الرئيسيةبحث

سورة سبأ

«   سورة سبأ   »
الترتيب في القرآن 34
عدد الآيات 54
عدد الكلمات 884
عدد الحروف 3510
الجزء {{{جزء}}}
الحزب {{{حزب}}}
النزول مكية

نص سورة سبأ في ويكي مصدر
مكتبة النصوص الحرّة



وصلات خارجية


فهرست سور القرآن الكريم
سورة الفاتحة • // سورة البقرة • // سورة آل عمران • // سورة النساء • // سورة المائدة • // سورة الأنعام • // سورة الأعراف • // سورة الأنفال • // سورة التوبة • // سورة يونس • // سورة هود • // سورة يوسف • // سورة الرعد • // سورة إبراهيم • // سورة الحجر • // سورة النحل • // سورة الإسراء • // سورة الكهف • // سورة مريم • // سورة طه • // سورة الأنبياء • // سورة الحج • // سورة المؤمنون • // سورة النور • // سورة الفرقان • // سورة الشعراء • // سورة النمل • // سورة القصص • // سورة العنكبوت • // سورة الروم • // سورة لقمان • // سورة السجدة • // سورة الأحزاب • // سورة سبأ • // سورة فاطر • // سورة يس • // سورة الصافات • // سورة ص • // سورة الزمر • // سورة غافر • // سورة فصلت • // سورة الشورى • // سورة الزخرف • // سورة الدخان • // سورة الجاثية • // سورة الأحقاف • // سورة محمد • // سورة الفتح • // سورة الحجرات • // سورة ق • // سورة الذاريات • // سورة الطور • // سورة النجم • // سورة القمر • // سورة الرحمن • // سورة الواقعة • // سورة الحديد • // سورة المجادلة • // سورة الحشر • // سورة الممتحنة • // سورة الصف • // سورة الجمعة • // سورة المنافقون • // سورة التغابن • // سورة الطلاق • // سورة التحريم • // سورة الملك • // سورة القلم • // سورة الحاقة • // سورة المعارج • // سورة نوح • // سورة الجن • // سورة المزمل • // سورة المدثر • // سورة القيامة • // سورة الإنسان • // سورة المرسلات • // سورة النبأ • // سورة النازعات • // سورة عبس • // سورة التكوير • // سورة الإنفطار • // سورة المطففين • // سورة الإنشقاق • // سورة البروج • // سورة الطارق • // سورة الأعلى • // سورة الغاشية • // سورة الفجر • // سورة البلد • // سورة الشمس • // سورة الليل • // سورة الضحى • // سورة الشرح • // سورة التين • // سورة العلق • // سورة القدر • // سورة البينة • // سورة الزلزلة • // سورة العاديات • // سورة القارعة • // سورة التكاثر • // سورة العصر • // سورة الهمزة • // سورة الفيل • // سورة قريش • // سورة الماعون • // سورة الكوثر • // سورة الكافرون • // سورة النصر • // سورة المسد • // سورة الإخلاص • // سورة الفلق • // سورة الناس.


موضوعات هذه السورة المكية هي موضوعات العقيدة الرئيسية . : توحيد الله ، والإيمان بالوحي ، والاعتقاد بالبعث . وإلي جوارها تصحيح بعض القيم الأساسية المتعلقة بموضعات العقيدة الرئيسية ، وبيان أن الإيمان والعمل الصالح – لا الأموال ولا الأولاد – هما قوام الحكم والجزاء عند الله . وأنه ما من قوة تعصم من بطش الله وما من شفاعة عند الله إلا بإذنه . والتركيز الأكبر في الصورة على قضية البعث والجزاء ، وعلى إحاطة علم الله وشموله .وتتكرر الإشارة في الصورة على هاتين القضيتين المترابطتين بطرق متنوعة ، وأساليب شتى وتظلل الصورة من البدء إلى النهاية .

عن قضية البعث يقول : (وقال اللذين كفروا لا تأتينا الساعة . قل : بلى وربي لتأتينكم )

وعن قضية الجزاء يقول : (ليجزي اللذين آمنوا وعملوا الصالحات ، أولئك لهم مغفرة ورزق كريم )


ويورد عدة مشاهد للقيامة ومافيها من تأنيب للمكذبين بها ، ومن صور العذاب للمكذبين : ( ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول ، يقول اللذين استضعفوا للذين استكبروا : لولا أنتم لكما مؤمنين ) .

وتتكرر هذه المشاهد وتتوزع في السورة وتختم بها كذلك : ( ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخدوا من مكان قريب ) .

وعن قضية العلم الإلهي الشامل يرد في مطلع السورة : ( يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها )

ويرد تعقيباً على التكذيب بمجىء الساعة : ( قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب )

ويرد قريب ختام السورة : ( إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب )

وفي موضوع التوحيد تبدأ بالحمد لله : ( الذي له ما في السماوات وما في الأرض ، وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير )

ويتحداهم عدة مرات في شأن الشركاء الذين يدعونهم من دون الله : ( قل ادعوا اللذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ، وما لهم فيهما من شرك ، وما له منهم من ظهير )

وتشير الآيات إلى عبادتهم للملائكة والجن وذلك في مشهد من مشاهد يون القيامة : ( يوم نحشرهم جميعاً ثم يقول للملائكة : أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون ؟ قالوا سبحانك ! انت ولينا من دونهم . بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون ) .

وفي موضوع الوحي والرسالة يرد قوله : ( وقال اللذين كفروا : لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ) .

ويرد عليهم بتقرير الوحي والرسالة : ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً . ولكن أكثر الناس لايعلمون ) .

ويضرب على أمثلة الواقع التاريخي في هذه الأرض . قصة آل داود الشاكرين على نعمة الله . وقصة سبأ المتبطرين لا يشكرون . وما وقع لهؤلاء وهؤلاء . وفيه مصداق مشهود للوعد والوعيد .

هذه القضايا التي تعالجها السور المكية في صور شتى ، تعرض في كل صورة في مجال كوني . مصحوبة بمؤثرات منوعة ، جديدة على القلب في كل مرة ومجال عرضها في سورة سبأ ممثلاً في رقعة السماوات والأرض الفسيحة ، وفي عالم المجهول المرهوب . وفي ساحة الحشر الهائلة العظيمة . وفي أعماق النفس المطوية اللطيفة . وفي صحائف التاريخ المعلومة والمجهولة .وفي كل مؤثر موح للقلب البشري .موقظ له من الغفله والضيق والهمود .

فمنذ افتتاح السورة وهي تفتتح على هذا الكون الهائل : ( يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها ، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها )

واللذين يكذبون بالآخرة يتهددهم بأحدات كونية ضخمة :( إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفاً من السماء )

واللذين يعبدون من دون الله ملائكة أوجناً يقفهم وجهاً لوجه أمام الغيب المرهوب في الملأ الأعلى : ( ولا تنفع الشفاعة إلا من أذن له ) .

أويواجههم بالملائكة في ساعة الحشر حيث لامجال للمواربة والمجادلة : ( يوم يحشرهم جميعاً ثم يقول للملائكة : أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون ...)

والمكذبون لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – يتهمونه بالافتراء أو به جنة يقفهم أمام فطرتهم وأمام منطق قلوبهم : ( قل : إنما أعظكم بواحدة . أن تقوموا لله مثني وفرادى ثم تتفكروا ) .

وهكذا تطوف السورة بالقلب البشري قي تلك المجالات المتنوعة ، وتواجه بتلك المؤثرات الموحية الموقظة حتى تنتهي بمشهد عنيف أخاد من مشاهد يوم القيامة .

يجري سياق السورة في عرض موضوعاتها في تلك المؤثرات في جولات قصيرة متلاحقة متماسكة ،ويمكن تقسيمهاإلى خمسة أشواط لتيسير عرضها وشرحها .

يبدأ الشوط الأول بالحمد لله المالك لما في السماوات والأرض والمحمود في الآخرة الحكيم الخبير العالم لما يلج في الأرض وما يخرج منها وماينزل من السماء وما يعرج إليها ، وتحكي الآيات عجب اللذين كفروا من قضية البعث وتهددهم بخسف الأرض من تحتهم أو إسقاط السماء كسفاً عليهم .

ويتناول الشوط الثاني قصة آل داود الشاكرين لله على نعمه وتسخير قوى كثيرة لداود وسليمان ومنها الجن الذين كان يعبدهم بعض المشركين .ومقابل قصة الشكر تجيء قصة البطر ( قصة سبأ ) اللذين اتبعوا الشيطان :( فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق ) .

والشوط الثالث يتحدى المشركين أن يدعوا اللذين يزعمونهم آلهة من دون الله وهم (لايملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ومالهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ) .

ويعالج الشوط الرابع والخامس قضية الوحي والرسالة وموقفهم منها ، وموقف المترفين من كل دعوة ويقرران القيم الحقيقية التي يكون عليها الحساب والجزاء ، وهي قيم الإيمان والعمل الصالح لا الأموال والأولاد ، ويعرضان مصائر المؤمنين والمكذبين في عدة مشاهد متنوعة من مشاهد يوم القيامة ، وتنتهي السورة بإيقاعات قوية قصيرة : ( قل إن ربي يقذف الحق علام الغيوب ،قل جاء الحق وما يبدىء الباطل وما يعيد . قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي إنه سميع قريب ) وتختم بمشهد من مشاهد القيامة قصير الخطى قوي عنيف .


المصدر : في ظلال القرآن – سيد قطب .