الرئيسيةبحث

الأزتك ( Aztec )



الأَزْتك شَعْبٌ هندي أمريكي حكم إمبراطورية ضخمة في المكسيك، خلال القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر الميلاديين. كان للأزتك إحدى أشهر الحضارات المتقدمة في الأمريكتين. وبنوا مدنًا كبيرة تعدل أية مدينة في أوروبا وقتذاك. واعتنقوا ديانة وثنية تركت أثرها في كل جوانب حياتهم. وبنى الأزتك معابد ضخمة لعبادة آلهتهم، كما أنهم عملوا منحوتات كبيرة، والتزموا بطقوس تميزت بتقديم القرابين البشرية. ودمر الأسبان إمبراطورية الأزتك عندما غزوها سنة 1521م. لكن أثر الأزتك على الثقافة المكسيكية ترك بصمات دائمة وثابتة.

يُستخدم اسم الأزتك أحيانًا للإشارة إلى الشعب الذي أسس مدينة تينوختيتلان في أواسط القرن الرابع عشر الميلادي. وكانت هذه المدينة تقوم في موقع مدينة مكسيكو سيتي الحالية. وكان سكانها يسمون أنفسهم بأسماء مختلفة منها: كولهوا ـ مكسيكا ، مكسيكا وتينوخكا .

وفي القرن الخامس عشر الميلادي أخضعت مدينةُ تينوختيتلان وحلفاؤها عددًا كبيرًا من التجمعات البشرية الأخرى في وسط المكسيك وجنوبيها، مُشكِّلة بذلك إمبراطورية الأزتك، التي أصبحت تينوختيتلان عاصمتها. واستُخدم اسم الأزتك أيضًا للدلالة على هذه التجمعات الكبرى من الهنود الذين شكلوا هذه الإمبراطورية.

إمبراطورية الأَزْتِك

إمبراطورية الأزتك. كانت لها عاصمة تدعى تينوختيتلان، قامت حيث تقع مكسيكو سيتي الحالية. وقد تأسست الإمبراطورية خلال القرن الخامس عشر الميلادي وذلك عندما فتح الأزتك وحلفاؤهم القسم الأكبر من المكسيك الوسطى والجنوبية.
كان مركز حضارة الأزتك في وادي المكسيك، وهو حوض واسع بيضي الشكل يقع على ارتفاع نحو 2,300 متر فوق سطح البحر. وهذا الارتفاع الشاهق جعل مناخه لطيفًا، في حين كان مناخ الأراضي المنخفضة المحيطة به أكثر حرارة ورطوبة.

اشتملت إمبراطورية الأزتك على عدد كبير من المدن والحواضر، وبخاصة تلك الواقعة في وادي المكسيك. وكانت أكبر مدينة في هذه الإمبراطورية العاصمة تينوختيتلان، التي تقوم على جزيرة في بحيرة تكسكوكو، وتربطها بالقارة قنوات وجسور تمر عبر المدينة. وامتدت تينوختيتلان على رقعة مساحتها نحو 15كم². وفوق إحدى الجزر الواقعة إلى الشمال من مدينة تينوختيتلان انتصبت مدينة تلاتيلولكو التي كانت توأماً لها. وكلتا المدينتين تقعان داخل حدود مدينة مكسيكو سيتي الآن، وقد كانت مدينة مكسيكو سيتي تغطي معظم بحيرة تكسكوكو التي جَفَّتْ خلال القرن السابع عشر. وفي سنة 1473م أخضع سكان تينوختيتلان مدينة تلاتيلولكو ووحدوا المدينتين. وعندما وصل الأسبان في القرن السادس عشر، لم يكن في أسبانيا مدينة يبلغ عدد سكانها عدد سكان مدينة تينوختيتلان الذي ربما بلغ أكثر من مائة ألف نسمة.

كان لإمبراطور الأزتك لقب هو هيوي تلاتوني (المتحدث الكبير). وكان يقوم باختياره من بين أفراد الأسرة المالكة، مجلس مؤلف من نبلاء ذوي مقامات رفيعة. كان الإمبراطور يتمتع بسلطة كبيرة، ولكن كان عليه أن يستشير مجلس النبلاء قبل أن يتخذ القرارات المهمة. وكانت تتمركز، في المواقع الرئيسية في أرجاء الإمبراطورية المختلفة وحدات عسكرية للمحافظة على الأمن. ويقود معظم هذه الوحدات أحد كبار النبلاء، الذي يضطلع، في الوقت نفسه، بدور حاكم الإقليم. ويدير شؤون الإمبراطورية جهاز مُحكَم من الدوائر الحكومية. وكان عدد كبير من المراكز العليا وراثيًا. لكن خدمة الإمبراطورية كانت السبيل الرئيسي للحصول على منصب عال.

