→ ما عرضته قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم | سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حماقة أبي جهل محمد رشيد رضا |
قريش تمتحن رسول الله صلى الله عليه وسلم ← |
لما عاد رسول الله آسفا من عناد قومه وتشبّثهم بالكفر قال أبو جهل: يا معشر قريش إن محمدا قد أبى إلا ما ترون من عيب ديننا وشتم آبائنا وتسفيه آلهتنا، وإني أعاهد الله لأجلسن له غدا بحجر ما أطيق حمله فإذا سجد في صلاته فضخت به رأسه. ومن هذا تظهر عداوة أبي جهل للنبي ﷺ وهذه العداوة أخرجته عن حد العقل فأخذ يسلك سلوك الجهال ولكن الله سبحانه وتعالى أنقذ النبي من شره ونجّاه من غدره.
كان أبو جهل فرعون هذه الأمة اسمه عمرو بن هشام، قتل يوم بدر كافرا وكانت بدر في السنة الثانية من الهجرة، قتله عمرو بن الجموح وابن عفراء الأنصاريان، وكانا حدثين وحديثهما في الصحيح مشهور، وفي كتب السنن أن رسول الله ﷺ حين رآه مقتولا قال: «قُتل فرعون هذه الأمة» وقد كان سيّىء الخلق فظّا غليظ القلب، فمن ذلك أنه ظلم تاجرا قدم من زبيد بثلاثة أجمال حسان فسامها منه أبو جهل بثلث أثمانها ثم لم يسمها لأجله سائم فأكسد عليه سلعته ولم ينصفه غير رسول الله لأنه ساومه حتى ألحقه برضاه وأخذها رسول الله فباع جملين بالثمن وأفضل بعيرا باعه وأعطى أرامل بني عبد المطلب ثمنه، وكان وصيا على يتيم فأكل ماله وطرده فاستعان اليتيم بالنبي ﷺ فمشى معه ورد إليه ماله منه.
وابتاع من شخص يقال له الأراشي أجمالا بأثمانها فلما استعان الرجل برسول الله وذكر له أنه غريب وابن سبيل وأن أبا جهل غلبه على حقه قام معه إلى أبي جهل وضرب عليه بابه فقال: من هذا؟ قال: «محمد»، فخرج إليه وقد امتقع لونه، فقال: «أعط هذا الرجل حقه»، فامتلأ رعبا وأعطى الرجل حقه، هذا هو أبو جهل وهذا شيء من غلظته وجوره وهضمه للحقوق.
وفي كتاب «قاموس الإسلام» الطبعة الثانية سنة 1896 ص 8: «إن أبا جهل كان فخورا فاجرا». Dictionary of Islam. 2nd edition. (1896), Page 8.