النهاية
و قد انتهينا إلى هذا الموضع من كتابنا هذا، وأخبرنا بأخلاق الملوك في أنفسها وما يجب على رعاياها لها، بقدر وسع طاقتنا، فلنختم كتابنا هذا بذكر من بعثنا على نظمه، وكان مفتاحاً لتأليفه وجمعه.
ولنقل إنا لم نر في صدر هذه الدولة المباركة العباسية، ولا في تاريخها وأيامها إلى هذه الغاية، فتىً اجتمعت له فضائل الملوك وآدابها ومكارمها ومناقبها، فحاز الولاء من هاشمٍ والخصيص من خلفاء بني العباس الطيبين، والتبني من المعتصم بالله، وإخوته الأبرار من أئمة المؤمنين، وورثة خاتم النبيين، عدا الأمير الفتح بن خاقان، مولى أمير المؤمنين.
فلتهنئة هذه النعمة المهداة! وبارك له واهبها، وزاده إليها الدأب عليها حتى يبلغ به ارفع يفاعها، وأسنى ذروتها، وأعلى درجاتها، في طول من العمر، وسلامةٍ من عوادي الزمان وغيره، ونكباته وعثراته، فإنه رحيم كريم!