تألف مجتمع الأزتك من أربع طبقات رئيسية هي: 1- طبقة النبلاء. 2- طبقة العامة. 3- طبقة الأتباع 4- طبقة العبيد. وعلى الرغم من هذا التقسيم الطبقي فقد ارتبطت عائلات من طبقة النبلاء بعائلات من طبقة العامة بصلات قربى وثيقة، وانتمت هذه العائلات كلها إلى مجموعات الكالبولي. وامتلك أفراد المجموعة مساحة من الأرض ملكًا مشتركًا. وكان يُسمح لكل عائلة أن تزرع قطعة كبيرة من الأرض تكفي لسد حاجاتها. وبالإضافة إلى أرض الكالبولي كان معظم النبلاء يمتلكون أراضي خاصة بهم أو أراضي كانوا قد حصلوا عليها من الحكومة لاستخدامها خلال شَغْلِهم لمناصبهم الحكومية. وشَكَّلَ العامة غالبية السكان، وعاش عددٌ كبيرٌ منهم على زراعة أراضي الكالبولي. وعمل الأتباع في الأراضي التي يملكها النبلاء، وكانوا يستمرون فيها وإن انتقلت ملكيتها إلى نبيل جديد. وكان العبيد يُعدّون ملكية خاصة، لكن أولادهم كانوا يولدون أحرارًا. وكان عدد كبير من العبيد أسرى حرب وعدد آخر اشتراه الأزتك من جماعات أخرى. وهناك عبيد استُرِقُوا ؛ لأنهم كانوا مجرمين أو أناسًا عجزوا عن دفع ديونهم.

أنماط المعيشة

الدين:

كان للدين أهمية فائقة في حياة الأزتك. وكَرَّس الناس معظم أوقاتهم للعبادة، حتى أنهم كانوا يشنون الحروب، بصورة رئيسية بغية الحصول على أسرى يقدمونهم قرابين لآلهتهم.

عبد الأزتك مئات من الآلهة. وكانوا يزعمون بأن لكل واحد منها سيطرة على حركة أو أكثر من الحركات البشرية، أو على مظهر أو أكثر من مظاهر الطبيعة. ولما كان اقتصاد الأزتك يعتمد على الزراعة كان لشعبهم عدد كبير من الآلهة الزراعية، منها سنتيوتل للذُرة، تلانوك للمطر والخصب، زايب توتك للربيع وإحياء الأرض.

كان للأزتك الكثير من الطقوس الدينية، ويُقام أكثرها أهمية أيام الزراعة والحصاد، ومناسبات أخرى خلال السنة الزراعية. وكان العديد من هذه الطقوس الدينية تهدف إلى ضمان محاصيل وفيرة حسبما كانوا يعتقدونه من عطف آلهتهم.

أَدَّت القرابين البشرية دورًا أساسيًا في معظم الطقوس الدينية. وكان الكهنة يشقون صدر الضحية الحية وينتزعون منها القلب، إذ كانوا يعتقدون أن آلهتهم تحتاج إلى قلوب ودماء بشرية كي تبقى قوية. وكان المتعبدون يأكلون، أحيانًا، أجزاء من جسد الضحية. وربما كانوا يعتقدون أيضًا أن قوة الشخص الميت وشجاعته تنتقل إلى كل من يأكل لحمه. وكان معظم الضحايا من أسرى الحروب أو العبيد، ولكن الأزتك كانوا يضحون بأولادهم لإلههم تيالوك.

كان التقويم الديني عند الأزتك يتألف من 260 يومًا. وقد استخدم الكهنة التقويم لتحديد أيام السعد للقيام ببعض الأعمال، مثل بذر المحاصيل وبناء البيوت والخروج إلى الحرب. كما كان لهم تقويم شمسي يتألف من 365 يومًا. وكان التقويم الأخير يتألف من 18 شهرًا، وكل شهر يتألف من 20 يومًا، علاوة على خمسة أيام إضافية.

