الرئيسيةبحث

التنجيم، علم ( Astrology )



التنجيم، علم. علم التنجيم هو دراسة كيفية الارتباط المفترض للشمس والقمر والكواكب والنجوم بالحياة والأحداث على الأرض. ويعتمد على زعم أن الأجسام السماوية، تشكِّل نماذج يمكنها كشف شخصية الفرد أو مستقبله. ويعتقد العديد من الناس من كل أنحاء العالم في التنجيم. ويعتمدون في إصدار قراراتهم على نصائح المنجِّم، ذلك الشخص الذى يزعم أنه يكشف الطالع بدراسة النجوم، في الوقت الذي يقرر فيه آخرون عدم وجود أساس علميٍّ للتنجيم.

يختلف علم التنجيم عن علم الفلك، وتم تطوير علم التنجيم من مجموعة قواعد ظهرت منذ أكثرمن2000سنة مضت. وفي ذلك الوقت استند علم الفلك أيضًا إلى الأسس والقواعد نفسها.ولكن بدخول علماء الفلك المسلمين إلى مجال هذا العلم في القرن الثامن الميلادي انحسر الاعتقاد في التنجيم لتعارض التنجيم مع العقيدة الإسلامية، إذ لا يعلم الغيب إلا الله تعالى. ونتيجة لهذا اختلفت المجالات بينهما بصورة واسعة في المنهج والهدف. ويشاهد المنجِّمون اليوم الأجسام السماوية ويراقبونها لفهم الأشياء التي تحدث على الأرض. كما يبحث الفلكيون عن المعرفة العلمية للأجسام المتنوعة السابحة في الفضاء.

مبادئ علم التنجيم

يدرس المنجمون جداول تسمى خريطة البروج أو جدول الميلاد لأجل التنبؤ بالمستقبل. وجدول شخص ما يدل على وضع الكواكب السيارة بالنسبة إلى الأرض والنجوم حين ولادته. ويزعم المنجمون أن هذه الأساليب تكشف عن أخلاق الشخص وعن مستقبله. واللوحة المبينة هي خريطة البروج الخاصة بتوماس جيفرسون أحد رؤساء الولايات المتحدة السابقين.
القاعدة الأساسية لعلم التنجيم هي الافتراض القائل: إن الأجرام السماوية تؤثر فيما يحدث على الأرض، ويزعم المنجِّمون أنهم يعرفون كثيرًا عن هذا التأثير عن طريق رسم خريطة دائرية تسمى خريطة البروج أو جدول الميلاد. توضح هذه الخريطة وضع الكواكب السيارة فيما يتعلق بكل من الأرض والنجوم في وقت معين. وفي معظم الحالات يوضح وضع هذه الأجرام لحظة ميلاد الشخص.

يعتمد النظام الذي يستخدمه المنجِّمون في رسم خريطة البروج على نظرة خاصة للكون، هذه النظرة تشتمل على أربعة عناصر1- الأرض 2- الكواكب السيارة 3- دائرة الأبراج 4- المنازل.

. الأرض:

يقوم المنجِّمون برسم خريطة البروج بوضع الأرض في وسط النظام الشمسي، وعليه فإن الأجرام السماوية تدور حول الأرض، وليس حول الشمس، ويستخدم المنجِّمون هذا النظام بحيث يمكنهم تحديد أوضاع الأجرام السماوية وعلاقتها بالأرض. ويزعمون أن دراسة هذه الأوضاع يمكن أن تكشف شخصية الفرد ومستقبله.

الكواكب السيّارة:

تُعد الشمس والقمر في علم التنجيم من الكواكب السيَّارة بالإضافة إلى المشتري والمريخ وعطارد ونبتون وبلوتو وزحل وأورانوس والزهرة. وكل كوكب يفترض أن يمثل قوة تؤثر في الناس بشكل ما. ويؤمن المنجِّمون بتأثير الكواكب في الشخص أكثر من أي جرْم سماوي آخر.

دائرة الأبراج:

مجموعة نجوم تقع على المدارات الظاهرة للشمس والقمر، والكواكب، وتم تقسيمها إلى 12 جزءاً متساوياً تسمى علامات أو رموزًا. يوجد لكل رمز من دائرة الأبراج خصائص معينة، تُحدَّد بوساطة كوكب معين وعوامل أخرى. ويعتقد المنجِّمون أن الرموز تحدد تأثير الكواكب في شخصية الفرد. ★ تَصَفح: دائرة الأبراج. وكذلك الموضوعات الأخرى حول رموز دائرة الأبراج مثل، برج الحمل.

المنازل:

مثل دائرة الأبراج، يتم تقسيم سطح الأرض إلى 12 جزءًا، وكل هذه الأجزاء تسمى منازل (الطالع)، وهي تمثل خصائص معينة لحياة الفرد، ويعتقد المنجِّمون أن المنازل تُحدِّد كيفية تأثير الكواكب والرموز في حياة الشخص اليومية.

