الشيعة هو اسم يطلق على طائفة من المسلمين ترى أن علي بن ابي طالب ونسله من زوجته فاطمة بنت النبي محمد هم المرجع الرئيسي للمسلمين بعد وفاة النبي وهم الأحق بالإمامة والإتباع دون غيرهم. ورغم تعدد فرق الشيعة عبر التاريخ إلا أنه تجمعهم صفة سائدة وهي ان الإمامة هي المبحث الأكبر الذي يحتل اهتمامهم.
فهرس
|
لفظ شيعة في الأساس من الفعل تشيع وهو يعني مال إلى أو اتبع، فنقول تشيع الرجل لفلان أي مال إلى فلان أو اتبع فلان، وشيعة الرجل أي أتباعه أو أنصاره. وعلى مدار التاريخ الإسلامي أطلق لفظ شيعة على العديد من المجموعات مثل شيعة عثمان وشيعة علي وشيعة معاوية وشيعة بن الزبير وشيعة العباسيين.
ويعتقد البعض خاصة من علماء وباحثي السنة أن أصل التسمية يرجع إلى أن أغلب الأحداث التاريخية الإسلامية كانت تنقضي مع مرور الزمن ولم يحتفظ باسم شيعة إلى اليوم سوى شيعة علي حيث أصبح مجرد ذكر كلمة شيعة تعني بالضرورة شيعة علي، بل إن الاسم انتقل كما هو إلى اللغات الأجنبية Shia`.
بينما يرفض هذا الشيعة أنفسهم ويعتقدون بأن أصل التسمية ورد في حديث لمحمد بن عبد الله نبي الإسلام في حياته حيث سأله علي بن أبي طالب عن خير البرية فأجابه له «أنت وشيعتك»، وبهذة الرواية يعتقدون أن التشيع لم يظهر بعد وفاة محمد بل هو الإسلام الحقيقي الذي بعث به محمد. وقد ورد هذا الحديث بروايات مختلفة في الكثير من كتب السنة والشيعة [1]
هناك ثلاث وجهات نظر حول توقيت بدأ حركة التشيع
ويتبناه الشيعة أنفسهم حيث يرون أن التشيع أصلا لم يظهر بعد الإسلام فهم يعتقدون أنه الإسلام ذاته فهم يرون ان المسلم التقي يجب أن يتشيع لعلي بن أبي طالب حسب اعتقادهم، وبالتالي فإن التشيع هو حجر من أحجار الإسلام الأصيل وضع أساسه النبي محمد نفسه على مدار حياته ،وأكده قبل موته في يوم غدير خم عندما أعلن الولاية لعلي من بعده.
حيث يرون أن الطوائف الإسلامية الأخرى هي المستحدثة ووضعت أسسها من قبل الحكام والسلاطين وغيرهم من اجل الإبتعاد عن الإسلام الذي اراده النبي محمد في الأصل.
كما يعترض أصلا الشيعة على تسمية أهل السنة لأنفسهم بهذا الاسم حيث يرون أنهم هم أهل السنة الذين يحيون ما أراده الرسول حتى أن أحد علماء الزيتونة بتونس والذي كان يتبع الطريقةالتيجانية الصوفية(غير مذهبه إلى التشيع)[2] وهو التيجاني السماوي اصدر كتابا كاملا أسماه (الشيعة هم اهل السنة)[3]
يتبناها بعض من المؤرخين والمستشرقين وهي ترى أن التشيع لعلي هو حركة سياسية إسلامية بدأت بعد وفاة نبي الإسلام (حزب سياسي إن صح التعبير) وهذه الحركة تبنت نظرية للحكم والسياسة.
البعض رأى أنها بدأت بعد أحداث السقيفة مباشرة والآخرون يرونها ظهرت بعد مقتل عثمان الخليفة الثالث ويرى البعض أيضا أنها تبلورت بشكل أكبر بعد معركة كربلاء التي قتل فيها الحسين بن علي بن أبي طالب.
