هو أبو القاسم محمد بن علي بن أبي طالب، الهاشمي القرشي من آل البيت، وأمه خولة بنت جعفر الحنفية، فينسب إليها تمييزاً عن أخويه الحسن والحسين، يكنى أبا القاسم،حيث أذن النبي صلى الله عليه وسلم لولد من علي بن أبي طالب أن يسمى باسمه و يكنى بكنيته. ولد في خلافة عمر بن الخطاب سنة إحدى وعشرين للهجرة، وهو أحد الأبطال الأشداء، كان ورعاً واسع العلم ثقة له عدة أحاديث في الصحيحين.
كان قائداً كبيراً من قواد المعارك التي خاضها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في الجمل و صفين حيث حمل الراية وأبلى بلاءً حسناً وكان أبوه يعتمد عليه كثيراً في هذه الحروب رغم صغر سنه . لذا ساعدت هذه المرحلة كثيراً على صقل شخصيته.
توفي في المدينة في المحرم إحدى وثمانين وله ستون سنة. وصلى عليه أبان بن عثمان ودفن بالبقيع.
طلب محمد بن الحنيفية الإمامة عند الإثنا عشرية
توجد رويات عند الطائفة الإثناعشرية تشير إلى أن محمد بن الحنفية وهو ابن علي بن أبي طالب لم يكن على علم بإمامة الإمام زين العابدين ، وهذا أمر يطرحه أهل السنة على أنه كيف علي بن أبي طالب لم يخبر ابنه محمد بأن زين العابدين هو سيكون إماما ، حيث تقول المصادر الشيعية أن محمد بن الحنفية قال لزين العابدين « ثم إلى الحسين عليه السلام وقد قتل أبوك وصلي على روحه ولم يوص ، وأنا عمك وصنو أبيك وولادتي من علي عليه السلام في سني وقديمي أحق بها منك في حداثتك ، فلا تنازعني في الوصية والإمامة ولا تحاجني[1]» ، وقد قام بعض علماء الإثنا عشرية بتصحيح هذ الرواية [2].
رواية فيها الجدال بين محمد بن الحنفية (وهو ابن علي بن أبي طالب) مع زين العابدين (وهو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب)
-
- بعد استشهاد الإمام الحسين في كربلاء وطلب محمد بن الحنفية من زين العابدين أن لا ينازعه الإمامة: «لما قتل الحسين عليه السلام أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين (الامام زين العابدين) عليهما السلام فخلا به ، فقال محمد بن الحنفية له : يا ابن أخي قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله دفع الوصية والإمامة من بعده إلى أمير المؤمنين عليه السلام ثم إلى الحسن عليه السلام ، ثم إلى الحسين عليه السلام وقد قتل أبوك وصلي على روحه ولم يوص ، وأنا عمك وصنو أبيك وولادتي من علي عليه السلام في سني وقديمي أحق بها منك في حداثتك ، فلا تنازعني في الوصية والإمامة ولا تحاجني [3]».
-
- وعظ الامام زين العابدين لمحمد بن الحنفية : «فقال الامام زين العابدين عليه السلام له: يا عم اتق الله ولا تدع ما ليس لك بحق إني أعظك أن تكون من الجاهلين ، إن أبي يا عم صلوات الله عليه أوصى إلي قبل أن يتوجه إلى العراق وعهد إلي في ذلك قبل أن يستشهد بساعة ، وهذا سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله عندي ، فلا تتعرض لهذا ، فإني أخاف عليك نقص العمر وتشتت الحال ، إن الله عز وجل جعل الوصية والإمامة في عقب الحسين عليه السلام فإذا أردت أن تعلم ذلك فانطلق بنا إلى الحجر الأسود حتى نتحاكم إليه ونسأله عن ذلك[4]».
-
- المحاكمة للحجر الأسود : وكان الكلام بينهما بمكة ، فانطلقا حتى أتيا الحجر الأسود ، فقال علي بن الحسين لمحمد بن الحنفية : ابدأ أنت فابتهل إلى الله عز وجل وسله أن ينطق لك الحجر ثم سل ، فابتهل محمد في الدعاء وسأل الله ثم دعا الحجر فلم يجبه ، فقال علي بن الحسين عليهما السلام : يا عم لو كنت وصيا وإماما لأجابك ، قال له محمد بن الحنيفية: فادع الله أنت يا ابن أخي وسله ، فدعا الله علي بن الحسين عليهما السلام بما أراد ثم قال : أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء وميثاق الأوصياء وميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا من الوصي و الامام بعد الحسين بن علي عليه السلام ؟ قال : فتحرك الحجر حتى كاد ان يزول عن موضعه ، ثم أنطقه الله عز وجل بلسان عربي مبين ، فقال : اللهم إن الوصية والإمامة بعد الحسين ابن علي عليهما السلام إلى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله قال : فانصرف محمد بن علي وهو يتولى علي بن الحسين عليه السلام. [5] »
أقوال بعض علماء الإثنا عشرية حول منازعة محمد بن الحنفية للإمامة من زين العابدين
«والخبر بذلك مشهور عند الامامية لانهم رووا أن محمد بن الحنفية نازع علي بن الحسين عليهما السلام في الامامة وادعى أن الامر أفضي إليه بعد أخيه الحسين عليه السلام، فناظره علي بن الحسين عليه السلام واحتج عليه بآي من القرآن كقوله: * (وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض) * وأن هذه الآية جرت في علي بن الحسين عليهما السلام وولده ثم قال له: أحاجك إلى الحجر الاسود، فقال له: كيف تحاجني إلى حجر لا يسمع ولا يجيب، فأعلمه أنه يحكم بينهما فمضيا حتى انتهيا إلى الحجر، فقال علي بن الحسين عليه السلام لمحمد بن الحنفية: تقدم فكلمه فتقدم إليه ووقف حياله وتكلم ثم أمسك، ثم تقدم علي بن الحسين عليه السلام فوضع يده عليه ثم قال: " اللهم إني أسألك باسمك المكتوب في سرادق العظمة " ثم دعا بعد ذلك وقال: لما أنطقت هذا الحجر، ثم قال: " أسألك بالذي جعل فيك مواثيق العباد والشهادة لمن وافاك لما أخبرت لمن الامامة والوصية " فتزعزع الحجر حتى كاد أن يزول، ثم أنطقه الله تعالى، فقال: يا محمد سلم الامامة لعلي بن الحسين، فرجع محمد عن منازعته وسلمها إلى علي بن الحسين عليهما السلام [6] ».
أنظر أيضا
الكيسانية
المصادر والمراجع
- ^ الكافي ج 1 ص 348
- ^ مرآة العقول 4/84
- ^ الكافي ج 1 ص 348
- ^ الكافي ج 1 ص 348
- ^ الكافي ج 1 ص 348
- ^ الغيبة للطوسي ص18 ص19