هذا المقال يتناول فكرة المهدي المنتظر من المنظور الشيعي الإثنا عشري
مقال رئيسي المهدي
محمد بن الحسن العسكري يعتبره الشيعة الإثنا عشريون المتمم لسلسلة الأئمة، فهو الإمام الثاني عشر والأخير الذي سيأتي حسب المفهوم الشيعي ليملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا.
يعتقد الشيعة أن الإمام الحادي عشر الحسن العسكري أنجب طفلا وهو محمد وظل يحاول اخفاءه عن الناس إلا المقربين منه فقط خوفا على الطفل من سطوة الدولة العباسية التي كانت تنكل بالعلويين في ذلك الوقت بل إن الحسن العسكري كان في إقامة جبرية في مدينة عسكر ليكون تحت أنظار السلطة.
فهرس
|
تروي الكتب الشيعية أن أم المهدي هي نرجس الرومية التي يروى أنها من نسل شمعون الصفا وصي المسيح عيسى بن مريم وكانت ابنة قيصر الروم في عهد الحسن العسكري [1].
ولدت نرجس في القسطنطينية ورأت في منامها السيد المسيح يبشرها بأنها ستتزوج من الحسن العسكري. وفي احدى انتقالاتها وقعت اسيرة في يد المسلمين وجيئ بها إلى بغداد. وتقول الروايات انه في هذه الاثناء وجه علي الهادي أبو الحسن العسكري، أحد خاصته من سامراء إلى بغداد مع رسالة منه باللغة الرومية(اليونانية)، وأوصاه بتسليم هذه الرسالة إلى فتاة اسيرة جليلة في سوق النخاسة، وقد وصف له بالتفاصيل طبيعة المكان وشكل الفتاة. بعد أن وصف للرسول المكان والشيخ البائع والأسيرة الجليلة، وحمّله مائتين وعشرين ديناراً، ليدفعها ثمناً لمالكها. هنالك في بغداد في سوق العبيد ناول المبعوث كتاب الهادي إلى الفتاة التي كانت ترفض بأباء ان يقترب منها أي احد. حينها قرأت ارسالة انخرطت بالبكاء وراحت تصرخ مهددة بالانتحار إن لم يوافق النخاس على بيعها إلى ذلك المبعوث. فساوم الرسول الشيخ البائع، حتى توقف عند الثمن الذي أرسله الهادي فدفعه إليه، ونقلها بتجليل واحترام إلى سامراء. فلما دخلت على الهادي رحب بها كثيراً، ثم بشرها بولد يولد لها من ابنه الحسن العسكري يملك الدنيا شرقاً وغرباً ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً . ثم بعد ذلك أودعها عند أخته " حكيمه " بنت الجواد لتُعلمها الفرائض والأحكام، فبقيت عندها أياماً. بعدها وهبها الهادي ابنه الحسن العسكري فتزوجها، وهي في مقتبل العمر. [2]
وردت قصة ميلاد الإمام المهدي في عدد من كتب الشيعة من أهمها بحار الأنوار المجلسي ووردت كالتالي:
عن محمد العطار ، عن الحسين بن رزق الله ، عن موسى ابن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر ، قال : حدثتني حكيمة بنت محمد ابن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قالت : بعث إلي أبومحمد الحسن بن علي عليهما السلام فقال : يا عمة اجعلي إفطارك الليلة عندنا فانها ليلة النصف من شعبان فان الله تبارك والله سيظهر في هذه الليلة الحجة وهو حجته في أرضه.
قالت : فقلت له : ومن امه ؟ قال لي : نرجس . قلت له : والله جعلني الله فداك ما بها أثر ؟ فقال : هو ما أقول لك.
قالت : فجئت فلما سلمت وجلست جاءت تنزع خفي وقالت لي : ياسيدتي كيف أمسيت ؟ فقلت : بل أنت سيدتي وسيدة أهلي قالت : فأنكرت قولي وقالت : ماهذا يا عمه ؟ قالت : فقلت لها : يابنية إن الله تبارك والله سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيدا في الدنيا والآخرة
قالت : فجلست واستحيت فلما أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة وأفطرت وأخذت مضجعي فرقدت فلما أن كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث ثم جلست معقبة ثم اضطجعت ثم انتبهت فزعة وهي راقدة ثم قامت فصلت .
قالت حكيمة : فدخلتني الشكوك فصاح بي أبومحمد من المجلس فقال : لاتعجلي ياعمة فان الامر قد قرب
قالت : فقرأت الم السجدة ويس فبينما أنا كذلك إذا انتبهت فزعة فوثبت إليها فقلت : اسم الله عليك ثم قلت لها : تحسين شيئا ؟ قالت : نعم يا عمة ، فقلت لها : اجمعي نفسك واجمعي قلبك فهو ما قلت لك .
قالت حكيمة : ثم أخذتني فترة وأخذتها فطرة فانتبهت بحس سيدي فكشفت الثوب عنه فاذا أنا به ساجدا يتلقى الارض بمساجده فضممته إلي فاذا أنا به نظيف فصاح بي أبومحمد هلمي إلي ابني يا عمة فجئت به إليه فوضع يديه تحت أليتيه وظهره ووضع قدميه على صدره ثم أدلى لسانه في فيه وأمر يده على عينيه وسمعه ومفاصله ثم قال : تكلم يابني !
فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له . وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله ثم صلى على أمير المؤمنين وعلى الائمة إلى أن وقف على أبيه ثم أحجم .
قال أبومحمد : يا عمة اذهبي به إلى امه ليسلم عليها وائتني به فذهبت به فسلم عليها ورددته ووضعته في المجلس ثم قال : يا عمة إذا كان يوم السابع فائتينا .
قالت حكيمة : فلما أصبحت جئت لاسلم على أبي محمد فكشفت الستر لافتقد سيدي فلم أره فقلت له : جعلت فداك مافعل سيدي ؟ فقال : يا عمه استودعناه الذي استودعته ام موسى .
قالت حكيمة : فلما كان في اليوم السابع جئت وسلمت وجلست فقال : هلمي إلي ابني فجئت بسيدي في الخرقة ففعل به كفعلته الاولى ثم أدلى لسانه في فيه . كأنه يغذيه لبنا أو عسلا ثم قال : تكلم يابني!
فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وثنى بالصلاة على محمد وعلى أمير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم أجمعين حتى وقف على أبيه ثم تلا هذه الآية " بسم الله الرحمن الرحيم ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ".
قال موسى : فسألت عقبة الخادم عن هذا فقال : صدقت حكيمة .
والروايات الشيعية تتحدث عن بعض الأشياء التي قام بها الحسن العسكري بعد مولد الإمام:
مثلاً في إكمال الدين لالشيخ الصدوق عن أبي غانم الخادم: أنّ العسكري أخرج ولده محمداً في الثالث من مولده وعرضه على أصحابه قائلاً: «هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم وهو القائم الذي تمتدّ إليه الاعناق بالانتظار، فاذا امتلات الارض ظلماً وجوراً خرج فيملاها قسطاً وعدلاً»[4].
وهكذا الرواية السابقة التي رواها شيخ الطائفة الطوسي في الغيبة : أنّ الامام أطلع أربعين ـ تقريباً ـ من خواص أصحابه على ولده.
بعد وفاة الحسن العسكري تروي الروايات أن أخوه جعفر بن علي الهادي (وكان لا يعلم أن للإمام ابنا) ادعى أنه الإمام ودعى لنفسه.
ورد في كمال الدين : ج 2 ص 476 ب 43 ح 26 -
لما قبض سيدنا أبو محمد الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليهما وفد من قم والجبال وفود بالأموال التي كانت تحمل على الرسم والعادة ، ولم يكن عندهم خبر وفاة الحسن ، فلما أن وصلوا إلى سر من رأى سألوا عن سيدنا الحسن بن علي عليهما السلام ، فقيل لهم : إنه قد فقد ، فقالوا : ومن وارثه ؟ قالوا : أخوه جعفر بن علي.
فسألوا عنه فقيل لهم إنه قد خرج متنزها وركب زورقا في الدجلة يشرب ومعه المغنون ، قال : فتشاور القوم فقالوا : هذه ليست من صفة الامام ، وقال بعضهم لبعض : امضوا بنا حتى نرد هذه الأموال على أصحابها .
فقال أبو العباس محمد بن جعفر الحميري القمي : قفوا بنا حتى ينصرف هذا الرجل ونختبر أمره بالصحة . قال : فلما انصرف دخلوا عليه فسلموا عليه وقالوا : يا سيدنا نحن من أهل قم ومعنا جماعة من الشيعة وغيرها وكنا نحمل إلى سيدنا أبي محمد الحسن بن علي الأموال فقال : وأين هي ؟ قالوا : معنا ، قال : احملوها إلى ، قالوا : لا ، إن لهذه الأموال خبرا طريفا ، فقال : وما هو ؟ قالوا : إن هذه الأموال تجمع ويكون فيها من عامة الشيعة الدينار والديناران ، ثم يجعلونها في كيس ويختمون عليه وكنا إذا وردنا بالمال على سيدنا أبي محمد يقول : جملة المال كذا وكذا دينارا ، من عند فلان كذا ، ومن عند فلان كذا حتى يأتي على أسماء الناس كلهم ، ويقول ما على الخواتيم من نقش ،
فقال جعفر : كذبتم تقولون على أخي ما لا يفعله ، هذا علم الغيب ولا يعلمه إلا الله . قال : فلما سمع القوم كلام جعفر جعل بعضهم ينظر إلى بعض فقال لهم : احملوا هذا المال إلي ، قالوا : إنا قوم مستأجرون وكلاء لأرباب المال ولا نسلم المال إلا بالعلامات التي كنا نعرفها من سيدنا الحسن بن علي عليهما السلام ، فإن كنت الامام فبرهن لنا ، وإلا رددناها إلى أصحابها ، يرون فيها رأيهم.
قال : فدخل جعفر على الخليفة - وكان بسر من رأى - فاستعدى عليهم ، فلما أحضروا قال الخليفة : احملوا هذا المال إلى جعفر ، قالوا : أصلح الله أمير المؤمنين إنا قوم مستأجرون ، وكلاء لأرباب هذه الأموال وهي وداعة لجماعة وأمرونا بأن لا نسلمها إلا بعلامة ودلالة ، وقد جرت بهذه العادة مع أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام .
فقال الخليفة : فما كانت العلامة التي كانت مع أبي محمد قال القوم : كان يصف لنا الدنانير وأصحابها والأموال وكم هي ؟ فإذا فعل ذلك سلمناها إليه ، وقد وفدنا إليه مرارا فكانت هذه علامتنا معه ودلالتنا ، وقد مات ، فإن يكن هذا الرجل صاحب هذا الامر فليقم لنا ما كان يقيمه لنا أخوه ، وإلا رددناها إلى أصحابها .
فقال جعفر : يا أمير المؤمنين إن هؤلاء قوم كذابون يكذبون على أخي ، وهذا علم الغيب ، فقال الخليفة : القوم رسل وما على الرسول إلا البلاغ المبين .
قال : فبهت جعفر ولم يرد جوابا ، فقال القوم : يتطول أمير المؤمنين بإخراج أمره إلى من يبدرقنا حتى نخرج من هذه البلدة ، قال : فأمر لهم بنقيب فأخرجهم منها ،
فلما أن خرجوا من البلد خرج إليهم غلام أحسن الناس وجها ، كأنه خادم ، فنادي يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان أجيبوا مولاكم ، قال فقالوا : أنت مولانا ، قال : معاذ الله ، أنا عبد مولاكم فسيروا إليه ، قالوا : فسرنا [ إليه ] معه حتى دخلنا دار مولانا الحسن بن علي عليهما السلام ، فإذا ولده القائم سيدنا قاعد على سرير كأنه فلقة قمر ، عليه ثياب خضر ، فسلمنا عليه ، فرد علينا السلام ، ثم قال : جملة المال كذا وكذا دينارا ، حمل فلان كذا ، وحمل فلان كذا ، ولم يزل يصف حتى وصف الجميع .