كان الأزتك يقيمون احتفالاً كبيرًا كل 52 سنة، يُدعى ربط السنوات أو مهرجان النار الجديدة. وقبل بداية الاحتفال يطفيء الناس مواقد نيرانهم، ليشعل الكهنة نارًا جديدة فوق صدر أحد القرابين عند فجر دورة الـ 52 سنة الجديدة. وكان الناس يقومون بوخز أنفسهم ليضيفوا دماءهم إلى القربان. ومن ثم يشعلون من هذه النار الجديدة، نيران مواقدهم ثانية، ثم يحتفلون.

الحياة الأسرية:

تألفت الأسرة النموذجية عند الأزتك من الزوج والزوجة والأولاد غير المتزوجين، ومن عدد من أقرباء الزوج. وكان أفراد هذه الأسرة الكبيرة، بما في ذلك الأطفال، يتعاونون في العمل. وكانت المسؤولية الرئيسية للزوج إعالة الأسرة بالعمل عادة في الزراعة وحرفة من الحرف. أما واجبات الزوجة فقد شملت حياكة ثياب أفراد الأسرة وطهي الطعام لهم. وكان الأولاد يتعلمون على أيدي آبائهم حتى سن العاشرة تقريبًا. ومن ثم يلتحقون بمدرسة يديرها الكالبولي، أو بمدرسة ترتبط بالمعبد إذا كانوا من أولاد النبلاء. كانت مدارس الكالبولي تقدم تعليمًا عامًا وتدريبًا عسكريًا. أما مدارس المعبد فتعليمها ديني بغية إعداد الصبيان ليصبحوا كهنة أو قادة. ويذهب إلى مدارس المعبد بعض الفتيات، ولكن معظمهن كن يتعلمن الأعمال المنزلية في البيت. كان الأزتك يتزوجون في سن مبكرة، فالنساء يتزوجن في نحو السادسة عشرة والرجال يتزوجون في نحو العشرين.

الطعام:

وفر الصيد قدرًا كبيرًا من اللحم في وجبات الطعام عند الأزتك. وقد صادوا حيوانات شملت الغزلان والأرانب وطيورًا مثل البط والأوز. والحيوانات الوحيدة التي كانت تربى بقصد الحصول على لحمها هي الكلاب والديوك الرومية.

الملابس:

كانت نساء الأزتك يرتدين قمصانًا خارجية فضفاضة بدون أكمام، وتنورات فضفاضة وطويلة. ويرتدي الرجل قطعة قماش يربطها حول خصره، وعباءة معقودة فوق أحد الكتفين. واستخدم الفقراء في ملابسهم قطعة قماش مصنوعة من ألياف الصبار الأمريكي، في حين ارتدى الأغنياء ثيابًا قطنية. وكانت كثرة الزخرفة على الثياب تعكس ثروة من يرتديها ومركزه الاجتماعي.

المأوى:

كانت معظم بيوت الأزتك متواضعة، ومصممة لكي تكون مفيدة عمليًا أكثر من كونها جميلة. وقد بنوها في الأراضي العالية من الطوب اللبن. أما في الأراضي المنخفضة فقد صنعوا سقوفها من القش، وجدرانها من الأغصان أو من القصب المكسو بالطين. وبالإضافة إلى المنزل كانت معظم العائلات تملك مباني أخرى متعددة تضم مستودعًا ومنزلاً صغيرًا للحمامات البخارية. وكانت العائلات الأزتكية الثرية تملك بيوتًا كبيرة من الطوب اللبن أو الحجر يتوسطها فناءٌ واسعٌ.

الفنون والحرف:

كانت المنحوتات الأزتكية، التي كانت تزين المعابد والمباني الأخرى، من أكثر المنحوتات إتقانًا في الأمريكتين. وأشهر أثر أزتكي منحوت، لايزال موجودًا حتى الآن هو حجر التقويم الدائري الضخم الذي يمثل مفهوم الكون عندهم. وقطر هذا الحجر نحو 5,3م، وفي وسطه وجه توناتيوه ـ إله الشمس عندهم ـ وهناك نقوش أخرى على الحجر، تمثل أيام الشهر عند الأزتك، ورموز دينية متعلقة بعبادة إله الشمس عندهم. ويعتقد عددٌ كبيرٌ من الأثريين أن كهنة الأزتك كانوا يضعون قلوب القرابين البشرية على هذا الحجر.

