الرئيسيةبحث

الطائفة الدينية ( Cult )



الطائفة الدينية مصطلح يعني في المفهوم الغربي فرقة دينية تدين بالولاء لزعيم حي أو تعاليم جديدة أو ممارسة غير عادية. ويتراوح عدد أفراد الطائفة ما بين عدد قليل من الأنصار يدينون بالولاء لزعيم ما، وتنظيمات على نطاق العالم تديرها سلسلة معقّدة من القيادات. وقلما تطلق مثل هذه المجموعات الدينية على نفسها اسم طائفة دينية وهي ترفض عادة هذه التسمية. ويستخدم معظم مؤرخي الأديان التسمية الأكثر حيادًا وهي الحركات الدينية الحديثة.

وبما أنه ليس هناك تعريف واحد للطائفة الدينية في المفهوم الغربي، لذا يصعب حصر أعدادها وعضويتها، على وجه الدقة. ومع ذلك يقدر الخبراء هذه الطوائف بثلاثة آلاف طائفة في مختلف بقاع العالم. وتبلغ عضوية هذه الطوائف مجتمعة ثلاثة ملايين شخص معظمهم من الشباب البالغين.

مميزات الطوائف الدينية:

يشير مصطلح الطائفة الدينية بهذا المفهوم، عادة، إلى أي شكل من أشكال العبادة أو ممارسة الطقوس الدينية أو حتى أية مجموعة من الناس تجمع بينهم أهداف مشتركة. بيد أن الدعاية التي صاحبت ظهور هذه الطوائف منذ منتصف القرن العشرين أضفت على المصطلح معنى أكثر تحديدًا. وهو يُستعمل اليوم عادة عند الإشارة إلى أية جماعة يتزعمها قائد حيّ يدعو إلى عقائد غامضة.

ويطلب معظم قادة هذه الطوائف من أتباعهم أن يعتزلوا الحياة الاجتماعية، وأن يعيشوا في مجموعات تسمى كوميونات. ويدّعي قادة هذه الطوائف أنهم يمتلكون الحقيقة الدينية الكاملة ويأمرون أتباعهم بالطاعة والولاء المُطلقين. وتطالب طوائف دينية عديدة أتباعها بالتبرع بكل ما يملكون لصالح الطائفة.

الطوائف الدينية الحديثة:

لعل أسوأ الطوائف الدينية سمعة بالولايات المتحدة في أواخر القرن العشرين هي جماعة المعبد التي قادها القس البروتستانتي جيم جونز ؛ إذ أن مئات من أعضاء الطائفة انتقلوا إلى كوميونة ريفية تسمى جونز تاون في غايانا بأمريكا الجنوبية، وعاشوا هناك تحت حكم جونز المطلق. وفي عام 1978م اغتال قادة الطائفة أحد أعضاء الكونجرس وثلاثة من الصحفيين كانوا يحققون فيما كان يدور من نشاطات داخل جونز تاون. فما كان من جونز إلا أن أمر أتباعه بالانتحار فانتحر ما يزيد على 900 شخص. ★ تَصَفح: غايانا.

بدأت اثنتان من أكبر الطوائف الدينية في الأقطار الغربية أنشطتهما في آسيا ؛ إذ تأسست الجمعية العالمية للوعي بتعاليم كريشنا والمعروفة عادة باسم هير كريشنا في كلكتا بالهند عام 1954. وأسست هذه الطائفة خلال ستينيات وسبعينيات القرن العشرين العديد من المراكز في المدن الغربية. وكان أعضاء طائفة هير كريشنا يستجدون الأموال في المطارات والأماكن العامة. يحلق الذكور رؤوسهم ويستغرق أعضاء الطائفة في تأملاتهم بطريقة خاصة. أما الطائفة الآسيوية الثانية ـ الكنيسة التوحيدية ـ فيحكمها مؤسسها الكوري البروتستانتي صن ميونج مون. وهي مستمدة من النصرانية، ويُعرف أتباعها عادة باسم المونيون. وهم يعتقدون أن إدخال الناس في دينهم سوف يفضي في النهاية إلى حدوث مواجهة نهائية بين قوى الخير وقوى الشر ممثلة في الشيوعية العالمية. ويبرر قادتهم فرض الوحدة الدينية والسياسية على أتباعهم بأن الحق في جانبهم تمامًا.

أما الطوائف الدينية الأقل عدوانية وانضباطًا فتميل إلى التركيز على التأمل الشخصي الانفرادي.

نبذة تاريخية:

صُنفت على مر العصور مجموعات دينية عديدة باعتبارها طوائف دينية، وقد بدأت النصرانية بوصفها طائفة دينية في إطار اليهودية ثم تطورت إلى كنيسة راسخة التقاليد. وفي العصر الحديث فإن الجماعات التي بدأت في هيئة طوائف دينية ثم تطورت إلى كنائس منتظمة تشمل الكويكرز، والمورمون، والروزيكروشيين والسويدنبورجيين، وعلماء الروحانية النصرانية، والميثوديست، وشهود يهوه والمجيئيين (السبتيين). وهناك طوائف أخرى لا حصر لها ذاب بعضها في الحركات الدينية الموجودة، وتلاشى بعضها الآخر. ومن أمثلة الطوائف التي لم تتغير إلا قليلاً عبر القرون الأميشيون وهي جماعة بروتستانتية في أمريكا الشمالية يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر الميلادي.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية