيال وسليمان قد كتبوا العديد منها. ووفقا للتقاليد اليهودية فإن داود كتب المزامير، ولكن كثيرًا من العلماء يشككون في أنه كتب أيا منها.

من المحتمل أن قدامى اليهود عرفوا أسفار التوراة الخمسة بوصفها متميزة قبل عام 250 ق.م، وأن مجموعة أسفار الأنبياء قد وجدت قبل عام 200 ق.م، وأن الشـريعة اليهـودية الأخيرة قد ألفتها جمعية الحاخامات في يمنيا بفلسطين في حوالي عام 100م، أما النص الرسمي للنص الشرعي العبري فقد ظهر حوالي 150م.

العهد الجديد

يقص العهد الجديد حياة المسيح والاعتقاد به. كما يؤرخ للكنيسة في عهدها المبكر. وقد كتب العهد الجديد باليونانية التي كانت مستعملة على نطاق واسع في عهد عيسى عليه السلام، ولكن عيسى وحوارييه كانوا يتكلمون الآرامية.

أسفار العهد الجديد:

يتكون العهد الجديد من 27 سفرًا مقسمة إلى أربعة أقسام: الأناجيل وأعمال الرسل والأسفار التعليمية (الرسائل) والرؤيا. وعدد الأسفار وترتيبها متفق في نُسخ الرومان الكاثوليك والبروتستانت.

الأناجيل أربعة: إنجيل مَتَّى وإنجيل مَرْقَص وإنجيل لوقا وإنجيل يوحنا. وكلمة إنجيل كلمة يونانية قديمة تعني البشارة.

ومن المحتمل أن الكنيسة، في عهدها المبكر، قبلت الأناجيل الأربعة كوثائق صحيحة رغم أن مؤلفيها لم يكونوا معروفين. وبالتدريج ربطت الكنيسة الأناجيل باثنين من حواريي عيسى عليه السلام هما متى ويوحنا، واثنين من أتباع الحواريين هما مرقص ولوقا، وُعدَّ هؤلاء مؤلفي الأناجيل.

تصف الأناجيل حياة المسيح. وهناك تشابه بين أناجيل مَتَّى ولوقا ومرقص في التفاصيل وترتيب القصة. ومن ثم أطلق عليها الأناجيل المتوافقة. وهذه الأناجيل المتوافقة تختلف عن إنجيل يوحنا من عدة طرق، ففيها مثلاً نجد أن عيسى يعبر عن تعاليمه في عبارات مختصرة وقصص قصيرة يطلق عليها الأمثال ؛ بينما يلقي تعاليمه من خلال عبارات مطولة في إنجيل يوحنا.

رغم أن الأناجيل المتوافقة تعالج في الجملة الأحداث نفسها، فإن الأناجيل الأربعة تختلف في نظرتها إلى عيسى، فبينما يعده متَّى مشرِّعًا يخبر عما يجب أن تقوم به الكنيسة والنصارى، فإن مرقص يصوره منقذًا يتسامى من خلال المعاناة، ولوقا يبرز عيسى مخلِّصًا للبشر جميعًا، ويركز يوحنا على طبيعة عيسى الإلهية المزعومة.

ويذهب كثير من العلماء إلى أن إنجيل مرقص أقدم هذه الأناجيل، وأنه كُتب مباشرة قبل أو بعد استيلاء الرومان على القدس عام 70م، وأن إنجيل متى ولوقا كُتبا في وقت متأخر قليلاً. ومحتوى هذين الإنجيلين يشير إلى أن مؤلفيهما كانا يعرفان إنجيل مرقص، ولكن لم يكن أيٌّ منهما يعرف إنجيل الآخر. أما إنجيل يوحنا فآخِر إنجيل كُتب، وربما كتب في تسعينيات القرن الأول الميلادي.

أعمال الرسل. سفر واحد يواصل القصة التي رواها لوقا وكتبها المؤلف نفسه، كما يخبر عن امتداد الكنيسة في عهدها الأول. وتُفتتح القصة في القدس، حيث تجمع الحواريون بعد قيام عيسى كما تقول القصة. وينتهي السفر في روما حيث نجد القديس بول يعظ اليهود حينما كان في سجن الرومان.

