سورة عبس | |
---|---|
الترتيب في القرآن | 80 |
عدد الآيات | 42 |
عدد الكلمات | 133 |
عدد الحروف | 538 |
الجزء | {{{جزء}}} |
الحزب | {{{حزب}}} |
النزول | مكية |
سبب النزول: نزلت عبس وتولى في عبد الله بن أم مكتوم الأعمى أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يقول يارسول الله ارشدني وعلمني مما علمك الله وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجال من كبار المشركين فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ويقبل على المشركين ففي هذا نزلت عبس وتولى.
السورة في رأي الشيعة الأثنى عشرية يقول الشيعة الاثنى عشرية أن هذه السورة نزلت في عثمان بن عفان أو شخص آخر يدعى عثمان ، ويستدلون بأن الآية لم تنزل في النبي لأن الله قال " عبس وتولى " ولم يقل " عبست وتوليت " وقال " إذ جاءه الأعمى " ولم يقل " إذ جاءك الأعمى " و هل يكرم الله نبيه لفعله بذالك الأعمى ويقول له " إنك لعلى خلق عظيم " ؟
معاني الكلمات: • يزكى: يحصل له زكاة وطهارة في نفسه • تصدى: تتعرض له لعله يهتدي • تلهى: أي تتشاغل • مرفوعة: عالية القدر • سفرة: أي الملائكة و قيل القراء • ما أكفره: أي لعن الإنسان ما أشد كفره • فأقبره: جعله ذا قبر • أنشره: بعثه بعد موته
الفوائد: 1. سورة عبس من السور المكية, تحدثت في بدايتها عن أمر الرسالة والإنذار ثم تحدثت عن دلائل قدرة الله عز وجل في الخلق ثم ختمت بالحديث عن الصاخة وأهوالها. 2. أمر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم بالمساواة بين الناس في إبلاغ العلم من شريفهم لوضيعهم. 3. حقيقة التوجيه في الآيات الأولى وأنه تقرير لمنهج إلهي. 4. أخلاق الملائكة كريمة وشريفة وأفعالهم بارة طاهرة حيث أنزلت وحي الله كالسفير الذي يصلح بين القوم, فينبغي لحامل القرآن أن يكون في أفعاله وأقواله على السداد و الرشاد. 5. ذم الله من أنكر البعث ولعنه لكثرة تكذيبه بلا مستند, بل مجرد الإستبعاد والاستكبار وعدم العلم. 6. عظم قدرة الله عز وجل الذي خلق الإنسان من التراب و قدر له أجله و رزقه و عمله ، شقي أو سعيد,وأن إعادته وبعثه هو أهون على الله من ذلك. 7. مهما عمل الإنسان فإنه لن يوفي حق الله عليه ، ومهما شكر فلن يشكر الله حق الشكر ولن يوفيه حق الذكر, ولم يقض هذه المرحلة على الأرض في الإستعداد ليوم الحساب و الجزاء, فهل تراه تهيأ لهذا الأمر واستعد.
هذه السورة قوية المقاطع ، ضخمة الحقائق ، عميقة اللمسات ، فريدة الصور والظلال والإيحاءات ، موحية الايقاعات الشعورية والموسيقية على السواء .
يتولى المقطع الأول منها علاج معين من حوادت السيرة : كان النبي – صلى الله عليه وسلم - مشغولاً بأمر جماعة من كبراء قريش يدعوهم إلى الإسلام حينما جاءه ابن أم مكتوم الرجل الأعمى الفقير – وهو لايعلم أنه مشغول بأمر القوم – يطلب منه أن يعلمه مما علمه الله ، فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم – هذا وعبس وجهه وأعرض عنه ، فنزل القرآن بصدر هذه السورة يعاتب الرسول – صلى الله عليه وسلم – عتاباً شديداً ويقرر حقيقة القيم في حياة الجماعة المسلمة في أسلوب قوي حاسم ، كما يقرر حقيقة هذه الدعوة وطبيعتها : ( عبس وتولى أن جاءه الأعمى . وما يدريك لعله يزكى . أو يذكر فتنفعه الذكرى. أما من استغنى فأنت له تصدى ! وما عليك ألا يزكى ؟ وأما من جاءك يسعى وهو يخشى ، فأنت عنه تلهى ؟! كلا ! إنها تذكرة ، فمن شاء ذكره ، في صحف مكرمة ، مرفوعة مطهرة ، بأيدي سفرة ، كرام بررة )
ويعالج النقطع الثاني جحود الإنسان وكفره الفاحش لربه ، وهو يذكره بمصدر وجوده ، وأصل نشأته ، وتسيسير حياته ، وتولى ربه له في موته ونشره ، ثم تقصيره بعد ذلك في أمره : ( قتل الإنسان ما أكفره ! من أى شيء خلقه ؟ من نظفة خلقه فقدره ، ثم السبيل يسره ، ثم أماته فأقبرة ، ثم إذا شاء أنشره ، كلا ! لما يقض ما أمره ) ..
والمقطع الثالث يعالج توجيه القلب البشري إلى أمس الأشياء به وهو طعامه وطعام حيوانه ، وما وراء ذلك الطعام من تدبير الله وتقديره له ، كتدبيره وتقديره في نشأته : ( فلينظرالإنسان إلى طعانه ، أما صببنا الماء صبا ً . ثم شققنا الأرض شقاً ، فأنبتنا فيها حباً ، وعنباً وقضباً ، وزيتوناً ونخلاً ، وحدائق غلبا ، وفاكهة وأبا ، متاعاً لكم ولأنعامكم ) ..
فأما المقطع الأخير فيتولى عرض ( الصاخة ) يوم تجيء بهولها ، الذي يتجلى في لفظها ، كما تتجلى آثارها في القلب البشري الذي يذهل عما عداها ، وفي الوجوه التي تحدث عما دهاها : ( فإذا جاءت الصاخة . يوم يفر المرء من أخيه ، وأمه وأبيه ، وصاحبته وبنيه ، لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه ، وجوه يومئذ مسفرة ، ضاحكة مشتبشرة ، ووجوه يومئذ عليها غبرة ، ترهقها قترة ، أولئك هم الكفرة الفجرة )
إن استعراض مقاطع السورة وآياتها – على هذا النحو السريع – يسكب في الحس إيقاعات شديدة التأثير . فهي من القوة والعمق بحيث تفعل فعلها في القلب بمجرد لمسها له بذاتها .
المصدر : في ظلال القرآن - سيد قطب .