→ زيد بن حارثة وإسلامه | سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الدعوة إلى الإسلام خفية محمد رشيد رضا |
الرد على مستر مرجوليوث ← |
بعد أن نزلت سورة: «يا أيها المدثر» أخذ رسول الله ﷺ يدعو الناس إلى الله تعالى وتتابع الوحي، ونزول هذه السورة ابتداء رسالته ﷺ فهي متأخرة عن نبوته، وصار عليه الصلاة والسلام يدعو الناس إلى الإسلام خفية ثلاث سنين لعدم الأمر بالإظهار إلى أن أُمر بإظهار الدعوة وكان من أسلم إذا أراد الصلاة ذهب إلى بعض الشعاب ليستخفي بصلاته من المشركين حتى اطلع نفر من المشركين على سعد بن أبي وقاص وهو في نفرٍ من المسلمين يصلون في بعض الشعاب فناكروهم وعابوا ما يصنعون وقاتلوهم فضرب سعد رجلا منهم فشجه وهو أول دم أهريق في الإسلام، فعند ذلك خل رسول الله ﷺ هو وأصحابه دار الأرقم مستخفين بصلاتهم وعبادتهم إلى أن أمره الله تعالى بإظهار الدين، ودار الأرقم هي دار للأرقم بن أبي الأرقم من السابقين في الإسلام وهي في أصل الصفا.
وقد أسلم من الصحابة بدعاء أبي بكر: عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن ابن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله فجاء إلى رسول الله ﷺ حين استجابوا له فأسلموا وصلوا وهنا يجب أن نذكر شيئا عنهم لرفعة شأنهم.
1 - فعثمان بن عفان هو الخليفة الثالث، هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة ويقال له: ذو النورين لأنه تزوج بنتي رسول الله ﷺ رقية ثم أم كلثوم بعد وفاة رقية، ولد في السنة السادسة بعد الفيل وقتل شهيدا يوم الجمعة لثمان عشرة خلون من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وهو ابن 82 سنة وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة، وفي زمنه كانت غزوة الإسكندرية ثم سابور ثم إفريقية ثم قبرس وإصطخر الآخرة وفارس الأولى ثم خوز وفارس الآخرة ثم طبرستان ودار بجرد وكرمان وسجستان ثم الأساودة في البحر وغيرهن ثم مرو.
وكان رضي الله عنه حسن الوجه، رقيق البشرة، كث اللحية، أسمر كثير الشعر، بين الطويل والقصير وكان محببا من قريش.
2 - الزبير بن العوام أمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله ﷺ فهو ابن عمة رسول الله ﷺ وابن أخي خديجة بنت خويلد زوجة النبي، وكان عمره حين أسلم اثنتي عشرة سنة، وهو أحد الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة في أحدهم: عثمان وعليّ وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف، هاجر الزبير إلى الحبشة ثم إلى المدينة وهو أول من سلّ سيفا في سبيل الله، شهد بدرا وأُحدا والخندق والحديبية وخيبر وفتح مكة وحصار الطائف والمشاهد كلها مع رسول الله ﷺ وشهد اليرموك وفتح مصر، وكان أسمر ربعة معتدل اللحم خفيف اللحية، وكان الزبير يوم الجمل قد ترك القتال وانصرف فلحقه جماعة من الغوغاء فقتلوه بوادي السباع بناحية البصرة وقبره هناك، قتل في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وكان عمره حينئذ سبعا وستين، وقيل: ستا وستين سنة.
3 - عبد الرحمن بن عوف ولد بعد الفيل بعشر سنين قبل دخول رسول الله دار الأرقم، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأحد الستة الذين هم أهل الشورى الذين أوصى إليهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالخلافة، وجرح يوم أُحُد إحدى وعشرين جراحة وجرح في رجله وسقطت ثنيتاه، وكان كثير الإنفاق في سبيل الله، أعتق في يوم واحدا وثلاثين عبدا، وكان كثير المال محظوظا في التجارة، غنيا، وكان أبيض مشربا بحمرة، حسن الوجه، رقيق البشرة، أعين، أهدب الأشفار، أقنى له جمة ضخم الكفين غليظ الأصابع لا تغير بشعره، توفي سنة ثنتين وثلاثين وهو ابن ثنتين وسبعين ودفن بالبقيع.
4 - سعد بن أبي وقاص - وكان عمره حين أسلم تسع عشرة سنة وهو أحد العشرة وأحد الستة أصحاب الشورى وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله وأول من أراق دما في سبيل الله، هاجر إلى المدينة قبل قدوم رسول الله ﷺ إليها، شهد مع رسول الله بدرا وأُحُدا والخندق وسائر المشاهد وكان يقال له فارس الإسلام، وأبلى يوم أُحد بلاءً شديدا وكان مجاب الدعوة، استعمله عمر بن الخطاب على الجيوش التي بعثها إلى بلاد فارس، وكان أمير الجيش الذي هزم الفرس بالقادسية وبجلولاء وغنمهم وفتح مدائن كسرى وبنى الكوفة وولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه العراق، ورمى سعد يوم أُحُد ألف سهم، ولما قتل عثمان رضي الله عنه اعتزل سعد الفتن فلم يقاتل في شيء من تلك الحروب، توفي سنة خمس وخمسين بقصره بالعقيق على عشرة أميال من المدينة ودفن بالبقيع وكان آدم طوالا ذا هامة.
5 - طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة وأحد الستة أصحاب الشورى وسماه رسول الله ﷺ طلحة الخير وطلحة الجود وهو من المهاجرين الأولين لم يشهد بدرا وشهد أُحُدا وما بعدها من المشاهد: قتل يوم الجمل لعشر خلون من جمادى الأولى سنة ست وثلاثين، وكان عمره أربعا وستين سنة وقبره بالبصرة مشهور يُزار ويُتبرك به.
هذا جزء يسير من تراجم الخمسة الذين أسلموا بدعاء أبي بكر، وهم من الرجال الذين ذاع صيتهم في الإسلام لما قاموا به من جلائل الأعمال، وقد أسلم بعد هؤلاء: أبو عبيدة الجراح واسمه عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر، وأبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد، والأرقم بن أبي الأرقم، وعثمان بن مظعون وأخواه قدامة وعبد الله ابنا مظعون، وعبيدة بن الحارث وسعيد بن زيد وامرأته فاطمة بنت الخطاب وأسماء بنت أبي بكر وعائشة بنت أبي بكر وهي صغيرة وخباب بن الأرتّ حليف بني زهرة وعمير بن أبي وقاص أخو سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود ومسعود بن القاري وهو مسعود بن ربيعة وسليط بن عمرو وأخوه حاطب بن عمر وعيَّاش بن أبي ربيعة بن المغيرة وامرأته أسماء بنت سلامة وخنيس بن حذافة بن قيس وعامر بن ربيعة وعبد الله بن جحش وأخوه أبو أحمد بن جحش وجعفر بن أبي طالب وامرأته أسماء بنت عُمَيس وحاطب ابن الحارث وغيرهم.