ثم وصف ثيابنا ورحالنا وما كان معنا من الدواب ، فخررنا سجدا لله عز وجل شكرا لما عرفنا ، وقبلنا الأرض بين يديه ، وسألناه عما أردنا فأجاب ، فحملنا إليه الأموال ، وأمرنا القائم أن لا نحمل إلى سر من رأى بعدها شيئا من المال . فإنه ينصب لنا ببغداد رجلا يحمل إليه الأموال ويخرج من عنده التوقيعات ، قال فانصرفنا من عنده ، ودفع إلى أبي العباس محمد بن جعفر القمي الحميري شيئا من الحنوط والكفن فقال له : أعظم الله أجرك في نفسك ، قال : فما بلغ أبو العباس عقبة همدان حتى توفي رحمه الله .
موضوع الغيبة عند الشيعة له الكثير من الابعاد والأبحاث ملخصه أنهم يعتقدون أن للإمام غيبتان غيبة صغرى وغيبة كبرى.
فبعد الإعلان عن نفسه والصلاة على جنازة ابيه أمام الملأ وبعدما بدأت السلطة العباسية في الاستقصاء عنه غاب الإمام عن الأنظار.
ويرى الشيعة أن الغيبة ليست شيء مستحيل أو غير منطقي فكما غاب عيسى في عقيدة أغلب المسلمين وكما يعتقد أهل السنة أن شخصية المسيخ الدجال شخصية موجودة منذ أكثر من الف سنة ولكنها مخفية عن الأنظار وكما يرى أغلب المسلمين ايضا أن الخضر يعيش بين الناس ولكنه مختفي، يرى الشيعة إمامهم غائب منتظر غيبه الله عن الأنظار حفاظا على الدين وحفاظا عليه ولحكم لا يعلمها إلا الله.
كما يعتقد الشيعة فإن الإمام ولمدة 72 سنة كان غائبا ولكنه كان يعين نائبا له يتحدث باسمه ويبلغ الناس عنه وهم أربعة نواب الواحد تلو الآخر:
بدأت الغيبة الكبرى بوفاة السفير السمري سنة 328هـ أو 329 هـ. حيث توقفت النيابة وخرجت رسالة من الإمام المهدي غلى الناس أنه لن يكون هناك نائبا عنه مباشر وبالرغم من أن البعض ادعى النيابة بعد السمري إلا انهم لم يلاقوا تجمعا أو نجاحا وأوصى الإمام في فترة الغيبة الكبرى أن يرجع الناس إلى الفقهاء الحافظين والعلماء العارفين وهو ما سيتحول إلى ما يعرف بالمرجعية الشيعية وستبقى هذه الغيبة مستمرة حتى يأذن الله.
ومن رسائله التي اوردها الشيخ المفيد «ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا ، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم بنا ، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم ، والله المستعان ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ، وصلواته على سيدنا البشير النذير محمد وآله الطاهرين وسلم»
ينتهج أغلب الشيعة الآن مفهوم الانتظار، فيعتقد الشيعة أنه على الإنسان أن يكون دائما مستعد لظهور الإمام بالبعد عن المعاصي وترقية النفس عن الدنيا والحفاظ على الصلوات والصيام ونشر علوم أهل البيت. وأن يدعو الله دائما بتعجيل الفرج وخصوصا حين يرى الظلم قد استشرى أو فسادا.
