→ كتـاب الصلاة (مسألة 497 - 504) | ابن حزم - المحلى كتـاب الصلاة (مسألة 505) المؤلف: ابن حزم |
كتـاب الصلاة (مسألة 506 - 510) ← |
كتـاب الصلاة
حكم المساجد
505 - مسألة : الصلاة الوسطى ؟ والصلاة الوسطى : هي العصر ، واختلف الناس في ذلك - : فصح عن زيد بن ثابت ، وأسامة بن زيد : أنها الظهر . وروي أيضا عن أبي سعيد الخدري وروي أيضا عن عائشة أم المؤمنين ، وأبي هريرة ، وابن عمر باختلاف عنهم ؟ وروي أيضا عن جملة من أصحاب النبي ﷺ . وعن أبي موسى الأشعري : أنها الصبح . وعن ابن عباس ، وابن عمر باختلاف عنهما . وعن علي ولم يصح عنه ؟ وهو قول : طاوس ، وعطاء ومجاهد ، وعكرمة ، وهو قول مالك . وعن بعض الصحابة رضي الله عنهم أنها المغرب . ورويناه من طريق قتادة عن سعيد بن المسيب . وقد ذكر بعض العلماء أنه قال : هي العتمة ؟ وذهب الجمهور إلى أنها العصر ؟ واحتج من ذهب إلى أنها الظهر - : بما رويناه عن زيد بن ثابت بإسناد صحيح قال : { كان رسول الله ﷺ يصلي الظهر بالهاجرة ، والناس في قائلتهم وأسواقهم ، ولم يكن يصلي وراء رسول الله ﷺ إلا الصف والصفان ، فأنزل الله تعالى : { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } فقال رسول الله ﷺ : لينتهين أقوام أو لأحرقن بيوتهم } ؟ قال زيد بن ثابت : قبلها : صلاتان وبعدها : صلاتان . قال علي : ليس في هذا بيان جلي بأنها الظهر ؟ واحتج من ذهب إلى أنها المغرب بأن أول الصلوات فرضت الظهر ، فهي الأولى ، وبذلك سميت الأولى ، وبعدها العصر ، صلاتان للنهار ، فالمغرب هي الوسطى ، وبأن بعض الفقهاء لم يجعل لها إلا وقتا واحدا ؟ قال علي : وهذا لا حجة فيه ، لأنها خمس أبدا بالعدد من حيث شئت ، فالثالثة الوسطى ، ومن جعل لها وقتا واحدا فقد أخطأ ، إذ قد صح النص بأن لها وقتين كسائر الصلوات ؟ وما نعلم لمن ذهب إلى أنها : " العتمة " حجة نشتغل بها ؟ واحتج من قال : إنها الصبح بأن قال : إنها تصلى في سواد من الليل وبياض من النهار قال علي : وهذا لا شيء ، لأن المغرب تشاركها في هذه الصفة ، وليس في كونها كذلك بيان بأن إحداهما الصلاة الوسطى . وقالوا : قد صح عن رسول الله ﷺ أنه قال : { من صلى الصبح في جماعة فكأنما قام ليلة ، ومن صلى العشاء الآخرة في جماعة فكأنما قام نصف ليلة } قال علي : ليس في هذا تفضيل لها على الظهر ، ولا على العصر ، ولا على المغرب ، وإنما فيه تفضيلها على العتمة فقط ، وليس في هذا بيان : أنها الصلاة الوسطى . وقد صح عن النبي ﷺ { من فاته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله } وذكروا قول رسول الله ﷺ { تتعاقب فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، يجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر } قال علي : قد شاركها في هذا صلاة العصر ، وليس في هذا بيان بأن إحداهما هي الصلاة الوسطى . وكذلك القول في قوله عليه السلام { : إن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا } . { ومن صلى البردين دخل الجنة } ولا فرق . وذكروا قول الله تعالى : { وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا } وهذا لا بيان فيه بأنها الوسطى ، لأنه تعالى أمر في هذه الآية بغير الصبح كما أمر بصلاة الصبح قال تعالى : { أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا } فالأمر بجميعها سواء . وقد صح أن الملائكة تتعاقب في الصبح والعصر ، فقرآن العصر مشهود كقرآن الفجر ولا فرق . وليس في قوله تعالى : { وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا } دليل أن قرآن غير الفجر من الصلوات ليس مشهودا ، حاشا لله من هذا بل كلها مشهود بلا شك . واحتجوا بأنها أصعب الصلوات على المصلين ، في الشتاء : للبرد ، وفي الصيف : للنوم ، وقصر الليالي . قال علي : وهذا لا دليل فيه أصلا على أنها الوسطى ، والظهر يشتد فيها الحر حتى تكون أصعب الصلوات ، كما قال زيد بن ثابت . قال علي : هذا كل ما احتجوا به ، ليس في شيء منه حجة ، وإنما هي ظنون كاذبة ، وقد قال تعالى : { إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا } وقال عليه السلام : { إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث } ولا يحل الإخبار عن مراد الله تعالى بالظن الكاذب ، معاذ الله من ذلك . وقد قال قوم : نجعل كل صلاة هي الوسطى قال علي : وهذا لا يجوز ، لأن الله تعالى خص بهذه الصفة صلاة واحدة ، فلا يحل حملها على أكثر من واحدة ، ولا على غير التي أراد الله تعالى بها ، فيكون من فعل ذلك بعد قيام الحجة عليه كاذبا على الله تعالى . قال علي : فوجب طلب مراد الله تعالى بالصلاة الوسطى من بيان رسول الله ﷺ لا من غيره . قال تعالى : { لتبين للناس ما نزل إليهم } فنظرنا في ذلك - : فوجدنا ما حدثناه عبد الرحمن بن عبد الله ثنا إبراهيم بن أحمد ثنا الفربري ثنا البخاري ثنا عبد الله بن محمد هو المسندي وعبد الرحمن ثنا يحيى بن سعيد هو القطان . وقال المسندي : ثنا يزيد ، ثم اتفق يزيد ويحيى قالا : أنا هشام هو ابن حسان - عن محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني عن علي قال : { قال رسول الله ﷺ يوم الخندق : شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس ، ملأ الله قبورهم وبيوتهم - أو أجوافهم - نارا } . حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا أحمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا أحمد بن محمد ثنا أحمد بن علي ثنا مسلم بن الحجاج ثنا محمد بن المثنى ثنا محمد بن جعفر وابن أبي عدي قالا : ثنا شعبة قال : سمعت قتادة عن أبي حسان هو مسلم الأجرد - عن عبيدة السلماني عن علي قال : { قال رسول الله ﷺ يوم الأحزاب : شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى آبت الشمس ، ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا } هذا لفظ ابن أبي عدي ، ولفظ محمد بن جعفر { قبورهم أو بيوتهم أو بطونهم نارا } . حدثنا يحيى بن عبد الرحمن بن مسعود ثنا أحمد بن دحيم ثنا إبراهيم بن حماد ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان الثوري ، عن عاصم بن أبي النجود عن { زر بن حبيش قال : قلت لعبيدة : سل عليا عن الصلاة الوسطى فسأله ، فقال : كنا نراها صلاة الفجر ، حتى سمعت رسول الله ﷺ يقول يوم الأحزاب : شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ، ملأ الله قلوبهم وأجوافهم أو بيوتهم نارا . } قال علي : وقد رويناه أيضا من طريق حماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة عن زر عن علي بن أبي طالب عن النبي ﷺ . ورويناه أيضا من طريق مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأبي كريب قالوا : ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي الضحى عن شتير بن شكل عن علي عن النبي ﷺ . وشتير تابعي ثقة ، وأبوه أحد الصحابة ، وقد سمعه شتير من علي . ورويناه أيضا من طرق . فهذه آثار متظاهرة لا يسع الخروج عنها ، وهو قول جماعة من السلف ، كما نذكر بعد هذا إن شاء الله تعالى - : قال علي : فتعلل بعض المخالفين بأن ذكروا ما رويناه من طريق ابن جريج عن نافع : أن حفصة أم المؤمنين كتبت بخط يدها في مصحفها حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر - وقوموا لله قانتين وبما رويناه عن عبد الرزاق عن داود بن قيس عن عبد الله بن رافع : أن أم سلمة أم المؤمنين أمرته أن ينسخ لها مصحفا ، وأمرته أن يكتب فيه إذا بلغ إلى هذا المكان حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين . وعن مالك عن زيد بن أسلم عن القعقاع بن حكيم عن أبي يونس مولى عائشة أم المؤمنين أنها أملت عليه في مصحف كتبه لها : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر - وقوموا لله قانتين وقالت : " سمعتها من رسول الله ﷺ " . وعن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه { : كان في مصحف عائشة أم المؤمنين : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى - وصلاة العصر - وقوموا لله قانتين } . وعن يحيى بن سعيد القطان عن شعبة عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم سمعت ابن عباس يقول : " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر " وعن إسرائيل عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : كان أبي بن كعب يقرؤها : على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر . قالوا : فدل هذا على أنها ليست صلاة العصر ؟ قال علي : هذا اعتراض في غاية الفساد ، لأنه كله ليس منه عن رسول الله ﷺ شيء ، وإنما هو موقوف على حفصة ، وأم سلمة ، وعائشة : أمهات المؤمنين - وابن عباس ، وأبي بن كعب ، حاشا رواية عائشة فقط . ولا يجوز أن يعارض نص كلام رسول الله ﷺ بكلام غيره ؟ فإن وهنوا تلك الروايات قيل لهم : هذه الروايات هي الواهية وهذا كله لا يجوز ؟ ثم نقول لهم : من العجب احتجاجكم بهذه الزيادة التي أنتم مجمعون معنا على أنها لا يحل لأحد أن يقرأ بها ، ولا أن يكتبها في مصحفه ، وفي هذا بيان أنها روايات لا تقوم بها حجة وكل ما كان عمن دون رسول الله ﷺ فلا حجة فيه ، لأن الله تعالى لم يأمر عند التنازع بالرد إلى أحد غير كتابه وسنة رسوله ﷺ لا إلى غيرهما فقد عصى الله تعالى ، وخالف أمره ، فهذا برهان كاف ثم آخر ، وهو : أن الرواية قد تعارضت عن هؤلاء الصحابة المذكورين - : على أن نسلم لكم كل ما تريدون في معنى هذه اللفظة الزائدة التي في هذه - الآثار - وهي أننا روينا خبر أم سلمة من طريق وكيع عن داود بن قيس عن عبد الله بن رافع : أن أم سلمة أم المؤمنين كتبت مصحفا فقالت : اكتب " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر هكذا بلا واو ؟ وأما خبر ابن عباس فرويناه من طريق وكيع عن شعبة عن أبي إسحاق السبيعي عن هبيرة بن يريم قال : سمعت ابن عباس يقول : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر - هكذا بلا واو ؟ فاختلف وكيع ، وعبد الرزاق على داود بن قيس في حديث أم سلمة . واختلف وكيع ، ويحيى على شعبة في حديث ابن عباس ، وليس وكيع دون يحيى ولا دون عبد الرزاق ؟ وأما خبر أبي بن كعب فرويناه من طريق إسماعيل بن إسحاق عن محمد بن أبي بكر عن مجلوب أبي جعفر عن خالد الحذاء عن أبي قلابة قال : في قراءة أبي بن كعب صلاة الوسطى صلاة العصر فليست هذه الرواية دون الأولى ، فقد اختلف على أبي بن كعب أيضا ؟ وأما خبر عائشة فإننا روينا من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن أبي سهل محمد بن عمرو الأنصاري عن محمد بن أبي بكر عن عائشة أم المؤمنين قالت : الصلاة الوسطى صلاة العصر ؟ فهذه أصح رواية عن عائشة أبو سهل محمد بن عمرو الأنصاري ثقة - روى عنه ابن مهدي ، ووكيع ، ومعمر ، وعبد الله بن المبارك ، وغيرهم . فبطل التعلق بشيء مما ذكرنا قبل ، إذ ليس بعض ما روي عن هؤلاء المذكورين بأولى من بعض ، والواجب الرجوع إلى ما صح عن رسول الله ﷺ في ذلك ، وقد ذكرنا أنه لم يصح عنه عليه السلام إلا أن الصلاة الوسطى : صلاة العصر ؟ فإن قيل : فكيف تصنعون أنتم في هذه الروايات التي أوردت عن حفصة ، وعائشة ، وأم سلمة ، وأبي ، وابن عباس - : التي فيها " وصلاة العصر " والتي فيها " صلاة العصر " عنهم " بلا واو " حاشا حفصة وكيف تقولون في القراءة بهذه الزيادة ، وهي لا تحل القراءة بها اليوم ؟ فجوابنا وبالله تعالى التوفيق : أن الذي يظن من اختلاف الرواية في ذلك فليس اختلافا ، بل المعنى في ذلك مع " الواو " ومع إسقاطها سواء ، وهو أنها تعطف الصفة على الصفة ، لا يجوز غير ذلك . كما قال الله تعالى : { ولكن رسول الله وخاتم النبيين } فرسول الله ﷺ هو خاتم النبيين . وكما تقول : أكرم إخوانك ، وأبا زيد الكريم والحسيب أخا محمد فأبو زيد هو الحسيب ، وهو أخو محمد . فقوله " وصلاة العصر " بيان للصلاة الوسطى فهي الوسطى وهي صلاة العصر . وأما قوله عليه السلام { شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر } فلا يحتمل تأويلا أصلا ، فوجب بذلك حمل قوله عليه السلام { والصلاة الوسطى وصلاة العصر } على أنها عطف صفة على صفة ولا بد ويبين أيضا صحة هذا التأويل عنهم ما قد أوردناه عنهم أنفسهم من قولهم " والصلاة الوسطى صلاة العصر " . وصحت الرواية عن عائشة بأنها العصر ، وهي التي روت نزول الآية فيها " وصلاة العصر " فصح أنها عرفت أنها صفة لصلاة العصر ، وهي سمعت النبي ﷺ يتلوها كذلك ، وبهذا ارتفع الاضطراب عنهم ، وتتفق أقوالهم ، ويصح كل ما روي عن رسول الله ﷺ في ذلك ، وينتفي عنه الاختلاف ، وحاشا لله أن يأتي اضطراب عن رسول الله ﷺ . ومن أبى من هذا لم يحصل على ما يريد ، ووجب الاضطراب في الرواية عنهم ولم يكن بعض ذلك أولى من بعض ، ووجب سقوط الروايتين معا ، وصح ما جاء في ذلك عن النبي ﷺ وبطل الاعتراض عليه بروايات اضطرب على أصحابها بما يحتمل التأويل مما يدعيه المخالف ، وبما لا يحتمل التأويل مما يوافق قولنا ، ولله الحمد . وأما القراءة بهذه الزيادة فلا تحل ، ومعاذ الله أن تزيد أمهات المؤمنين ، وأبي ، وابن عباس في القرآن ما ليس فيه ؟ والقول في هذا : هو أن تلك اللفظة كانت منزلة ثم نسخ لفظها - : كما حدثنا حمام ثنا ابن مفرج ثنا ابن الأعرابي ثنا الدبري ثنا عبد الرزاق ثنا ابن جريج أخبرني عبد الملك بن عبد الرحمن عن أمه { أم حميد بنت عبد الرحمن قالت : سألت عائشة أم المؤمنين عن الصلاة الوسطى ؟ فقالت : كنا نقرؤها في الحرف الأول على عهد رسول الله ﷺ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى - وصلاة العصر وقوموا لله قانتين } حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا أحمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا أحمد بن محمد ثنا أحمد بن علي ثنا مسلم بن الحجاج ثنا إسحاق بن إبراهيم هو ابن راهويه - أنا يحيى بن آدم ثنا الفضيل بن مرزوق عن شقيق بن عقبة عن البراء بن عازب قال " نزلت هذه الآية : حافظوا على الصلوات وصلاة العصر فقرأناها ما شاء الله ، ثم نسخها الله تعالى فنزلت : { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } فقال رجل كان جالسا عند شقيق له : هي إذن صلاة العصر ، فقال البراء : قد أخبرتك كيف نزلت ؟ وكيف نسخها الله ؟ والله أعلم " قال علي : فصح نسخ هذه اللفظة ، وبقي حكمها كآية الرجم ، وبالله تعالى التوفيق . وقد يثبتها من ذكرنا من أمهات المؤمنين على معنى التفسير والله أعلم ؟ قال علي : وقال بهذا من السلف طائفة - : كما روينا من طريق يحيى بن سعيد القطان عن سليمان التيمي عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة أنه قال : الصلاة الوسطى صلاة العصر . ومن طريق إسماعيل بن إسحاق ثنا علي بن عبد الله هو ابن المديني ثنا بشر بن المفضل ثنا عبد الله بن عثمان عن عبد الرحمن بن نافع : أن أبا هريرة سئل عن الصلاة الوسطى فقال للذي سأله : ألست تقرأ القرآن ؟ قال : بلى ، قال : فإني سأقرأ عليك بهذا القرآن حتى تفهمها ، قال الله تعالى : { أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل } المغرب . وقال : { من بعد صلاة العشاء } العتمة . وقال : { وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا } الغداة . ثم قال : { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } هي العصر ، هي العصر . وعن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه : أنه كان يرى الصلاة الوسطى : صلاة العصر . وعن يحيى بن سعيد القطان عن سليمان التيمي عن قتادة عن أبي أيوب هو يحيى بن يزيد المراغي عن عائشة أم المؤمنين قالت : الصلاة الوسطى صلاة العصر . وعن القاسم بن محمد عنها مثل ذلك ؟ وعن سفيان بن عيينة عن مسعر بن كدام عن سلمة بن كهيل عن أبي الأحوص عن علي بن أبي طالب في الصلاة الوسطى ؟ قال : هي التي فرط فيها ابن داود يعني صلاة العصر . وعن يحيى بن سعيد القطان عن أبي حيان يحيى بن سعيد التيمي حدثني أبي : أن سائلا سأل عليا : أي الصلوات يا أمير المؤمنين الوسطى ؟ وقد نادى مناديه العصر ، فقال : هي هذه ؟ . قال علي : لا يصح عن علي ولا عن عائشة : غير هذا أصلا . وقد روينا قبل عن أم سلمة أم المؤمنين ، وابن عباس ، وأبي بن كعب وروي أيضا عن أبي أيوب الأنصاري . وعن يونس بن عبيد عن الحسن البصري قال : الصلاة الوسطى : صلاة العصر ؟ وعن أبي هلال عن قتادة قال : الصلاة الوسطى : صلاة العصر وعن معمر عن الزهري قال : الصلاة الوسطى : صلاة العصر وعن معمر عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني قال : الصلاة الوسطى : صلاة العصر وهو قول سفيان الثوري ، وأبي حنيفة ، والشافعي ، وأحمد بن حنبل ، وداود ، وجميع أصحابهم ، وهو قول إسحاق بن راهويه وجمهور أصحاب الحديث . وقد رويناه أيضا مسندا إلى النبي ﷺ من طريق ابن مسعود وسمرة .