سورة الفجر | |
---|---|
الترتيب في القرآن | 89 |
عدد الآيات | 30 |
عدد الكلمات | 139 |
عدد الحروف | 573 |
الجزء | {{{جزء}}} |
الحزب | {{{حزب}}} |
النزول | مكية |
نص سورة الفجر في ويكي مصدر |
هذه السورة في عمومها حلقة من حلقات هذا الجزء في الهتاف بالقلب البشري إلى الإيمان والتقوى واليقظة والتدبر .. ولكنها تتضمن ألواناً شتى من الجولات والايقاعات والظلال . ألواناً متنوعة تؤلف من تقرقها وتناسقها لحناً واحداً متعدد النغمات موحد الإيقاع !
في بعض مشاهدها جمال هادىء رقيق ندي السمات والإيقاعات ، بمشاهده الكونية الرقيقة ، ويظل العبادة والصلاة في ثنايا تلك المشاهد .. (والفجر
.وليال عشر. والشفع والوتر .
,في بعض مشاهدها شد وقصف .سواء مناظرها أو موسيقاها كهذا المشهد العنيف المخيف ( كلا إذا دكت الأرض دكاً دكا وجاء ربك والملك صفاً صفا . وجيء يومئذ بجهنم . يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى يقول : ياليتنى قدمت لحياتي . فيومئذ لايعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد .
وفي بعض مشاهدها نداوة ورقة ورضي وطمأنينة . تتناسق فيها المناظر والأنعام ، كهذا الختام (ياأيتها النفس المطمئنة ، ارجعي إلى ربك راضية مرضية ، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي )
وفي السورة إشارات سريعة لمصارع الغابرين المتجبرين : ( ألم ترى كيف فعل ربك بعاد . إرم ذات العماد . التي لم يخلق مثلها في البلاد . وثمود الذين جابوا الصخر بالواد . وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد . فصب عليهم ربك سوط عذاب . إن ربك لبالمرصاد ...)
وفي السورة بيان لتصورات الإنسان الإيمانية وقيمة غير الإيمانية . وهي ذات لون خاص في السورة تعبيراً وإيقاعاً : ( فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول : ربي أكرمن . وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول : ربي أهانن .. ) والرد على هذه التصورات ببيان حقيقة حالهم وهي تشمل لونين من ألوان العبارة والتنغيم : ( كلا بل لاتكرمون اليتيم . ولا تحاضون على طعام المسكين . وتأكلون التراث أكلاً لما ، وتحبون المال حباً جماً ) ويلاحظ أن هذا اللون الأخير هو قنطرة بين تقرير حالهم وما ينتظرهم في مآلهم فقد جاء بعده : ( كلا إذا دكت الأرض دكاً دكا ...الخ ) ..فهو وسط بين التقرير الأول والتهديد الأخير !
ومن هذا الاستعراض السريع تبدو الألوان المتعددة في مشاهد السورة .. وإيقاعها في تعبيرها وفي تنغيمها ... كما يبدو تعدد الفواصل وتغير حروف القوافي . بحسب تنوع المعاني والمشاهد . فالسورة من هذا الجانب نمودج واف فهذا الأفق من التناسق الجمالي في التعبير القرآني . فوق مافيها عموماً من جمال ملحوظ مآنوس !
المصدر : قي ظلال القرآن – سيد قطب .