ويقول السيد محمد باقر الصدر بهذا الخصوص (إن الإسلام حوَّل فكرة الخلاص من الإيمان بها في الغيب ، ومن فكرة ننتظر ولادتها ، ومن نبوئه نتطلع إلى مصداقها ، إلى واقعاً ننظر فاعليته وإنساناً معيناً يعيش بيننا بلحمه ودمه ، نراه ويرانا ويعيش مع آمالنا وآلامنا ويشارك أحزاننا وأفراحنا ويترقب اللحظة الموعودة)
ولكي تتم هذه العملية بالشكل المطلوب والفعال لابد من توفر شروط معينة ، وهي التي ذكرها السيد محمد صادق الصدر في موسوعة الإمام المهدي (ع) تحت عنوان شرائط الظهور ، وهي بشكل مختصر تتمثل في أربع نقاط أو شروط:
وبمعنى آخر وجود الأيديولوجية الفكرية الكاملة والقابلة للتنفيذ في كل الأمكنة
والأزمنة والتي تضمن الرفاهية للبشرية جمعاء ، وهذا ما تم بالفعل بوجود
الشريعة الإسلامية والرسالة المحمدية الخاتمة.
حيث ينبغي أن يمتلك هذا القائد العظيم القابلية الكاملة لقيادة العالم كله ونشر العدل فيه ، وهذا أيضا قد حصل والمتمثل في وجود الإمام المهدي (ع) .
الذين يشكلون قاعدة للتغيير ولديهم مستوى عالٍ من الوعي والاستعداد للتضحية بين يدي القائد بحيث يعتمد عليهم في نشر العدل في جميع أنحاء المعمورة ويكونون قادة لجيش الإمام ومقاتلين بين يديه.
أي وجود العدد الكافي من المؤمنين المؤيدين للإمام في حال ظهوره ، وكذلك وجود استعداد لدى شعوب العالم لقدوم المخلص المنتظر .
من هنا نعرف أن ظهور الإمام (ع) سوف يتحقق لنا متى اجتمعت هذه الشروط في زمن واحد مهما طال الزمن ، حيث أن هذه الشروط كفيله بإنجاح عملية التغيير المنشودة ، واستحالة تخلف وعد الله لعباده الصالحين.
يكون الظهور في سنة وتر أي: واحد، ثلاثة، خمسة، سبعة، تسعة من السنين الهجرية.
ويبدأ ليلة التاسع من محرم بعد صلاة المغرب والعشاء في الحرم المكي (في الكعبة) وليلة جمعة ويكون أصحابه ومعاونوه في الأرض الـ313، من حوله فيوجه بيانه إلى أهل مكة، ثم يسيطر أصحابه وبقية أنصاره على الحرم في تلك الليلة، وعلى مكة، وفي اليوم الثاني، أي العاشر من محرم، يوجه بيانه إلى شعوب العالم كافة وبجميع اللغات، وتبدأ عملية الظهور المقدس حتى تنتهي بملء الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
ويقول شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي بهذا الخصوص : ( الذي نقوله في هذا الباب .. أن الذي هو لطفنا من تصرف الإمام وانبساط يده لا يتم إلا بأمور ثلاثة : أحدها يتعلق بالله وهو إيجاده (ع) ، والثاني يتعلق به من تحمل أعباء الإمامة والقيام بها ، والثالث يتعلق بنا من العزم على نصرته ومعاضدته والانقياد له )
باختصار من مصدر كتاب العلامة الكوراني (عصر الظهور)
*العلامة الأولى الكبرى:
"فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا". - الإسراء 104
"وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً، فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً، ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً، إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا". الإسراء 4-7
1- تشير الآيات إلى أن وقت ظهور الإمام يكون فيه اليهود مجتمعين ومسيطرين على المسجد الأقصى، لأن عملية الدخول سوف تكون بالقوة، إلى المسجد (دخول الفاتحين).
2- أن قبل الظهور مباشرة توجه ضربات لليهود في فلسطين "ليسوؤوا وجوهكم" أي أن هناك ضربات مؤلمة ومذلة سوف يتعرض لها اليهود قبل الظهور.
3- من المعروف في الروايات الإسلامية والمتفق عليها عند الطرفين أن المسلمين سينتصرون في المعركة الأخيرة، وسيكونون بقيادة المهدي .
