الرئيسيةبحث

سورة الحديد

   سورة الحديد   
الترتيب في القرآن 57
عدد الآيات 29
عدد الكلمات 575
عدد الحروف 2475
الجزء {{{جزء}}}
الحزب {{{حزب}}}
النزول مدنية

نص سورة الحديد في ويكي مصدر
مكتبة النصوص الحرّة



هذه السورة بجملتها دعوة للجماعة الإسلامية كي تحقق في ذاتها حقيقة إيمانها .هذه الحقيقة التي تخلص بها النفوس لدعوة الله .فلا تضن عليها بشيء ...ولا تحتجز دونها شيء ...لا الأرواح ولا الأموال ولا خلجات القلوب ولا ذوات الصدور ..وهي الحقيقة التي تستحيل بها النفوس ربانية وهي تعيش على الأرض . موازينها هي موازين الله .والقيم التي تعتز بها وتسابق إليها هي القيم التي تثقل في هذه الموازين . كما أنها الحقيقة التي تشعر القلوب بحقيقة الله ، فتخشع لذكره . وترتجف وتفر من كل عائق وكل جاذب يعوقها عن الفرار إليه .

وعلى أساس هذه الحقيقة تدعو السورة الجماعة الإسلامية إلى البذل في سبيل الله ، بذل النفس وبذل المال : ( أمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه )

وعلى أساس هذه الحقيقة الكبيرة كذلك تدعو الجماعة الإسلامية إلى الخشوع لذكر الله وللحق الذي أنزله الله ليجيء البذل ثمرة لهذا الخشوع المنبعث من الحقيقة الإيمانية الأولي : ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق )

وكذلك تضع قيم الدنيا وقيم الآخرة في ميزان الحق ، وتدعو الجماعة الإسلامية لاختيار الكفة الراجحة والسباق إلى القيم الباقية : ( اعلموا أن الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد )

وظاهر من سياق السورة - إلى جانب عمومية الدعوة الدائمة إلى تلك الحقيقة - أنها كانت تعالج كذلك حالة واقعة في الجماعة الإسلامية عند نزول هذه السورة في المجتمع المدني في الفترة تمتد من العام الرابع الهجري إلى ما بعد فتح مكة . فإلى جانب المهاجرين والأنصار ، الذين ضربوا أروع مثال عرفته البشرية في البذل والتضحيه بأرواحهم وأموالهم ، كانت هناك – في الجماعة الاسلامية – فئة أخرى ليست في هذا المستوى الايماني الخالص الرفيع وبخاصة بعد الفتح عندما دخل الناس في الإسلام أفواجا وكان من بينهم من لم يدركوا بعد حقيقة الايمان الكبيرة ولم يعيشوا بها ولها كما عاشت تلك الفئة السابقة الخالصة المخلصة لله .

كذلك كانت هنالك طائفة أخري طائفة المنافقين ،مختلطة غير متميزة خاصة حين ظهرت غلبة الإسلام واضطر المنافقين إلى التخفي والإنزواء ، مع بقاء قلوبهم غير مخلصة يتربصون الفرص وتجرفهم الفتن . :(يوم يقول المنافقون : انظرونا نقتبس من نوركم )

هذا إلى جانب من بقي في الجزيرة من أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، ( كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ) وهي إشارة إلى اليهود خاصة . وكإشارة إلى النصارى قرب نهاية السورة في قوله : (ثم قفينا على آثارهم وقفينا بعيسى بن مريم وآتيناه الإنجيل )

ولما كان مدار السورة على تحقيق حقيقة الإيمان في القلب ، وما ينبثق عن هذه السورة من خشوع وتقوى ، فقد سارت في إقرار هذه الحقيقة في النفوس على نسق مؤثر حافل بالمؤثرات ذات الإيقاع الآسر للقلب والحس والمشاعر! وفي مطلع السورة مجموعة إيقاعات بالغة التأثير تواجه القلب البشري بمجموعة من صفات الله سبحانه فيها تعريف به مع الإيحاء الآسر بالخلوص له نتيجة للشعور بحقيقة الألوهية المنفردة ، وسيطرتها المطلق على الوجود ، ورجعة كل شىء إليها في نهاية المطاف مع نفاذ علمها إلى خبايا القلوب وذوات الصدور ، واتجاه كل إليها بالعبادة والتسبيح : ( سبح لله مافي السماوات والأرض . وهو العزيز الحكيم له ملك السماوات والأرض وهو على كل شىء قدير ) .