الرسائل. تتكون من 21 سفرًا، وتحتوي على بعض الكتابات المبكرة في العهد الجديد، على الرغم من أنها تظهر فيما بعد أيضًا في القانون بعد الأناجيل وأعمال الرسل.

وتسمى الرسائل الثلاث عشرة الأولى رسائل بول ؛ لأن معظمها كتبها القديس بول. والرسائل الثماني الأخيرة تسمى الرسائل العامة ؛ وقد كتبها قادة الكنيسة الأوائل. ولكن العلماء لايعرفون مؤلفيها، أو يختلفون حول من يمكن أن يكونوا.

تحتوي رسائل بول على مواعظ يُخاطب بها بول الجماعة النصرانية التي كونها. وربما كتب معظمها في خمسينيات أو ستينيات القرن الأول الميلادي. وتناقش بعض قضايا العقيدة والسلوك.

أما الرسائل العامة فقد كُـتبت خلال عدد من السنين تمتد إلى نحو عام 125م، وتعالج المسائل التي واجهها الجيلان الثاني والثالث من النصارى.

الرؤيا. هي رسالة واحدة، تسمَّى الرؤيا وهي مشتقة من الكلمة اليونانية التي تفيد هذا المعنى، وقد كتبها يوحنا. ومن المحتمل أن يكون غير يوحنا كاتب الإنجيل. ويبدأ سفر الرؤيا بوصفه رسالة موجهة إلى الكنائس السبع في آسيا. ويعطي بعد ذلك وصفًا رمزيًا للانتصار الأخير للرب على الشر والموت من خلال المسيح. وهذا الوصف يأتي من خلال سلسلة من الرؤى المستقبلية أرسلها الله بوساطة الملك إلى المؤلف كما جاء في الرسالة.

تطور العهد الجديد:

احتفظ الجيل الأول من النصارى بذكريات شفوية عن تعاليم عيسى وأعماله وصلبه المزعوم. ولم تُكتب قصة عيسى في الأناجيل إلا خلال الجيل الثاني من النصارى. ولم يعمد مؤلفو العهد الجديد إلى وضع إنجيل نصراني، ولكن الكنيسة القديمة كان لها إنجيلها وهو العهد القديم. ولكن اختلاف وجهات النظر حول العقيدة النصرانية خلال القرن الثاني الميلادي، قاد الكنيسة إلى وضع العهد الجديد لمواجهة الآراء الدينية المتطرفة (غير المقبولة) ولتحافظ على قصة حياة المسيح وموته.

واستخدمت الكنيسة معايير معينة من أجل اختيار أسفار القانون منها: 1ـ أن تكون الكتابات واسعة الانتشار ومستخدمة في الكنيسة 2ـ أن يكون مؤلفها أو كاتبها أحد الحواريين.

وفي حوالي عام 200 ق.م، أصبح لدى الكنيسة الشريعة أو القانون الذي يضم كل رسائل العهد الجديد.

وفي القرن التالي أضيفت إلى هذه الرسائل رسالتا العهد القديم والرؤيا.

الأسفار المنحولة أو المشكوك في صحتها (الأبوكريفا)

تتكون الأسفار المنحولة أو المشكوك في صحتها من 15 سفرًا أو جزءًا من سفر. وقد كُتبت في الفترة مابين القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد، بعضها كتب بالإغريقية وبعضها بالعبرية وبعضها بالآرامية. وتختلف عناوين الأسفار من إنجيل إلى آخر. وقد خلا الإنجيل العبراني من هذه الأسفار. وقد وضعت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية ثلاثة منها بعد العهد الجديد. ووزعت الاثنا عشر سفرا الأخرى في ثنايا العهد القديم تحت عناوين خاصة أو بوصفها أجزاء من أسفار أخرى. وفي بعض أناجيل البروتستانت وُضعت الأسفار بين العهد القديم والعهد الجديد، وهناك فئة قليلة وضعتها بعد العهد الجديد. وهناك بعض كنائس البروتستانت حذفت الأسفار من أناجيلها تمامًا. ومنذ منتصف القرن العشرين أبدى العلماء اهتمامًا جديدًا بالأسفار الملحقة، وعدوها مهمة لفهم اليهودية خلال الفترة بين نهاية العهد القديم وبداية العهد الجديد.