يرى المؤرخين أن بذرة التشيع بدأت بعد وفاة الرسول محمد حيث اجتمع الصحابة في سقيفة بني ساعدة لاختيار الخليفة في غياب وجوه بني هاشم أمثال علي بن ابي طالب والعباس بن عبد المطلب اللذان كانا يجهزان النبي للدفن أثناء انعقاد السقيفة، وحسب أهل السنة فإن السقيفة انتهت باختيار أبو بكر بن أبي قحافة خليفة حسب اجتماع أهل الحل والعقد.
بعد السقيفة بدأت مجموعة صغيرة من الصحابة منهم أبو ذر الغفاري - وعمار بن ياسر- والمقداد بن عمرو- والزبير بن العوام وأبناء أبو لهب تجتمع في بيت علي بن أبي طالب معترضة على اختيار أبو بكر[4]
ويعتبر الشيعة الآن هؤلاء الصحابة هم أفضل الصحابة وأعظمهم ، بينما يرى أهل السنة أن ما حدث هو اجتهاد وأن كل الصحابة عدول يحاولون الاجتهاد قدر استطاعتهم. وتؤكد بعض مصادرهم أن من اعترض من الصحابة بايعوا أبو بكر الصديق خليفة للمسلمين في النهاية برضاهم.
ظل الأمر هكذا إلى أن تطور الأمر في عهد عثمان بن عفان الخليفة الثالث حيث أدت بعض السياسات التي يقوم بها بعض عماله في الشام ومصر إلى سخط العامة وأعلن بعض الثائرين خروجهم على عثمان وبدأوا ينادون باسم علي بن أبي طالب، وبالرغم من أن علي بن أبي طالب نفسه حاول دفعهم عن الثورة وحاول أيضا من جهة أخرى تقديم النصح لعثمان بن عفان لإنقاذ هيبة الدولة الإسلامية إلا أن عثمان قتل في النهاية على يد هؤلاء الثائرين الذي التفوا هم وغيرهم حول علي بن أبي طالب يطالبونه بتولي الخلافة.
وهنا يأخذ الفكر منعطفا جديدا حيث أن علي بن أبي طالب أصبح حاكما رسميا وشرعيا للأمة من قبل أغلب الناس.
ولكن بدأت في ظهور مجموعة في المقابل أطلقت على نفسها (شيعة عثمان) أعلنوا أنهم يطالبون بدم عثمان وقتل قتلته وتطور الأمر بهم ان أعلنوا رفضهم لخلافة علي بن أبي طالب الذي تباطئ في رأيهم في الثأر لعثمان بل إن قادة جيشه كانوا من الثائرين على عثمان أمثال مالك الأشتر - و محمد بن أبي بكر وغيرهم.
وعلى رأس شيعة عثمان كان معاوية بن ابي سفيان من جهة وعائشة زوجة النبي من جهة أخرى وبعد معارك مثل معركة الجمل - ومعركة صفين وظهور حزب جديد هم الخوارج - ومعركة النهروان قتل علي بن ابي طالب على يد الخوارج.
ورأى شيعته أن هذه الفترة كانت الفترة التي تجسد مدى معاناة علي من الناس إما لجهلهم أو طمعهم ورأوا أيضا أن هذه الفترة جسدت حقيقة كيف يكون الإمام حاكما وكيف أن الناس يرفضون دائما ما هو أفضل لهم.
بعد مقتل الإمام علي وبعد خذلان الناس أيضا للحسن بن علي وعدم وقوفهم ومؤازرتهم له أعلن الحسن بن علي الصلح مع معاوية ببعض شروط ويرى الشيعة أن هذا الصلح كان لأن الحسن لم يرى من الناس مساعدة ولا معونة ويرى الشيعة أيضا أن هذا الصلح جعل الناس يعلمون قيمة أهل البيت بعد ان استقرت الامور في يد غيرهم.
وظل الامر في هدوء حتى مات الحسن ومن بعده مات معاوية.
