سورة ق | |
---|---|
الترتيب في القرآن | 50 |
عدد الآيات | 45 |
عدد الكلمات | 373 |
عدد الحروف | 1473 |
الجزء | {{{جزء}}} |
الحزب | {{{حزب}}} |
النزول | مكية |
سورة ق سورة مكية إلا الآية 38 فمدنية.
بدأت السورة باسلوب نداء "ق و القران المجيد"
كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يخطب بهذه السورة بالعيد والجمعة ، فيجعلها هي موضوع خطبته ومادتها ، في الجماعات الحافلة ...وإن لها لشأناً .
إنها سورة رهيبة ، شديدة الوقع بحقائقها ، شديدة الإيقاع ببنائها التعبيري ، وصورها وظلالها وجرس فواصلها . تأخد على النفس أقطارها ، وتلاحقها في خطراتها وحركاتها ، وتتعقبها في سرها وجهرها ، وفي باطنها وظاهرها . تتعقبها برقابة الله ، التي لا تدعها لحظة واحدة من المولد ، إلى الممات ، إلى البعث ، إلى الحشر ، إلى الحساب وهي رقابة دقيقة رهيبة . تطبق على هذا المخلوق الإنساني الضعيف إطباقاً كا ملاً شاملاً . فهو في القبضة التي لا تغفل عنه أبداً ، ولا تغفل من أمره دقيقاً ولا جليلاً ، ولا تفارقه كثيراً ولا قليلاً . كل نفس معدود . وكل هاجسة معلومه . وكل لفظ مكتوب . وكل حركة محسوبة . والرقابة الكاملة الرهيبة مضروبة على وساوس القلب ، كما هي مضروبة على حركة الجوارح . ولا حجاب ولا ستار دون الرقابة النافذة ، المطلعة على السر والنجوى اطلاعها على العمل والحركة ، في كل وقت وفي كل حال .
وكل هذه الحقائق معلومة . ولكنها تعرض في الإسلوب الذي يبديها وكأنها جديدة ، تروع الحس روعة المفاجأة ، وتهز النفس هزاً ، وترجها رجاً ، وتثير فيها رعشة الخوف ، وروعة الإعجاب ، ورجفة الصحو من الغفلة على الأمر المهول الرهيب !
ذلك كله إلى صور الحياة ، وصور الموت ، وصور البلى ، وصور البعث ، وصور الحشر ، وإلى إرهاص الساعة في النفس وتوقعها في الحس . وإلى الحقائق الكونية المتجلية في السماء والأرض ، وفي الماء والنبت ، وفي الثمر والطلع ..( تبصرة وذكرى لكل عبد منيب ) ..
وإنه ليصعب في مثل هذه السورة التلخيص والتعريف ، وحكاية الحقائق والمعاني والصور والظلال . في غير أسلوبها القرآني الذي وردت فيه ، وفي عبارتها القرآنية التي تشع بذاتها تلك الحقائق والمعاني والصور والظلال ، إشعاعاً مباشراً للحس والضمير.
المصدر : في ظلال القرآن - سيد قطب .