ومطلع السورة بإيقاعاته كاف وحده ليهز القلوب هزاً ويوقع فيها الرهبه والخشية والارتعاش والتخلص من الشح بالأنفس والأموال وصورة ضآلة الحياة وقيمها إلى جانب قيم الآخرة . وكذلك لمسة رد القلوب إلى حقيقة القدر المسيطر على الوجود : (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكي لاتأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم . والله لايحب كل مختال فخور . الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ، ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد ) .


المصدر : قي ظلال القرآن - سيد قطب .



أولاً: أن الكون كله لله جل وعلا، هو خالقه ومبدعه، والمتصرف فيه بما يشاء.

ثانياً: وجوب التضحية بالنفس والنفيس لإِعزاز دين الله، ورفع منار الإِسلام.

ثالثاً: تصوير حقيقة الدنيا بما فيها من بهرج ومتاعٍ خادع حتى لا يغتر بها الإِنسان.







عن موقع: الموسوعة الاسلامية المعاصرة


وصلات خارجية


فهرست سور القرآن الكريم
سورة الفاتحة • // سورة البقرة • // سورة آل عمران • // سورة النساء • // سورة المائدة • // سورة الأنعام • // سورة الأعراف • // سورة الأنفال • // سورة التوبة • // سورة يونس • // سورة هود • // سورة يوسف • // سورة الرعد • // سورة إبراهيم • // سورة الحجر • // سورة النحل • // سورة الإسراء • // سورة الكهف • // سورة مريم • // سورة طه • // سورة الأنبياء • // سورة الحج • // سورة المؤمنون • // سورة النور • // سورة الفرقان • // سورة الشعراء • // سورة النمل • // سورة القصص • // سورة العنكبوت • // سورة الروم • // سورة لقمان • // سورة السجدة • // سورة الأحزاب • // سورة سبأ • // سورة فاطر • // سورة يس • // سورة الصافات • // سورة ص • // سورة الزمر • // سورة غافر • // سورة فصلت • // سورة الشورى • // سورة الزخرف • // سورة الدخان • // سورة الجاثية • // سورة الأحقاف • // سورة محمد • // سورة الفتح • // سورة الحجرات • // سورة ق • // سورة الذاريات • // سورة الطور • // سورة النجم • // سورة القمر • // سورة الرحمن • // سورة الواقعة • // سورة الحديد • // سورة المجادلة • // سورة الحشر • // سورة الممتحنة • // سورة الصف • // سورة الجمعة • // سورة المنافقون • // سورة التغابن • // سورة الطلاق • // سورة التحريم • // سورة الملك • // سورة القلم • // سورة الحاقة • // سورة المعارج • // سورة نوح • // سورة الجن • // سورة المزمل • // سورة المدثر • // سورة القيامة • // سورة الإنسان • // سورة المرسلات • // سورة النبأ • // سورة النازعات • // سورة عبس • // سورة التكوير • // سورة الإنفطار • // سورة المطففين • // سورة الإنشقاق • // سورة البروج • // سورة الطارق • // سورة الأعلى • // سورة الغاشية • // سورة الفجر • // سورة البلد • // سورة الشمس • // سورة الليل • // سورة الضحى • // سورة الشرح • // سورة التين • // سورة العلق • // سورة القدر • // سورة البينة • // سورة الزلزلة • // سورة العاديات • // سورة القارعة • // سورة التكاثر • // سورة العصر • // سورة الهمزة • // سورة الفيل • // سورة قريش • // سورة الماعون • // سورة الكوثر • // سورة الكافرون • // سورة النصر • // سورة المسد • // سورة الإخلاص • // سورة الفلق • // سورة الناس.