أنتج الأزتك أشكالاً متعددة من الأدب المروي، يشمل الشعر وروايات متوارثة من تاريخهم. وكان للموسيقى دور رئيسي في طقوسهم الدينية، والآلات الموسيقية الرئيسية عندهم هي الطبل والمزمار والخشخاشة.

واستخدم حرفيو الأزتك الريش لصناعة العباءات الجميلة وأغطية الرأس وثياب أخرى. كما عرفوا حرفًا مهمة أخرى اشتملت على صناعة المعادن والخزف والحياكة والنقش على الخشب.

اللغة:

تكلم الأزتك لغة تُسمى ناهواتل، تنتمي إلى مجموعة كبرى من اللغـات الهنديـة تعـرف بعائلـة أزتـك ـ تانوان أو يوتو أزتكان اللغوية ـ كما تضم هذه العائلة اللغات التي تتحدث بها قبائل كامنشي وبيما وشوشوني، وقبائل أخرى في أمريكا الشمالية الغربية.

واستخدم الأزتك شكلاً من الكتابة يوصف بالكتابة التصويرية. وتتألف من صور صغيرة. ومنها ما يرمز إلى معاني الأشياء المصورة ومنها ما يعطي أصواتًا لمقاطع لفظية.

ولم يكن تطور نظام الكتابة التصويرية كافيًا ليقدم تعبيرًا كاملاً عن الأفكار. وقد استخدم الأزتك هذا النظام، بصورة رئيسية، من أجل السجلات التجارية والإحصائيات والكتابات التاريخية والدينية وقوائم الضرائب.

الحرب:

عدَّ الأزتك الحرب واجبًا دينيًا. فلم يقاتلوا من أجل توسيع إمبراطوريتهم فحسب، وإنما للحصول على الأسرى لتقديمهم قرابين لآلهتهم. كان الهدف الأعلى للشاب هو أن يكون محاربًا ناجحًا. وكان الرجال، الذين يحصلون على عدد كبير من الأسرى في المعركة، يكافأ الواحد منهم بإعطائه أرضًا، ويتبوأ منزلة اجتماعية رفيعة ومناصب حكومية مهمة.

كانت أساليب الأزتك في القتال ترمي إلى الأسر أكثر من القتل. وكان السلاح الرئيسي عندهم هراوة خشبية ذات حواف حادة من حجر السيح (الأبسيديان)، وهو حجر الزجاج البركاني. وكان هذا السلاح، الذي أطلق عليه اسم ماكواهويتل فعالاً في إضعاف مقاومة الخصم دون قتله. واستخدم الأزتك الأقواس والسهام والحراب. وكانت هناك أداة لرمي الحراب عرفت باسم أتلاتل، أسهمت في توسيع مدى الرمية وزيادة قوتها. وكان المحاربون يحمون أنفسهم بالتروس ولبس دروع محشوة بالقطن.

الاقتصاد

الزراعة:

كانت الزراعة أساس الاقتصاد عند الأزتك. وأكثر المحاصيل أهمية الذرة الشامية. وكانوا يزرعون أيضًا الأفوكادو والفاصوليا والدباء والبطاطا الحلوة والطماطم وعددًا كبيرًا من المحاصيل الأخرى. وقد وفرت الأراضي المنخفضة المنتجات الاستوائية مثل: القطن والباباي والمطاط وحبوب الكاكاو التي تصنع منها الشوكولاته.