ويتبناه أيضا بعض أهل السنة والمستشرقين بأراء مختلفة تتفق في مجملها أن التشيع حركة دخيلة على الإسلام صنعتها أيادي من خارج الأمة.
فالبعض رأى أن بذرتها هو عبد الله بن سبأ اليهودي حيث نسبوا إليه إشعال الفتن بين الصحابة وأنه أول من زرع بذرة التشيع - وإن كان هناك الكثير من الدراسات التي تشكك في وجود هذه الشخصية من الأساس وإن وجدت فالكثير أيضا يشكك أن يستطيع شخص أو فرقة من الناس التلاعب بالصحابة إلى هذا الحد-.
والبعض يرى أن التشيع نزعة شعوبية فارسية أراد بها الفرس التميز عن العرب والانتقام من انهيار امبراطوريتهم - بالرغم من أن التاريخ يذكر تشيع أهل مصر والعراق و أن الفرس هم من أواخر المسلمين تشيعا حيث أن التشيع بدأ يدق أبواب فارس في العصر العباسي على الأقل، والمصادر التاريخية تتحدث عن أن الإمام الثامن للشيعة الإثنا عشرية علي الرضا دفن في الغربة حيث أنه دفن في بلاد فارس التي لا يوجد بها أنصار لعلي بن أبي طالب في ذلك الوقت -.[5]
تعد معركة كربلاء منعطف خطير في تطور الفكر الشيعي حيث أن مأساة كربلاء واستشهاد الحسين بطريقة مأسوية مفزعة ألهبت مشاعر شيعة علي وجعلت الأمر يتحول إلى عداء دائم مع السلطة وإعلان الحسين شهيدهم الدائم ورمز المظلوم ورمز التضحية والفداء من أجل الحق.
فبعد معركة كربلاء نجد الفكر الشيعي يتحول في كثير من نواحيه إلى فكر ثوري ويتحول الحسين إلى الشخصية التي دائما ما يرى الشيعي فيها رمزا للمظلوم والغربة فتراهم يستخدمون دائما جملة (كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء) ويطلقون اسم حسين جديد على كل شهيد مظلوم أو غريب مضطهد.
وفقاً لمؤرخي الشيعة فإن انقسام الشيعة لفرق وطوائف جاء بشكل متدرج كالتالي:
بعد مقتل الحسين بن علي وبعد وفاة ابنه علي زين العابدين الذي كان له ولدان محوريان هما زيد بن علي ومحمد الباقر.
خرج زيد بن علي على الأمويين والتف حوله جمع من الناس من الشيعة وغيرهم، ويقضي زيد أيضا أنفاسه الأخيرة بعد قصة مأساوية لا تختلف كثيرا عن قصة جده الحسين، وبعد وفاته تنفصل طائفة عن الشيعة لاترى الإمامة لمحمد الباقر (الذي كان الشيعة يعتبرونه إمامهم حتى في حياة زيد) وعرفت هذه الطائفة بالزيدية نسبة إلى زيد بن علي واختلفت هذه الطائفة (الموجودة إلى يومنا) عن باقي الشيعة انها رأت أن الإمامة ليست بالنص على شخص محدد وإنما الإمامة هي لأي شخص من نسل علي بن ابي طالب يخرج طالبا لها ويعتبر من ائمتهم يحيى بن زيد بن علي وأيضا محمد النفس الزكية وغيره.
ومن ظل متمسكا بمحمد الباقر إماما من الشيعة أطلق عليهم لفظ (الإمامية) نسبة لأنهم رأو أن الإمامة نصا لا اختيارا وأنها في نسل الحسين بن علي وابنه علي زين العابدين.
وظلوا متمسكين أيضا بالإمام السادس جعفر الصادق بن محمد الباقر الذي يعتبره الشيعة المؤسس الكبير لمدرسة أهل البيت بل أنهم يتسمون به إلى يومنا ويطلق عليهم (جعفرية).
وضع جعفر الصادق الفقه الشيعي ونشر تلاميذه بين الناس وتلقى العلم على يديه آلاف الطلبة واعتبره المسلمين عامة بمن فيهم أهل السنة من نجوم الأمة الاسلامية.
وكان ابنه الأكبر إسماعيل هو البكر ومشهور بين الناس بعلمه وعبقريته وقربه من الله وكان غالبية الشيعة يعتبرونها بديهية أنه الإمام بعد ابيه ولكنهم استيقظوا يوما على الناس ينعون إليهم إسماعيل ويدفن إسماعيل في البقيع في حياة أبيه.
جزء من سلسلة الشيعة |
| فرق الإسماعيلية |
الأعمدة |
الولاية · الصيام · الحج · الزكاة · الطهارة · الجهاد · الشهادة |
نظريات |
الجنان · البعث · الداعي المطلق · الظاهر والباطن |
شخصيات هامة |
أئمة الإسماعيلية · حسن الصباح · أغا خان الرابع · أغا خان · محمد برهان الدين· الفخري عبد الله · ضياء الدين صاحب · موفق الطريف |
تاريخ |
وبعد وفاة الإمام جعفر الصادق التف الشيعة حول ولده موسى الكاظم ولكن أعلن بعض الشيعة أن الإمام كان اسماعيل بن جعفر الصادق وان مات في حياة أبيه فإن الإمامة في نسله ورفضوا إمامة موسى الكاظم. وظهر ثاني انقسام وهو ما يعرف بالطائفة الإسماعيلية. التي هي الاخرى حدث بها انشقاق إلى فرعين (نزارية – مستعلية) ومازالتا موجودتين إلى يومنا.
واشتهر الإسماعيليون بنشاطهم بل استطاعوا ولأول مرة بعد مقتل علي بن أبي طالب تأسيس دولة شيعية بخلافة شيعية يرأسها أئمة ظهروا بعد نجاح دعوتهم السرية قائلين إنهم من ذرية علي بن أبي طالب وهي الدولة الفاطمية، غير أن معظم المسلمين السنة وكثيراً من الشيعة في زمنهم أنكر ذلك النسب.[6]
بدات في شمال أفريقيا ووصلت إلى مصر وكانت العاصمة القاهرة في عهدهم من أكبر مدن العالم آنذاك.
تمسك أغلب الشيعة بموسى الكاظم بعد وفاة أبيه ومن بعده علي الرضا حتى وصلوا إلى الحسن العسكري واعتبرو ابنه الإمام الثاني عشر هو المنتظر الموعود الذي غاب عن الأنظار ثم سيعود ليملأ اللأرض عدلا بعد أن يعلم الناس كيف أنهم قصروا في حق أهل البيت.
ما سبق كان استعراضا لتطور الفكر الشيعي ويرى الشيعة في يومنا أنهم ثلاثة افرع كبيرة (الإثنا عشرية – الإسماعيلية – الزيدية) ولكن هناك الكثير من الحركات الشيعية الأخرى التي ظهرت على مدار التاريخ والتي إما لم يعد لها وجود الآن (مثل القرامطة والحشاشون والواقفية والتي لا يعتبرها الشيعة ذات أهمية في التاريخ العقدي الشيعي وانما هي حركات ارتبطت بزمن بمعين ولم تصمد لفترات طويلة) أو انفصلت تماما عن التشيع كالدروز الذين لا يعتبرهم الشيعة أصلا شيعة فضلا عن أن الدروز أساسا لا يعتبرون أنفسهم شيعة.
تعرضت العديد من الطوائف الشيعية للإنقراض بمرور الزمن و عبر التاريخ ، فقد انقرضت الكيسانية و الفطحية و المحمدية و الواقفية ، و من الإسما عيلية انقرضت القرامطة، بينما من الزيدية انقرضت البترية و الجارودية المرئية و الابرقية و اليعقوبية و العقبية و الجريرية و اليمانية ، و أسباب الإنقراض هي كثيرة و متنوعة فمثلا أن هناك فرق شيعية كانت تعتمد مبدأ التقية بغلو لدرجة أن تصبح باطنية فتكون محصورة في مناطق جغرافية أو في قبائل معينة ، و كذلك لا تكون هذه الطوائف تعرض أفكارها على الناس و تكون كتبها سرية ، و هذا طبعا بمرور الزمن سيؤدي إلى تضائل أعضائها إلى أن تنقرض.
