→ الأذان | سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فرض صيام شهر رمضان وزكاة الفطر محمد رشيد رضا |
فريضة الزكاة ← |
لما نقل العرب أسماء الشهور عن اللغة القديمة، سمّوها بالأزمنة التي هي فيها، فوافق رمضان أيام رمض الحر أي شدته وقد نزل فرض صيام شهر رمضان بعدما صرفت القبلة في شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من هجرة رسول الله ﷺ قال تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصّيَامُ} (البقرة: 183) الآية، وقال عزّ وجل: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (البقرة: 185)، فأثبت صيامه على المقيم الصحيح ورخص فيه للمريض والمسافر وأثبت الإطعام للكبير الذي لا يستطيع الصيام.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كانت عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله ﷺ يصومه موافقة لهم ولم يأمر أحدا من أصحابه بصيامه، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان كان رمضان هو الفريضة وترك عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه»، وكان يهود المدينة يصومونه ويعظمونه لأن الله أنجى فيه موسى وقومه من الغرق وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرا لله وصامه رسول الله وأمر بصيامه قائلا: «نحن أحق بموسى منكم»، وفي رواية: «أنا أولى بموسى»، ويوم عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم.
وركن الصيام الإمساك عن المفطرات وأمر في هذه السنة بزكاة الفطر وذلك قبل أن تفرض الزكاة في الأموال وكان يخطب رسول الله ﷺ قبل الفطر بيومين فيأمر بإخراجها قبل أن يذهب إلى المصلى وأقام رسول الله ﷺ بالمدينة عشر سنين يضحي في كل عام، وكان يضحّي بكبشين سمينين أقرنين أملحين أحدهما عن أمته والآخر عن نفسه وآله، فيأكل هو وأهله منهما ويطعم المساكين.