بعد وفاة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، اجتمع كبار الصحابة في سقيفة بني ساعدة لاختيار خليفة للمسلمين نظراً لأن الرسول ترك أمر الخلافة للـشورى بين المسلمين .
السقيفة هي بناء مسقوف واسع، له جدارن من ثلاث جهات والجهة الرابعة - و غالباً هي الجهة الشمالية - مفتوحة، فيها بعض الأعمدة، ترتفع أرضيتها قليلاً عما حولها، وسقفها من جذوع الأشجار وجريد النخل غالباً، ويغطى بالطين ؛ يلتقي فيها أبناء القبيلة لمدارسة أمورهم، أو للترويح والسمر.
كان في المدينة المنورة عدد من السقائف اشهرها سقيفة بني ساعدة بسبب الحدث التاريخي الهام الذي وقع فيها، وهو مبايعة أبي بكر الصديق بالخلافة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
و قد جاء في صحيحي البخاري و مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يوماً مع بعض أصحابه إلى منازل بني ساعدة وجلس في السقيفة وسقاه سهل بن سعد لبناً.
تقع هذه السقيفة في الجهة الشمالية الغربية من المسجد النبوي بين مساكن قبيلة بني ساعدة الخزرجية، و كانت السقيفة داخل مزرعة تتخللها بيوت متفرقة حيث تسكن قبيلة بني ساعدة داخل البساتين المتجاورة، و قد كانت سقيفة بني ساعدة كبيرة بحيث اجتمع فيها عدد كبير من الأنصار ، وأمامها رحبة واسعة تتسع لهذا العدد إن ضاقت عنهم السقيفة نفسها، وكان بقربها بئر لبني ساعدة.
وتحولت هذه السقيفة فيما بعد إلى مبنى، تغيرت أشكاله عبر العصور، و هو الآن حديقة تطل مباشرة على السور الغربي للمسجد النبوي الشريف .