وايضا يرى البعض أن من اسباب انقراض الكثير منها هو أنها كانت مرتبطة بأصحابها وبعد وفاتهم ذهبت معهم ويرجع الكثير من مؤرخي الشيعة سبب الإنقراض أيضا إلى أن الكثير من هذه الطوائف لم تكن طوائف بالمعنى المعروف وانما نظريات أو وجهات نظر لشخص اقتنع بها بعض الناس وانتهت بمرور الزمن.
المخطط التالي يعرض أئمة طوائف الشيعة وأسمائهم، حيث لكل طائفة عدد معين من الأئمة:
1 | علي (661) غيبة سبئية (فرقة)[7] | |||||
╗═══════════════════════ | ═══ | ╠ | ||||
الحنفية (زوجة علي بن أبي طالب ) | فاطمة (633) | |||||
│ | ┤─────────────────────── | ─── | ┌ | |||
4 | محمد بن الحنفية (700) | 3 | الامام الحسين (680) | 2 | ا الحسن (669) | |
│ غيبة كيسانية | │ | عبد الله | ||||
│ | │ | │ | ||||
عبد الله بن محمد بن الحنفية | 4 | علي زين العابدين (712) | │ | |||
الهاشمية(فرقة) | │ | │ | ||||
┐─────────────────────── | ─── | ├ | محمد (145هـ) | |||
5 | محمد الباقر (791) | 5 | زيد بن علي (740) | غيبة المحمدية(فرقة) | ||
│ | الزيدية | |||||
6 | جعفر الصادق (765) | |||||
│ غيبة الناوسية | ||||||
│ البزيغية | ||||||
┤───────────────┐─────── | ─── | ──────┐───────────────── | ─── | ┌ | ||
7 | موسى الكاظم (799). 7محمد بن جعفر الصادق | 7عبدالله بن جعفر الصادق (765) | 7 | اسماعيل بن جعفر (760) | ||
│غيبة الواقفية . . .. . . . . . . . غيبة السميطية | الفطحية | شيعة إسماعيلية | ||||
8 | علي الرضا (818) | │ | ||||
│ | 8 | محمد المكتوم(813) | ||||
│ | غيبة | |||||
│ | السبعية | |||||
9 | محمد الجواد (839) | │ | ||||
│ | 9 | الوافي أحمد(828) | ||||
10 | علي الهادي (868) | │ | ||||
┤─────────────────────── | ─── | ┌ | 10 | التقي محمد(840) | ||
11 | الحسن العسكري (874) | جعفر بن علي الهادي | │ | |||
┤─────────────────────── | ─── | ┌ | 11 | الزكي عبد الله (881) | ||
12 | محمد المهدي (...) | 12 | ابن نصير من أصحاب العسكري | ┤──────────┌ | ||
غيبة | نصيرية أو علوية | 12 | عبيد الله المهدي (934) | |||
الإثني عشرية | نصيرية | فاطميين | ||||
│ | ||||||
13 | القيم(946) | |||||
│ | ||||||
14 | المنصور(952) | |||||
│ | ||||||
15 | المعز لدين الله(975) | |||||
│ | ||||||
16 | العزيز بالله(996) | |||||
│ | ||||||
17 | الحاكم بأمر الله (1021) | |||||
┐─────────────────────── | ─── | ├ | ||||
غيبة | 18 | الظاهر علي(1036) | ||||
دروز | │ | |||||
19 | المستنير بالله (1094) | |||||
┐─────────────────────── | ─── | ├ | ||||
20 | نزار | 20 | المستعلي بالله(1101) | |||
نزارية | مستعلية | |||||
│ | │ | |||||
21 | الهادي | 21 | الآمر (1130) | |||
│ | │ | |||||
22 | المهتدي | 22 | الطيب أبي القاسم(1142) | |||
│ | غيبة | |||||
23 | الذكري سلام | |||||
│ | ||||||
إلخ |
ينتشر الشيعة في العصر الحاضر في جميع أنحاء العالم بنسب متفاوتة وتعتبر الإثنا عشرية هي الطائفة الاكبر وتليها الإسماعيلية ثم الزيدية .وأكثر المناطق كثافة هو الامتداد من بيروت إلى الهند (لبنان – سوريا – العراق – الخليج العربي – إيران – القوقاز – أفغانستان – باكستان -الهند)ولا توجد احصائات فعلية لعدد الشيعة في كثير من دول العالم.
