→ المجمع الخامس | هداية الحيارى المؤلف: ابن القيم |
المجمع السابع ← |
المجمع السادس
ثم كان لهم بعد هذا مجمع سادس في مدينة خلقدون، فإنه لما مات الملك ولي بعده مرقيون فاجتمع إليه الأساقفة من سائر البلاد فأعلموه ما كان من ظلم ذلك المجمع وقلة الإنصاف وأن مقالة أوطيسوس قد غلبت على الناس وأفسدت دين النصرانية.
فأمر الملك باستحضار سائر البتاركة والمطارنة والأساقفة إلى مدينة خلقدون، فاجتمع فيها ستمائة وثلاثون أسقفا، فنظروا في مقالة أوطيسوس وبترك الإسكندرية الذي قطع جميع البتاركة، فأفسد الجميع مقالتهما ولعنوهما، وأثبتوا أن المسيح إله وإنسان، في المكان مع الله باللاهوت، وفي المكان معنا بالناسوت، يعرف بطبيعتين، تام باللاهوت وتام بالناسوت، ومسيح واحد، وثبتوا أقوال الثلاثمائة وثمانية عشر أسقفا وقبلوا قولهم بأن الابن مع الله في المكان نور من نور، إله حق من إله حق، ولعنوا أريوس. وقالوا إن روح القدس إله، وإن الأب والابن وروح القدس واحد بطبيعة واحدة وأقانيم ثلاثة، وثبتوا قول المجمع الثالث في مدينة أفسيس، أعني المائتي أسقف على نسطورس، وقالوا إن مريم العذراء ولدت إلها، ربنا يسوع المسيح، الذي هو مع الله بالطبيعة ومع الناسوت بالطبيعة. وشهدوا أن للمسيح طبيعتين وأقنوما واحدا، ولعنوا نسطورس وبترك الإسكندرية، ولعنوا المجمع الثاني الذي كان بأفسيس، ثم المجمع الثالث، المائتي أسقف بمدينة أفسيس أول مرة، ولعنوا نسطورس. وبين نسطورس إلى مجمع خلقدون أحد وعشرون سنة، فانفض هذا المجمع وقد لعنوا من مقدميهم وأساقفتهم من ذكرنا، وكفروهم وتبرؤا منهم ومن قال مقالاتهم.