سورة التكوير | |
---|---|
الترتيب في القرآن | 81 |
عدد الآيات | 29 |
عدد الكلمات | 104 |
عدد الحروف | 425 |
الجزء | {{{جزء}}} |
الحزب | {{{حزب}}} |
النزول | مكية |
نص سورة التكوير في ويكي مصدر |
هذة السورة ذات مقطعين اثنين في كل مقطع منهم تقرير حقيقة ضخمة من حقائق العقيدة : الأولي حقيقة القيامة ومايصاحبها من انقلاب كوني هائل كامل ، يشمل الشمس والنجوم والجبال والبحار ،والارض والسماء ، والأنعام والوحوش ، كما يشمل بني الإنسان . والثانية حقيقة الوحي ، وما يتعلق بها من صفة الملك الذي يحملة . وصفة النبي الذي يتلقاه ، ثم شأن القوم المحاطين بهذا الوحي معه ، ومع المشيئة الكبرى التي فطرتهم ونزلت لهم الوحي . والإيقاع العام للسورة أشبه بحركة جائحة . تنطلق من عقالها ، فتقلب كل شيء ، وتنثر كل شيء ، وتهيج الساكن وتروع الآمن وتذهب بكل مألوف وتبدل كل معهود ، وتهز النفس البشرية هزاً عنيفاً طويلا ، يخلعها من كل مااعتادت أن تسكن إليه ، فإذا هي في عاصفة الهول المدمر والجارف ريشة لاوزن لها ولا قرار ولا ملاذ لها ولا ملجأ إلا في حمي الواحد القهار ، الذي له وحده البقاء والدوام ، وعنده وحده القرار والاطمئنان . ومن ثم فالسورة بإيقاعها العام تخلع النفس من كل ما تطمئن إليه وتركن ، لتلوذ بكنف الله ، وتأوي إلى حماه ، وتطلب عندة الأمن والطمأنينة والقرار. وفي السورة مع هذا ثروة من المشاهد الرائعة ، سواء في هذا الكون الرائع الذي نراه ، أوفي ذلك اليوم الآخر الذي ينقلب فية الكون بكل ما تعهده فيه من أوضاع وثروة كذلك من التعبيرات الأنيقة ! المنتفاة لتلوين المشاهد والإيقاعات . وتلتقي هذه وتلك في حيز السورة الضيق ، فتضغط على الحس وتنفد إليه في قوة وايحاء . ولولا أن في التعبير ألفاظاً وعبارات لم تعد مألوفة ولا واضحة للقارىء في هذا الزمان لآثرت ترك السورة تؤدي بإيقاعهاوصورها وظلالها وحقائقها ومشاهدها ، مالا نؤديه أية ترجمة لها في لغة البشر ، وتصل بذاتها إلى أوتار القلوب فتهزها من الأعماق . المصدر : في ظلال القرآن – سيد قطب .