وتعتبر إيران أكبر دولة في العالم تحتوي على الشيعة وخاصة الإثنا عشرية ، ويرى البعض من السنة والشيعة أن السبب في ذلك يعود للصفويين الذين ساهموا في نشر التشيع ، "حيث إنّ التشيّع هو المذهب الساحق في إيران من أوائل القرن العاشر (905) إلى يومنا هذا انّ الدولة الصفوية أشاعت التشيّع في إيران، بعد ملوك المغول فلو كان نجاح الثاني قليلا، كان نجاح الصفوييين كبيراً".[8]
كل المسلمين، سنة وشيعة، يحتفلون بالعطل السنوية التالية:
العطل التالية يحتفل بها الشيعة فقط، إلا إن ذكر عكس ذلك:
لدى الشيعة مدن ومزارات مقدسة ينفردون بها عن بقية الإسلامية، وإن اتفقوا معهم في مدن مثل مكة والمدينة المنورة والقدس وما فيهم من أماكن مقدسة كالكعبة والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، لكنهم ينفردون بأماكن يقدسونها كقبور أئمتهم ومعصوميهم وبعض المساجد الهامة مثل:
تفترق الطائفة الشيعية عن أهل السنة والجماعة في أنها لاتقر بأحقية خلافة الخلفاء الراشدين الثلاث الأوائل: أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان. و يرى متبعي هذه الطائفة (الشيعة) أن الإمامة منصوص عليها ومحددة من قبل الله، بينما يرى أهل السنة أن الإمامة لم يتم تحديدها من قبل الله.و الإمامة فضل من الله يتفضل به على من يشاء من عباده وليست خاصة لأحد ورد ذلك في القرآن و خاصة في أواخر سورة الفرقان.
تعود جذور الخلاف الرئيسي بين السنة والشيعة إلى أكبر و أول أزمة مر بها التاريخ الإسلامي ألا و هي الفتنة التي أدت إلى مقتل عثمان بن عفان، هذه الفتنة و ما خلفته وراءها من نزاعات عنيفة لاسيما بين معاوية و علي بن أبي طالب الخليفة الراشدي الرابع (الذي رآه علي نزوع من معاوية للسلطة و رآه معاوية مطالبة للثأر لدم عثمان) كانت السبب الرئيسي وراء تفتت المسلمين . فالانقسام بدا أنه سياسي تطور ليتعمق عقائدياً و فقهياً .
الموقف الأساسي لمعظم الصحابة الذي شكل أساس الفكر السني فيما بعد هو محاولة اعتزال هذه الفتنة و محاولة أخذ موقف حيادي من النزاع و لعل أكبر ممثل لهذا الاتجاه : عبد الله بن عمر الذي صرح بهذا الموقف مرات عديدة. هذه الحيادية و إن كانت تميل في الكثير من الأحيان لإعطاء الأحقية في النزاع لعلي دون معاوية إلا أنها في النهاية تنحو نحو تعديل كافة الصحابة و عدم الخوض في تفسيق أحد أخذا بالقول أن (المجتهد إذا أخطأ فله اجر و إذا أصاب فله أجران).