كانت الآلة الزراعية الأساسية هي عصا مدببة تستعمل للحفر. لجأ المزارعون في الأراضي المنخفضة، المغطاة بغابة كثيفة، إلى عمليتي القطع والحرق، حيث كانوا يقطعون جزءًا من الغابة ويحرقونه، ثم يزرعون المحاصيل في الأراضي التي تم تنظيفها. كان الرماد يزيد من خصوبة التربة. وشق الأزتك في الأراضي المرتفعة المصاطب في جوانب التلال كي يزيدوا من مساحة الأرض الزراعية. كما أنهم حفروا شبكات الري لسقي محاصيلهم. وبالإضافة إلى ذلك حوَّل المزارعون بقعًا من البحيرات الضحلة إلى أراضٍ زراعية بجرف الطين من قاع هذه البحيرات وتشكيله على هيئة جُزر، كانت تعرف باسم تشينامباس. وكان المزارعون يضيفون، بصورة منتظمة، طينًا جديدًا في غاية الخصوبة. وأدى ذلك إلى الإنتاج الوفير من المحاصيل الزراعية لجزر التشينامباس. ولايزال في بحيرة زوخيملكو في مدينة مكسيكو سيتي، عددٌ كبيرٌ من التشينامباس. وعلى الرغم من أن هذه الجزر غير عائمة، أي غير محاطة بالمياه، إلا أنهم غالبًا ما كانوا يطلقون عليها اسم الحدائق العائمة.

التجارة والنقل:

كانت ساحة السوق مركزًا رئيسيًا في حياة الأزتك. فكان سوق تلاتيلولكو أكبر سوق في الأمريكتين. وقد عُرضت في هذا السوق كل أنواع السلع المتوافرة في عالم الأزتك. وكتب المكتشف الأسباني هرناندو كورتيز بأن أكثر من 60 ألف نسمة يزورون هذا السوق يوميًا. وكان هناك عددٌ كبيرٌ من الأسواق الصغيرة في أرجاء الإمبراطورية. وكان موظفو الحكومة يشرفون على التجارة.

كان التجار يعرفون باسم بوشتيكا، ويجوبون كل أرجاء الإمبراطورية في حملات تجارية. استخدم التجار عددًا كبيرًا من الحمالين يسيرون في قوافل طويلة وهم يحملون على ظهورهم حمولات ثقيلة. وتَاجَرَ سكان الأراضي المنخفضة بمنتجاتهم من الكاكاو والقطن والمطاط وجلود نمور اليغور وريش الطيور المدارية. وتسلموا مقابلها سلعًا من الأراضي المرتفعة، منها السبج (الزجاج البركاني) الذي كان يستخدم في صناعة السكاكين، ومجموعة منوعة من المنتجات المصنعة.

نبذة تاريخية

هجرة الأزْتك:

جاء أسلاف الشعب الذي أسس مدينة تينوختيتلان إلى وادي المكسيك ـ طبقًا لأساطير الأزتك ـ من مكان في الشمال يدعى أزتلان، ومنها جاء اسم الأزتك. وطافوا سنوات عديدة قبل أن يستقروا في هذا الوادي في القرن الثالث عشر الميلادي. وكانوا في البداية، رعايا لشعب عاش سابقًا في تلك المنطقة. لكن فيما بعد، ومن المحتمل في أواسط القرن الرابع عشر الميلادي، أسس الأزتك مدينتهم تينوشتيتلان.

ظهور إمبراطورية الأزْتك:

أصبحت تينوشتيتلان في نحو أوائل القرن الخامس عشر الميلادي مدينة قوية، وسيطرت على الإقليم المحيط بها مكونة نوعًا من الدولة المدينة. وقد اتحدت تينوختيتلان مع كل من مدينتي تكسكوكو وتلاكوبان، وهما مدينتان أخريان من الدول المدن في وادي المكسيك ـ لتشكل المدن الثلاث حلفًا. وأصبحت تينوختيتلان أكثر أعضاء هذا الحلف قوة، وبدأت في بناء إمبراطورية الأزتك، حيث أخضع الحلف في عهد منتيزوما الأول، الذي حكم من سنة 1440م إلى 1469م، مناطق كبيرة إلى الشرق والجنوب، ويُكتب اسم منتيزوما بشكلين آخرين هما: موكتيزوما وموتيكوهزوما. ووَسَّع خلفاؤه الإمبراطورية، فامتدت بين ما هو معروف الآن بجواتيمالا ودولة سان لويس بوتوسي المكسيكية. ودفعت مئات من المدن المغلوبة ضرائب طائلة على شكل سلع إلى الإمبراطورية. وحينما أصبح منتيزوما الثاني إمبراطورًا سنة 1502م، كانت إمبراطورية الأزتك في ذروة قوتها.