إذاً هناك أربع إشارات تشير إليها الآيات:
1- اجتماع اليهود في فلسطين "جئنا بكم لفيفا".
2- إحتلالهم للمسجد الأقصى والقدس " وليدخلوا المسجد".
3- " وليسوؤوا وجوهكم" ضربات موجهة من المقاومة قبل التحرير.
4- قيادة الإمام المهدي للمسلمين في هذه الحرب... وهذا ما ينتظره الآن المسلمون.
*العلامة الثانية الكبرى:
خروج رجل من قم
رجل من قم يدعو الناس إلى الحق يجتمع معه قوم قلوبهم كزبر الحديد لا تزلهم الرياح والعواصف لا يملون من الحرب ولا يجبنون وعلى الله يتوكلون والعاقبة للمتقين. [5]
*العلامة الثالثة الكبرى:
قوة عسكرية وإعلامية للإمام قبل الظهور
في تفسير قول القرآن (بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد) عن الصادق : "قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم فلا يدعون وتراً ( أي عدواً ) لآل محمد صلى الله عليه وآله إلا قتلوه". [6]
*العلامة الرابعة الكبرى:
"المهدي مبدأه من المشرق" مسند أحمد وسنن الترمذي والبيهقي في الدلائل
أي تبدأ عملية الظهور من المشرق، من قبل بلاد فارس. "تخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شيء حتى تنصب بإليلياء القدس" [7]
وهي تشير إلى أن الجيش الذي ينطلق مع الإمام يبدأ تحضيره في إيران، و يكون هو الجيش الذي يتوجه مع الإمام إلى القدس.
وفي حديث عن الباقر : كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه، ثم يطلبونه فلا يعطونه، فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا... ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم (أي المهدي عج) قتلاهم شهداء... أما أني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر (أي المهدي عج). [8] ومن المتعارف عند رواة الحديث أن رايات المشرق هي من إيران لكثرة الأحاديث التي تسميهم بالاسم بأنهم أنصار الإمام في آخر الزمان، ومن الواضح في الرواية أن هؤلاء القوم يمهدون لدولة مهديهم ، وأنهم يسلمونه رايتهم وبقيادة الإمام لهم يملئون الأرض قسطاً وعدلاً.
*العلامة الخامسة الكبرى:
العمائم السود من ذرية الرسول يقاتلون أعداء الإمام قبل الظهور
عن أبان بن تغلب عن الإمام الصادق قال: " إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل الشرق وأهل الغرب! أتدري لم ذلك؟" قلت: لا قال: "للذي يلقى الناس من أهل بيته" [9]
من الواضح أن الذرية من بني هاشم سيكون لهم دور سياسي كبير ومميز في العالم الإسلامي يزعج العالم بأجمعه في الشرق والغرب. كما سيكون لهم من النفوذ والقوة.
من الواضح أن هذه العمائم السود التي هي من ذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم تطلب الحق, وستزعج العالم لأنها لا تستسلم كالآخرين, وكأن رأيهم واحد, فهم من مدرسة واحدة وهي مدرسة أهل البيت عليهم السلام التي تعلمهم هيهات منا الذلة, فتسلم الراية للإمام المهدي في آخر الزمان.
