« سورة الماعون » | |
---|---|
الترتيب في القرآن | 107 |
عدد الآيات | 7 |
عدد الكلمات | 25 |
عدد الحروف | 112 |
الجزء | {{{جزء}}} |
الحزب | {{{حزب}}} |
النزول | مكية |
نص سورة الماعون في ويكي مصدر |
إن هذه السورة الصغيرة ذات الآيات السبع القصيرة تعالج حقيقة ضخمة تكاد تبدل المفهوم السائد للإيمان والكفر تبديلاً كاملاً . فوق ما تطلع به على النفس من حقيقة باهرة لطبيعة هذه العقيدة ، والخير العظيم المكنون فيها لهذه البشرية ، والمرحمة السابغة التي أرادها الله للبشر وهو يبعث إليهم الرسالة الأخيرة .
إن هذا الدين ليس دين مظاهر وطقوس ، ولا تغني فيه مظاهر العبادات والشعائر ، ما لم تكن صادرة عن إخلاص لله وتجرد ، مؤدية بسبب هذا الخلاص إلى آثار في القلب تدفع إلى العمل الصالح ، وتتمثل في سلوك تصلح به حياة الناس في هذه الأرض وترقى .
كذلك ليس هذا الدين أجزاء وتفاريق موزعة منفصلة ، يؤدي منها الإنسان ما يشاء ، ويدع منها ما يشاء ..إنما هو منهج متكامل . تتعاون عباداته وشعائره ، وتكاليفه الفردية والاجتماعية . حيث تنتهي كلها إلى غاية تعود كلها على البشر . غاية تتطهر معها القلوب وتصلح الحياة ، ويتعاون الناس ويتكافلون في الخير والصلاح والنماء . وتتمثل فيها رحمة الله السابغة بالعباد .
ولقد يقول الإنسان بلسانه إنه مسلم وإنه مصدق بهذا الدين وقضاياه . وقد يصلي . وقد يؤدي شعائر أخرى غير الصلاة ولكن حقيقة الإيمان وحقيقة التصديق بالدين تظل بعيدة عنه ويظل بعيداً عنها ، لأن لهذه الحقيقة علامات على وجودها وتحققها ، ومالم توجد هذه العلامات فلا إيمان ولا تصديق مهما قال اللسان ومهما تعبد الإنسان .
إن حقيقة الإيمان حين تستقر في القلب تتحرك من فورها لكي تحقق ذاتها في عمل صالح ، فإذا لم تتخد هذه الحركة فهذا دليل على عدم وجودها أصلاً. وهذا ما تقررة السورة نصاً .
المصدر : في ظلال القرآن – سيد قطب .