سورة الشرح | |
---|---|
الترتيب في القرآن | 94 |
عدد الآيات | 8 |
عدد الكلمات | 27 |
عدد الحروف | 102 |
الجزء | {{{جزء}}} |
الحزب | {{{حزب}}} |
النزول | مكية |
نص سورة الشرح في ويكي مصدر |
نزلت هذه السورة بعد سورة الضحى . وكأنها تكملة لها ، فيها ظل العطف الندي ، وفيها روح المناجاة الحبيب وفيها استحضار مظاهر العناية . واستعراض مواقع الرعاية . وفيها البشرى باليسر والفرح . وفيها التوجيه إلى سر اليسر وحبل الاتصال الوثيق ..
( ألم نشرح لك صدرك ؟ ووضعنا عنك وزرك . الذي أنقض ظهرك ؟ ورفعنا لك ذكرك ؟ ) ألم نشرح صدرك لهذه الدعوة ؟ ونيسر لك أمرها ؟ وننر لك الطريق حتى ترى نهايته السعيدة !
( ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ) ووضعنا عنك عبئك بشرح صدرك له فخف وهان وبتوفيقك وتيسيرك للدعوة . وبالوحي الذي يكشف لك عن الحقيقة ويعينك على بها إلى القلوب في يسر ولين .
(ورفعنا لك ذكرك ) رفعنا لك ذكرك في اللوح المحفوظ ، حين قدر الله أن تمر القرون ، وتكر الاجيال ، وملايين الشفاه في كل مكان تهتف بهذا الاسم الكريم مع الصلاة والتسليم ، والحب العميق .
(فإن مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا ) . إن العسر لايخلومن يسر يصاحبه ويلازمه . وقد لازمه معك . فحينما ثقل العبء ، شرحنا لك صدرك ، فخف حملك ، الذي أنقض ظهرك ، وكان مصاحباً للعسر ، برفع إصره ، ويضع ثقله . وتكرار الآية تذكير واستحضار لمظاهر العناية والرعاية .
( فإذا فرغت فانصب . وإلى ربك فارغب ) . فإذا فرغت من شغلك مع الناس ومع الأرض ، ومع شواغل الحياة .. فتوجه بقلبك كله إلى ما يستحق أن تنصب فيه وتكد وتجهد العبادة والتجرد والتطلع والتوجه ..(وإلى ربك فارغب ) .. إلى ربك وحده خالياً من كل شيء حتى من أمر الناس الذين تشتغل بدعوتهم .
وتنتهي السورة وقد تركت في النفس شعورين ممتزجين : الشعور بعظمة الود من الله الودود الرحيم . والشعور بالعطف على شخصه – صلى الله عليه وسلم -إنها الدعوة . الأمانة الثقيلة وهذا العبء الذي ينقض الظهر . وهي مع هذا مشرق النور الإلهي ومهبطه ، ووصلة الفناء بالبقاء ، والعدم بالوجود !
المصدر : في ظلال القرآن – سيد قطب .