ترجمات الكتاب المقدس

الترجمات الأولى:

كانت أولى الترجمات للكتاب المقدس تُجرى شفويًا. فقد كان الناس في المجتمعات اليهودية القديمة يتكلمون اللغة الآرامية فقط، لذلك، فإنهم كانوا يستعينون ببعض المترجمين الذين كانوا يقومون بترجمة فقرات من الكتاب لهم في كنائسهم من العبرية إلى الآرامية المحلية. أما اليهود الذين كانوا يعيشون في البلاد التي تتكلم اللغة اليونانية فقد كانوا يحتاجون إلى ترجمة كتابية للتوراة. ويقال إن مجموعة من 70 أو 72 دارسًا يهوديًا في الإسكندرية قاموا بترجمة العهد القديم إلى اللغة اليونانية في حوالي عام 250 ق.م. واشتهرت تلك الترجمة باسم الترجمة السبعونية.

ولما كان معظم النصارى الأوائل يتكلمون اليونانية فقد اعتمدوا على الترجمة السبعونية، ولكنهم كانوا بحاجة إلى ترجمات أخرى على إثر انتشار النصرانية في بلدان أخرى. وقد ظهرت الترجمات السريانية واللاتينية خلال القرن الثاني للميلاد. وفي سنة 383م بدأ القديس جيروم بمراجعة العهدين القديم والجديد بناء على طلب البابا داماسوس الأول. واعتمد جيروم في عمله على النصوص العبرية والإغريقية والترجمة اللاتينية وأكمل عمله سنة 405م، وعرفت ترجمته المعدلة باسم الفولجيت (الترجمة الشعبية) التي ظلت الترجمة الوحيدة المصرح بها للكتاب المقدس من قبل كنيسة الروم الكاثوليك.

الترجمات الإنجليزية الأولى:

ظهرت أول ترجمة إنجليزية كاملة في ثمانينيات القرن الرابع عشر الميلادي عندما قام القس الإنجليزي جون ويكلف بترجمة الكتاب مع بعض أتباعه، كما ترجم مارتن لوثر المصلح البروتستانتي الألماني العهد الجديد من الكتاب المقدس إلى اللغة الألمانية سنة 1522م، وأكمل ترجمة بقية الكتاب سنة 1534م. وقام الإنجليزي وليم تندال بترجمة الكتاب إلى اللغة الإنجليزية أثناء وجوده في ألمانيا وظهرت أجزاء من ترجمته للعهد القديم في سنتي 1530 و 1531م. وكان للغة تندال القوية أثر كبير في تفضيل ترجمته على سائر الترجمات الإنجليزية.

الترجمة المصرح بها:

في عام 1604م فوض الملك جيمس الأول الإنجليزي هيئة مكونة من (50) دارسًا للقيام بمراجعة الترجمات الإنجليزية القديمة للكتاب المقدس. وظهرت الترجمة الجديدة سنة 1611م، حيث اشتهرت باسم ترجمة أو نسخة الملك جيمس.

وخلال مائتي عام بعد ذلك لم تظهر ترجمات جديرة بالذكر للكتاب المقدس، غير أنه بحلول منتصف القرن التاسع عشر الميلادي بدأ العلماء ورجال الدين يطالبون بترجمات جديدة بعد أن أصبح لدى الباحثين معلومات جديدة حول بعض الأخطاء التي ظهرت في الترجمات القديمة ولاسيّما بعد أن أطلعوا على بعض اللغات الشرقية القديمة، كما أن اللغة الإنجليزية نفسها مرّت بتغيرات وتطورات كثيرة ولم يعد لكثير من الكلمات المستخدمة في عهد الملك جيمس نفس المعنى أو لم يعد يفهمها قُرّاء ذلك الكتاب.

وقد قررت الكنيسة الإنجليزية سنة 1870م إعادة النظر في الترجمة القديمة المعترف بها، حيث ظهرت الطبعة الحديثة للعهد الجديد عام 1881م والعهد القديم عام 1885م وأبوكريفا (غير القانوني) سنة 1895م، غير أن شعبية الترجمة الجديدة التي سميت الترجمة المنقحة لم تدم طويلاً، بل إن كثيرًا من الكنائس والأفراد ظلوا يفضلون الترجمة القديمة المرخص بها.