*العلامة السادسة الكبرى:
أبواب القدس
أناس يقاتلون على أبواب بيت المقدس يلقون عناية الإمام الحجة قبل الظهور
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تزال عصابة من أمّتي يقاتلون على أبواب بيت المقدس وما حوله لا يضرهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة (الظهور) [10]
ورد في الرواية عن الإمام المهدي أنه:
"حزب يقاتل على أبواب بيت المقدس أنا منهم وهم مني" (مئتان وخمسون علامة ظهور)
*العلامة السابعة الكبرى:
العراق
دخول قوات غربية إلى العراق
"ورود خيل من قبل الغرب حتى تربط بفناء الحيرة..." [11]
*العلامة الثامنة الكبرى:
إستشهاد نفس زكية في النجف مع 70 من الصالحين
"قتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين" [12]
*العلامة التاسعة الكبرى:
العراق
إنتقال العلم من النجف إلى قم قبل الظهور
يقول الإمام الصادق : ستخلو الكوفة من المؤمنين, ويأزر عنها العلم كما تأزر الحية في جحرها ثم يظهر العلم ببلد يقال لها قم, وتصير معدناً للعلم والفضل حتى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتى المخدّرات وذلك عند قرب ظهور قائمنا [13]
وعن الصادق : وأن البلايا مرفوعة عن قم وأهلها, وسيأتي زمان تكون قم وأهلها حجة على الخلائق, وذلك زمان غيبة قائمنا إلى ظهوره [14]
*العلامة العاشرة الكبرى:
العراق
خروج شخص يقتل الشيعة قبل الظهور.
عن جابر بن زيد الجعفي قال سألت أبا جعفر (الإمام الباقر) عن السفياني فقال: " وأنّي لكم بالسفياني حتى يخرج قبله الشيصباني يخرج بأرض كوفان، ينبع كما ينبع الماء فيقتل وفدكم فتوقعوا بعد ذلك السفياني وخروج القائم [15]
العلامة الحادية عشرة الكبرى:
العراق
ورد في رواية خطبة البيان عن أمير المؤمنين : ألا يا ويل بغداد من الري من موت وقتل وخوف يشمل أهل العراق إذا حل بهم السيف فيقتل ما شاء الله... فعند ذلك يخرج العجم على العرب ويملكون البصرة - [16]
*العلامة الثانية عشرة الكبرى:
آخر حكام الحجاز إسمه عبدالله
عن الإمام الصادق: من يضمن لي موت عبدالله أضمن له القائم (أي ظهور الإمام)، ثم قال: إذا مات عبدالله لم يجتمع الناس بعده على أحد ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله، ويذهب ملك السنين ويصير ملك الشهور والأيام، فقلت: يطول ذلك؟ قال: كلا - [17]
*العلامة الثالثة عشرة الكبرى:
العالم
خوف الناس قبل الظهور من الأوبئة والزلازل والأعاصير
في الحديث عن أمير المؤمنين يشير إلى علامات الظهور (نعم قتل فظيع وموت سريع وطاعون شنيع) - الهداية للحصني ص 31
و عن الإمام الباقر :
" لا يقوم القائم إلا على خوف شديد وطاعون (وباء) قبل ذلك"
*العلامة الرابعة عشرة الكبرى:
الكون
دخول مذنب إلى مدار الأرض فيغير كل الطبيعة الفلكية على الأرض
ذكر نعيم بن حماد عن الوليد قال بلغني أنه قال يطلع نجم من قبل المشرق قبل خروج المهدي، له ذنب يضيء لأهل الأرض كإضاءة القمر ليلة البدر - [18]
*العلامة الخامسة عشرة الكبرى:
القادة
الخراساني هو الذي يسلم الراية إلى الإمام المهدي أو يكون أعلى منصب عند أهل إيران (خراسان) حتى يسلم راية الولاية والقيادة إلى الإمام المهدي.
إذا خرجت خيل السفياني (عدو الإمام المهدي) إلى الكوفة بعث في طلب أهل خراسان، ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي (أي لمبايعته) فيلتقي هو الهاشمي (الخراساني) برايات سود على مقدمته شعيب بن صالح (قائد الجيش) فيلتقي هو وأصحاب السفياني بباب إصطخر (منطقة بجنوب إيران) فيكون بينهم ملحمة عظيمة فتظهر الرايات السود (أي تنتصر) وتهرب خيل السفياني، فعند ذلك يتمنى الناس المهدي (أي لمبايعته كما بايعه الإيرانيون) ويطلبونه. - [19]
ورد في الروايات مواصفات الخرساني كالتالي: 1- سيد هاشمي حسيني. 2- من خراسان. 3- صبيح الوجه. 4- في خده الأيمن خال. 5- في يده اليمنى خال أو خلل (الخال في اللغة علامة ضعف).
