خبر المباهلة
وقال عبد الغني بن سعيد: حدثنا موسى بن عبد الرحمن، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، وعن مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس: أن ثمانية من أساقفة نجران قدموا على رسول الله ﷺ، منهم العاقب والسيد فأنزل الله تعالى:
(فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم) الآية، فقالوا: أخرنا ثلاثة أيام، فذهبوا إلى بني قريظة والنضير وبني قينقاع، فاستشاروهم فأشاروا عليهم أن يصالحوه ولا يلاعنوه، وهو النبي الذي يجده في التوراة والإنجيل، فصالحوا النبي ﷺ على ألف حلة في صفر، وألف حلة في رجب ودراهم.
وقال يونس بن بكير: عن قيس بن الربيع، عن يونس بن أبي سالم، عن عكرمة: أن ناسا من أهل الكتاب آمنوا بمحمد ﷺ قبل أن يبعث، فلما بعث كفروا به، فذلك قوله تعالى: (وأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون).
وقال ابن سعد: حدثنا محمد بن سعد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب الزمعي، عن سهل مولى عثمة، أنه كان نصرانيا، وكان يتيما في حجر عمه، وكان يقرأ الإنجيل قال: فأخذت مصحفا لعمي فقرأته، حتى مرت بي ورقة أنكرت كثافتها، فإذا هي ملصقة ففتقتها، فوجدت فيها نعت محمد ﷺ: أنه لا قصير ولا طويل، أبيض بين كتفيه خاتم النبوة، يكثر الاحتباء، ولا يقبل الصدقة، ويركب الحمار والبعير، ويحتلب الشاة، ويلبس قميصا مرقعا، وهو من ذرية إسماعيل، اسمه: أحمد: قال فجاء عمي فرأى الورقة فضربني، وقال: مالك وفتح هذه الورقة؟ فقلت: فيها نعت النبي أحمد، فقال: إنه لم يأت بعد.
وقال وهب: «أوحى الله إلى شعيا أني مبتعث نبيا أفتح به آذانا صما وقلوبا غلفا، أجعل السكينة لباسه، والبر شعاره، والتقوى ضميره، والحكمة معقولة، والوفاء والصدق طبيعته، والعفو والمغفرة والمعروف خلقه، والعدل سيرته، والحق شريعته، والهدى أمامه، والإسلام ملته، وأحمد اسمه، أهدي به بعد الضلالة، وأعلم به بعد الجهالة، وأكثر به بعد القلة، وأجمع به بعد الفرقة، وأولف به بين قلوب مختلفة وأهواء متشتتة وأمم مختلفة، وأجعل أمته خير أمة، وهم رعاة الشمس، طوبى لتلك القلوب».
وذكر ابن أبي الدنيا من حديث عثمان بن عبد الرحمن: أن رجلا من أهل الشام من النصارى قدم مكة، فأتى على نسوة قد اجتمعن في يوم عيد من أعيادهم، وقد غاب أزواجهن في بعض أمورهم فقال: يانساء تيماء: إنه سيكون فيكم نبي يقال له: أحمد، أيتما امرأة منكن استطاعت أن تكون له فراشا فلتفعل، فحفظت خديجة حديثه.