نبذة تاريخية

بدأ علم التنجيم قبل سنة 2000ق.م. لقد عرف المنجِّمون في تلك الفترة في بابل (جنوب العراق حاليًا) خمسة كواكب هي: المشترِي، المريخ، عطارد، زُحل، والزهرة، وكانوا يعتقدون بأن القمر والشمس والكواكب تُرسل قوى مختلفة ذات خصائص معينة. على سبيل المثال، يوجد كوكب يعرف الآن بالمريخ يبدو أحمر، ويربطه المنجِّمون بالغضب والعدوان والحرب.

من المرجح أن يكون تطوير دائرة الأبراج قد تم في مصر القديمة، واستخدمها البابليون في بعض الأحيان بعد عام 1000 ق.م، وقام المنجِّمون تدريجيًا بتطوير نظام يربط التغيرات الموسمية بمجموعات محددة للنجوم تسمى الأبراج. وفي تلك الفترة على سبيل المثال هطلت أمطار غزيرة في بابل عندما كانت الشمس في برج معين، ونتيجة لذلك قام المنجِّمون بتسمية ذلك البرج الدلو (حامل الماء).

في البداية قام المنجِّمون بدراسة الأجرام السماوية لعمل التنبؤات العامة عن المستقبل. ولكنهم في الفترة من 600ق.م إلى 200ق. م قاموا بتطوير نظام رسم خرائط الأبراج الفردية، وقد مارس قدماء الإغريق والرومان التنجيم وكان أثرهم واضحًا في تطويره، ومازالت أسماء الرومان التي أطلقت على الكواكب والرموز موجودة في خرائط مستخدمة إلى يومنا هذا.

لما ازداد اهتمام الناس بأمر التنجيم قبيل منتصف القرن الثامن الميلادي، قام بعض العلماء والمفكرين العرب والمسلمين بمحاربته، ومثَّل هذه الحملة الكندي والفارابي وابن سينا وابن حزم. فالكندي انتقد أقوال المنجمين في تنبؤاتهم القائمة على حركات الكواكب. كما خالف الفارابي معاصريه وأكد على بطلان صناعة التنجيم وكتب آراءه عن ذلك في رسالة بعنوان فيما يصح وفيما لا يصح من أحكام النجوم أما ابن سينا فقد ضمن رأيه في بطلان دعاوي التنجيم في رسالة عنوانها في إبطال أحكام النجوم، وجاءت آراء ابن حزم واضحة في كتابه الملل والنحل. ★ تَصَفح: العلوم عند العرب والمسلمين (الفلك).

تضاءل الاهتمام بعلم التنجيم في أوروبا بظهور النصرانية، حيث تطلَّع الناس إلى القيادات الدينية بدلاً من المنجِّمين. وقد استعاد التنجيم شعبيته خلال القرن الثانى عشر الميلادي، وبحلول القرن السابع عشر الميلادي صار قويًا في إنجلترا على وجه الخصوص، حيث تم إصدار تقويمات تنجيم، بالإضافة إلى العديد من الكتب التي هاجمت التنجيم أو دافعت عنه. لقد هبط عدد أنصار التنجيم في إنجلترا خلال القرن الثامن عشر الميلادي، بيد أن شعبيته عادت مرة ثانية في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي، وفي أواخره، وبداية القرن العشرين ازداد الاهتمام بالتنجيم وانتشر في عديد من الدول الأخرى. بدأت الصحف في إنجلترا تنشر أعمدة خرائط الأبراج خلال الثلاثينيات من القرن العشرين، ولم تلبث أن بدأت هذه الأعمدة تظهر في الصحف في كل أنحاء العالم، وتزايد اهتمام الناس بالتنجيم، واليوم يُتَّبع علم التنجيم بصورة أوسع من ذي قبل.

علم التنجيم اليوم

يعتقد العديد من الناس أن علم التنجيم معتقد خرافي، بينما يعلن العلماء في مجال العلوم أن كل قواعده غير علمية. على سبيل المثال يشير العلماء إلى أن وضع الأرض قد تغير في الفضاء منذ عصور غابرة، ونتيجة لذلك، فإن رموز خريطة الأبراج المستخدمة بوساطة المنجِّمين لاتتلاءم مع الأبراج التي سُمِّيت بها. ويقوم بعض الناس الذين يصدّقون علم التنجيم باستخدامه في تفسير المجال المغنطيسى للأجسام، وتفسير الزوابع أوالعواصف الشمسية، والحوادث الطبيعية الأخرى. وهناك أناس آخرون، على الرغم من أنهم يعتقدون أيضًا في علم التنجيم، يدعون أنه لا يمكن الاعتماد عليه من الناحية العلمية، ويعتبرونه مجموعة من الرموز القوية التي يمكنها توفير فهم عميق للبشر، كما يدافعون عن علم التنجيم بالإشارة إلى ذلك في الحالات العديدة التي يعمل فيها التنجيم. وفي النهاية ينبغي الإشارة إلى أن الإسلام يرفض التنجيم ويحرمه، وأكد أنه لايعلم الغيب إلا الله كما جاء في القرآن الكريم قوله تعالى ﴿إنّ الله عنده علم الساعة ويُنزِّل الغيث ويعلم مافي الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير﴾ لقمان: 34 وقال الرسول ﷺ في الحديث الشريف: (كذب المنجمون ولو صدقوا) .

المصدر: الموسوعة العربية العالمية