« سورة فاطر » | |
---|---|
الترتيب في القرآن | 35 |
عدد الآيات | 45 |
عدد الكلمات | 780 |
عدد الحروف | 3159 |
الجزء | {{{جزء}}} |
الحزب | {{{حزب}}} |
النزول | مكية |
هذه السورة مكية ذات نسق خاص في موضوعاتها وسياقها ، تتوالى إيقاعاتها على القلب البشري من بدئها إلى نهايتها . وهي إيقاعات موحية مؤثرة تهز القلب هزاً . وتوقظه من غفلته ليتأمل عظمتة هذا الوجود . وروعة هذا الكون وليتدبر وليتذكر آيات الله ويشعر برحمته ورعايته ، وليتصور مصارع الغابرين في الأرض ومشاهدهم يوم القيامة ، ووحدة اليد الصانعة والمبدعة .
السورة وحدة متماسكة متوالية الحلقات متتالية الإيقاعات ، يصعب تقسيمها إلى فصول متميزة الموضوعات فهي كلها في موضوع واحد ،كلها إيقاعات على أوتار القلب البشري ، تستمد من ينابيع الكون والنفس والحياة والتاريخ والبعث . فتأخد على النفس أقطارها وتهتف بالقلب للإيمان والخشوع و الإذعان .
السمة البارزة في هذه الإيقاعات هي تجميع الخيوط كلها في يد القدرة المبدعة ،وإظهار هذه اليد لتحرك الخيوط كلها وتجمعها وتقبضها وتبسطها . وتشدها وترخيها بلا معقب ولا شريك ولا ظهير .ومنذ ابتداء السورة إلى ختامها نلمح هذه السورة البارزة : (الحمد لله فاطر السماوات والأرض ، جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع ، يزيد في الخلق مايشاء إن الله على كل شيء قدير ) .
هذه القبضة القوية تنفرج فترسل بالرحمة ) ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها )
الخلق والتكوين والنسل والأجل كلها خيوطها بيد الله :( والله خلقكم من تراب ، ثم من نطفة ، ثم جعلكم أزواجاً )
ويد الله مبدعة تعمل في هذا الكون بطريقتها ، تصبغ وتلون في الجماد والنبات والحيوان والإنسان ) ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء ، فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها . ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود . ومن الناس والأنعام مختلف ألوانه كذلك )
وفي قبضة الله تتجمع مقاليد السماوات والأرض وحركات الكواكب والأفلاك : ( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل . وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى )
ويد الله تنقل خطى البشر وتنقل الجيل للجيل : (هو الذي جعلكم خلائف في الأرض )
ويد الله تمسك بهذا الكون الهائل وتحفظه من الزوال : ( إن الله يمسك السماوات والأرض أم تزولا )
يد الله عي القابضة على الأمور لا يعجزها شيء على الإطلاق : ( ماكان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض )
وقد قسمت السورة إلى ست مقاطع متجانسة المعاني لتيسير تناولها .
المصدر : في ظلال القرآن – سيد قطب .