وعلى مدار التاريخ حدثت العديد من الصدامات بين الشيعة والسنة تبادل فيها كلا الطرفين الإتهامات فيرى الشيعة اضطهاد سني للأقليات الشيعية في العالم العربي بل وفي التاريخ خصوصا في العصر العباسي، وفي مقابل هذا الإضطهاد قامت ثورات شيعية أشهرها ثورة القرامطة وثورة النفس الزكية وغيرها، وتعاون أن ابن العلقمي ونصير الطوسي مع هولاكو والتتار لقتل أهل بغداد من السنة.
وقد كانت هناك فتاوى متابدلة من الطريفين في تكفير الآخر ، فبعض علماء المدرسة السلفية يكفرون شخصيات باررزة في الطائفة الإثنا عشرية والبعض الآخر يكفر كل الطائفة ، وبالمقابل فإن بعض علماء الإثنا عشرية يصف كل من لم يكن إثنا عشريا بالكفر [9] والخلود في النار [10].
وأخذت الفجوة في الإتساع في عصر الدولتين الصفوية والعثمانية حيث اتخذت كل دولة مذهبها علما في معاداتها للدولة الاخرى من أجل الصراعات السياسية والإقتصادية والمحافظة على الأراضي التي تملكها كل دولة.
وفي العصر الحديث بعد سقوط الدولتين قامت العديد من العلماء من الطرفين بمحاولة اقامة تقريب بين المذاهب بدأها محمد عبده و جمال الدين الأفغاني وتبلورت بتأسيس جمعية التقريب بين المذاهب.
وشجع العديد من علماء السنة والشيعة هذا الإتجاه مثل محمود شلتوت و سليم البشري و عبد الحسين شرف الدين وغيرهم.
وأصدر الأزهر فتواه الشهيرة بصحة التعبد بالمذهب الشيعي الإثناعشري والزيدي وأصدرت إيران قرارها بمنع طباعة ثلاثة أجزاء من بحار الانوار يتناولوا التعرض للخلفاء الثلاثة، ولكن إلى الآن ترفض جميع المراجع الدينية الشيعية في قم والنجف وغيرها اعتبار المذاهب السنية مذاهب يجوز التعبد بها.
وهناك من أهل السنة من يعارض التقارب ويراه ضربا من المستحيل، والسبب في ذلك أن أكابر علماء وأئمة أهل السنة يرفضون المعتقد الإثنا عشري كالإمام البخاري [11] والإمام مالك [12] والقرطبي [13] والامام أحمد بن حنبل [14] وابن كثير [15] ، وكذك أئمة الصوفية كأبوحامد الغزالي [16] وعبد القادر الجيلاني [17] ، وكذلك أئمة الأشاعرة كأبو الحسن الأشعري [18] والإسفراييني [19].
و في العصر الحاضر أخذت المواجهة بين السنة والشيعة تتراوح بين صراع فكري يتمثل في محاولة استقطاب الفريقين لأكبر كم من الأتباع من الفريق الآخر، إلى الصراع السياسي والمواجهات المسلحة. على سبيل المثال يعزي المحللين التفجيرات في المدن العراقية نتيجة صراع بين الجماعات السنية مثل تنظيم القاعدة وغيرها وبين التيار الشيعي الصدري، وسبب هذا الصراع رغبة كل جماعة نشر مذهبها في أوسع نطاق ممكن من العراق كما يراه المحللون. كذلك يرجعون بعض الصراعات السياسية إلى هذا الخلاف مثل الصراع الإماراتي الإيراني على الجزر الثلاث في مضيق هرمز، والصراع على تسمية الخليج ما بين إيران وشبه الجزيرة العربية والتخوفات العربية من البرنامج النووي الإيراني، كذلك اتهام اللبنانيون السنة للحكومة السورية العلوية بالتحالف مع حزب الله الإثنا عشري لفرض السيطرة الشيعية على لبنان.
وبالرغم من هذا فهناك بعض الدول يتعايش الشيعة والسنة فيها بشكل قد يخلو تقريبا من الحدة أو النزاع المسلح تماما وخصوصا في الكويت والبحرين والإمارات وعمان.
موقع البينة للشيعة الاثنى عشرية