الفتح الأسباني:

رسا المكتشف الأسباني هرناندو كورتيز، سنة 1519م، على الساحل الشرقي للمكسيك، وسار برًا إلى عاصمة الأزتك. وانضم إليه وإلى قواته عددٌ كبيرٌ من الهنود الذين كان الأزتك قد أخضعوا بلادهم، حيث كانوا مستائين من الضرائب الطائلة التي كان ينتزعها الأزتك منهم. ولم يَتَصَدَّ منتيزوما الثاني لتقدم الأسبان، ومن المحتمل أن السبب في ذلك هو أنه اعتقد بأن كورتيز يمثل إلههم كوتيز الكوتل للتشابه بين الاسمين، والذي تقول أسطورة أزتكية أنه سافر عبر البحر وسوف يعود يومًا ما. ودخل كورتيز مدينة تينوختيتلان وأسر منتيزوما.

وفي سنة 1520م ثار الأزتك وطردوا الأسبان من المدينة، ومات منتيزوما من جراء جروح أُصيب بها إبان القتال. وأعاد كورتيز تنظيم جيشه وبدأ بهجوم دموي على تينوختيتلان في شهر مايو سنة 1521م. ولكن كواهتموك، وهو خليفة منتيزوما، استسلم للأسبان في شهر أغسطس من العام نفسه.

تراث الأزْتك:

لاتزال قلةٌ قليلة من بقايا العمارة الأزتكية باقية حتى الآن. فقد اعتبر الأسبان أن واجبهم كنصارى أن يمحوا كل ما في المعابد والآثار الأخرى، من الأشياء المتعلقة بديانة الأزتك. فدمروا مدينة تينوختيتلان وبنوا على أنقاضها مدينة مكسيكوسيتي. لكن الآثاريين كشفوا خلال عمليات التنقيب عن موقع المعبد الكبير في مدينة مكسيكوسيتي. وكشفوا جوانب البناء الأربعة، واكتشفوا حوالي ستة آلاف قطعة، تشمل مجوهرات وخزفًا وتماثيل ونقوشًا جدارية وبقايا قرابين حيوانية وبشرية. ورمم الأثريون بعض المباني الأزتكية الأخرى، منها معابد في كل من تينايوكا وتيبوزتان، الواقعتين قرب مدينة مكسيكوسيتي. وبالإضافة إلى ذلك يضم المتحف الوطني للآثار في مدينة مكسيكوسيتي مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية الأزتكية.

والآلاف من السكان في المكسيك لهم أسلاف من الأزتك. كما أن عددًا كبيرًا منهم يتكلمون صورة حديثة من لغة ناوات. هذا فضلاً عن أن عددًا كبيرًا من أسماء الأماكن المكسيكية، بما في ذلك أكابولكو ومكسيكوسيتي نفسها قد جاءت من لغة ناهواتيل. وكذلك، كان حال الكلمات الإنجليزية مثل الأفوكادو والشوكولاتة والطماطم . واستخدم رسامون مكسيكيون، أمثال جوز أورازكو ودييجو ريفيرا ودافيد سيكوروز، موضوعات أزتكية في رسوماتهم. هذا فضلاً عن أطعمة من أصل أزتكي، مثل الفلفل والشوكولاتة والتاكو، قد أصبحت مألوفة في عدد كبير من البلاد.

وتعيش حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية، أعدادٌ كبيرةٌ من ذوي الأصول الأزتكية، وبخاصة في ولايتي كاليفورنيا وتكساس. وقد طوَّر هؤلاء الأمريكيون المكسيكيون، في أواسط القرن العشرين، اتجاهًا ثقافيًا جديدًا للاعتزاز بأسلافهم الأزتك أطلقوا عليه اسم تراث الأزتك .

إختبر معلوماتك :

  1. لماذ أخفق منتيزوما الثاني في التصدي لكورتيز؟
  2. ما طعام الأزتك؟
  3. لماذا كان الأزتك أحرص على الأسْر من القتل في الحرب؟
  4. متى كانت إمبراطورية الأزتك في أوجها؟
  5. ما المقصود بالتشينامباس؟
  6. كيف كان الأزتك ينقلون سلعهم في البر؟
  7. لماذ اعتقد الأزتك أنه من الضروري تقديم قرابين بشرية؟
  8. أين كانت عاصمة الأزتك تينوختيتلان؟
  9. لماذا لم تبق سوى قلة قليلة من المباني الأزتكية؟
المصدر: الموسوعة العربية العالمية