الرقية ( Exorcism )
الرُّقية عوذة يتلفظ بها للمريض، وقد يجعل الله فيها الشفاء، وكان الرسول ﷺ قد نهى عنها أولا، لكنه رخص في ذلك فيما بعد، فعن أنس، رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ رخص في الرُّقية من الحُمة والعين والنملة، أورده الترمذي. وروى مسلم في صحيحه عن عوف بن مالك قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك فقال ﷺ (لا بأس بالرُّقى مالم يكن فيه شرك ) رواه مسلم. ويمكن أن يُستنبط من هذه الأحاديث أن الرُّقية تكون من أمراض الجسم، دون أن يُترك العلاج والتداوي بغيرها لقوله ﷺ: (يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داءً إلا وضع له شفاءً، أو قال دواءً، إلا داءً واحدًا، قالوا يارسول الله وما هو؟ قال الهرم ) رواه الترمذي وغيره. وتكون الرُّقْية من أمراض النفس ومس الشيطان ومن العين لحديث سفيان أن أسماء بنت عميس قالت: يارسول الله إن ولد جعفر تسرع إليهم العين أفأسترقي لهم؟ فقال: (نعم، فإنه لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين ) رواه الترمذي والنسائي بإسناد حسن صحيح.
ما ورد في صيغ الرقى:
في السنة أقوال كثيرة في الرقى، منها ما روى الترمذي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان رسول الله ﷺ يُّعوِّذ الحسن والحسين يقول: (أُعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة )، ويقول: هكذا كان إبراهيم يُعوِّذ إسحاق وإسماعيل عليهم السلام. وفي رواية أخرى للبخاري عن ابن عباس: كان النبي يعوذ حسنًا وحسينًا يقول: (أُعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة ) ويقول عوذوا بها أولادكم، فإن إبراهيم عليه السلام كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق عليهما السلام. وفي رواية ثالثة للبخاري، عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي ﷺ كان يعوذ بعض أهله، يمسح بيده اليمنى ويقول: (اللهم رب الناس، اشفه وأنت الشافي، لا شفاء إلا شِفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا ). ومنها قراءة شيء من القرآن وبعض الأدعية المأثورة.
الأجر على الرقية:
أورد الترمذي في الجامع حديثًا عن أبي سعيد الخدري، بين فيه أن رسول الله ﷺ أجاز أخذ الأجر على الرقية في لدغة العقرب وهو حديث حسن. ويجوز أخذ الأجر على غيرها أيضًا.
الاستعاذة من الجن والإنس:
وعن أبي ذر في حديث أخرجه الأمام أحمد أن رسول الله ﷺ أمره أن يتعوذ من شياطين الإنس والجن. ويُفعل ذلك في غير المرض، لأن الجان منهم الكافر ومنهم المسلم، ولأن كافرهم قد يؤذي المسلم، إذا لم يتحصّن بتعويذات الصباح والمساء ويقرأ آية الكرسي في دُبر كل صلاة وإذا أوى إلى فراشه. فهي حافظة بإذن الله.
الرقية في النصرانية:
عملية تحطيم قوة إبليس، أو الأرواح الشريرة التي تؤثر أو تسيطر على شخص ما. تفترض الرقية وجود إبليس في شكل قوة شر في حياة الناس، وتؤثر فيهم بأشكال كثيرة. فقد يغري إبليس شخصًا ما أن يعمل شيئًا خاطئًا مثل الكذب أو ارتكاب جريمة، ويمكن أن يسيطر على شخص ما بأن يتحكم مؤقتًا في بدنه، وعند ما تسيطر روح شريرة على شخص أو على أعماله يُقال إن الفرد ملبوس أو ممسوس وقد تحدث للشخص الملبوس تشنجات، أو تكون له قوة غير عادية، أو يصيح باللعنات ـ بدون تفسير واضح. ويصعب التحقق من اللبس أو المس، لأن الظاهرة يمكن أن تنتج عن أسباب أخرى، فقد يكون الشخص المصاب في الحقيقة ممن يعاني من مرض عقلي أو بدني.إن أصحاب بعض الطوائف النصرانية والنِّحل الأخرى لهم احتفالات لإخراج الشياطين والأرواح الشريرة. ورد في العهد الجديد أن المسيح قد أخرج الشياطين وأعطى تلاميذه القوة لإخراجهم. وفي تعاليم الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، تقام صلوات تتلى على الشخص الملبوس.
وفي القرن الثالث الميلادي أنشأت الكنيسة وظيفة طارد الأرواح الشريرة. ويمكن أن يقوم الكهنة بهذه الوظيفة ولكنهم يحتاجون إذنًا من الأسقف للقيام بطرد الأرواح الشريرة. يتضمن طقس التعميد الكنسي وبركة الزيت والماء المقدسين، صلوات يسأل فيها الله الحماية من هجمات الشياطين.