ظهر العديد من الترجمات الإنجليزية الحديثة لكي تحل محل الترجمات القديمة التي أصبحت لغتها غير مفهومة كما تم إدخال تحسينات كثيرة على طباعة الكتاب وتنظيم فقراته وترتيبها.

ومن بين الترجمات الجديدة التي ظهرت في القرن العشرين الترجمة الأمريكية القياسية سنة 1901م، كما ظهرت في بريطانيا ترجمة بعنوان العهد الجديد بلغة حديثة سنة 1903م وترجمة جود سبيد في أمريكا سنة 1923م وترجمات أمريكية أخرى في الفترة بين 1927م و 1931م.

أخذ مجلس الكنائس النصراني الوطني في الولايات المتحدة على عاتقه رعاية ترجمة باسم الترجمة القياسية المنقحة وتم نشر ترجمة العهد الجديد سنة 1946م والعهد القديم سنة 1952م والأبوكريفا سنة 1957م. وتمت مراجعة وتنقيح هذه الترجمات مرة أخرى سنة 1973م وظهرت تحت اسم الكتاب المقدس العام وقد اعتبرت أول ترجمة مقبولة من قبل الطوائف النصرانية المختلفة كافة، وتلتها في سنة 1990م ترجمة أخرى منقحة باسم الترجمة القياسية الجديدة والمنقحة.

وفي خمسينيات القرن العشرين بدأت الكنائس الإنجليزية البروتستانتية بإعداد ترجمة للكتاب المقدس باسم الكتاب المقدس الإنجليزي الجديد استعين خلالها بالشاعر تي. إس. إليوت للعمل كمستشار لهيئة المترجمين. وقد تم نشر العهد الجديد سنة 1961م والعهد القديم والأبوكريفا سنة 1970م. وبعد ذلك ظهرت طبعة منقحة منها سنة 1989م.

قامت جمعيتا الإنجيل الأمريكية والبريطانية وجمعية الإنجيل الأجنبية وجمعية نيويورك الإنجيلية برعاية عدد من الترجمات تحت أسماء مختلفة وترجمات أخرى لغير الناطقين بالإنجليزية.

وهناك ترجمات أخرى للرومان الكاثوليك مثل ترجمة آر. نوكس سنة 1945م. وهذه الترجمة لها صفة رسمية لدى أصحاب العقيدة الكاثوليكية من البريطانيين وكتاب القدس المقدس الجديد سنة 1966م، وقد ظهرت منها طبعة جديدة سنة 1985م. وظهرت أول ترجمة للأمريكيين من الرومان الكاثوليك سنة 1970م تحت اسم الإنجيل الأمريكي الجديد.

وقد قامت جمعية النشر اليهودية بإعداد ترجمة إنجليزية حديثة للنص العبري من العهد القديم ظهرت سنة 1917م. وقد أشرفت تلك الجمعية كذلك على الترجمة اليهودية الجديدة للكتاب خلال الفترة بين 1962 و1981م. أما ترجمة هيوشكونوفيلد تحت اسم العهد الجديد الموثوق به (1955م) وترجمة هينز كاسيرو باسم العهد الجديد الإلهي فإنهما تعكسان وجهة النظر اليهودية في الكتاب.

وهناك بعض الترجمات التي تتسم بالبساطة. فهناك مثلاً طبعات تستخدم مفردات إنجليزية لا تتجاوز ألف كلمة مثل الكتاب المقدس باللغة الإنجليزية الأساسية لسنة 1949م والعهد الجديد بالإنجليزية المبسطة في سنة 1952م الذي استخدمت فيه 1500 كلمة فقط.

الكتاب المقدس والتاريخ

رغم أن مؤلفي الكتاب المقدس لم يحددوه على أساس تاريخي، فإننا نجد فيه بعض الإشارات إلى حوادث تاريخية كأفعال الملوك وجولات المصلحين. ويشكل الكتاب المصدر الوحيد لبعض الحوادث التاريخية. غير أن فكرته الأساسية، تركزت حول معنى الحياة والعقيدة والإيمان.

مقالات ذات صلة

المصدر: الموسوعة العربية العالمية