العلامة السادسة عشرة الكبرى:
القادة
شعيب بن صالح
عن عمار بن ياسر: المهدي على لوائه شعيب بن صالح. - [20]
وفي رواية أخرى: إن على مقدمة جيش المهدي رجلاً من تميم ضعيف اللحية يقال له شعيب بن صالح.[21]
وعن محمد بن الحنفية: ثم تخرج من خراسان رايات سود قلانسهم سود وثيابهم بيض، على مقدمتهم رجل يقال له شعيب بن صالح من تميم، يهزمون أصحاب السفياني، حتى تنزل ببيت المقدس توطئ للمهدي سلطانه.
أما مواصفاته بحسب الروايات كالتالي: 1- شاب أسمر. 2- خفيف اللحية. 3- نحيل. 4- قائد القوات. 5- صاحب بصيرة ويقين وتصميم لا يلين. 6- رجل حرب من الطراز الأول لا ترد له راية. 7- إنه من أهل الري (طهران).
*العلامة السابعة عشرة الكبرى:
القادة
اليماني
عن الصادق : وليس في الراويات راية أهدى من راية اليماني، هي راية حق لأنه يدعو إلى صاحبكم فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس، وإذا خرج اليماني فانهض إليه، فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار، لأنه يدعو إلى الحق، وإلى صراط مستقيم.[22]
ورد في الروايات أن مواصفاته كالتالي:
1- سيد هاشمي. 2- من نسل الإمام الحسين (أي حسيني). 3- اسمه حسن. 4- يماني (إما أن يكون من اليُمن من قبائل يمنية أو من اليمن والبركة). 5- عالم دين. 6- رايته موالية لراية الخراساني.
*العلامة الثامنة عشرة الكبرى:
السفياني وانقلاب دمشق وأنه سيكون أكبر عدو للإمام المهدي
عن السجاد : إن القائم حتم من الله وأمر السفياني حتم من الله ولا يكون قائم إلا بسفياني.[23]
وعن أمير المؤمنين قال: يخرج ابن آكلة الأكباد (إشارة إلى جدته هند) من الوادي اليابس (سوريا) وهو رجل ربعة (مربوع) وحشي الوجه ضخم الهامة بوجهه أثر جدري، إذا رأيته حسبته أعور اسمه عثمان، وأبوه (عتبة بن أبي سفيان) وهو من ولد أبي سفيان، حتى يأتي أرض قرار ومعين فيستوي على منبرها. [24]
العلامتان التاسعة عشرة والعشرون:
آخر العلامات
الصيحة والنفس الزكية
وعن محمد بن مسلم: ينادي مناد من السماء باسم القائم، فيسمع ما بين المشرق والمغرب، فلا يبقى راقد إلا قام، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه من ذلك الصوت، وهو صوت جبرائيل، الروح الأمين. [25]
وفي رواية يصيح أن الحق مع آل محمد عليهم السلام، وتكون الصيحة في النصف من شهر رمضان، وتقول رواية أخرى إن إبليس يتحير ماذا يفعل بهذه الهزيمة الإعلامية الكبيرة، فينادي في الأرض بنداء مضاد، لكي يربك الناس أن الحق من النصارى، وهذه الصيحة تكون في نفس العام الذي يظهر فيه الإمام.
ومن العلامات التي أشارت إليها الراويات قتل نفس زكية، وإن المهدي لا يخرج حتى تقتل نفس زكية في الكعبة إسمه محمد، وهو حسني النسب أي سيد حسني من نسل الإمام الحسن، والظاهر أنها تكون قبل الظهور بسنة، أو في نفس سنة الظهور وتعتبر هاتان العلامتان من أواخر العلامات قبل الظهور.
فإذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء ومن في الأرض. [26]
المهدي - الحجة - المنتظر - الموعود - القائم
قبله: الحسن العسكري |
أئمة الشيعة الإثناعشرية 868 |
بعده: حتى الآن |