→ تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش | سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم غزوة المريسيع أو غزوة بني المصطلق محمد رشيد رضا |
قتل هشام بن صبابة ← |
المُرَيْسيع: ماء لبني خزاعة وتسمى هذه الغزوة غزوة بني المصطلق وهم بطن من خزاعة، وكانت في شعبان سنة خمس من الهجرة (ديسمبر سنة 626 م) وسببها أن الحارث بن ضرار الخزاعي كان قد جمع الجموع لمحاربة النبي ﷺ فخرج رسول الله ﷺ وخرج معه كثير من المنافقين لم يخرجوا في غزوة قط مثلها وكان معه ثلاثون من الخيل، عشرة للمهاجرين وعشرون للأنصار واستعمل على المدينة زيد بن حارثة مولاه وقيل: أبا ذر الغفاري، وخرجت معه عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما، وقَتَل رسول الله ﷺ جاسوسا للمشركين وبلغ عليه السلام المُرَيْسيع من ناحية قديد إلى الساحل وصف أصحابه للقتال ودفع راية المهاجرين لأبي بكر رضي الله عنه وراية الأنصار لسعد بن عبادة، وحمل المسلمون على المشركين فقتلوا عشرة وأسروا باقيهم وكانوا أكثر من سبعمائة، وسبوا الرجال والنساء والذرية وساقوا النعم والشاء ولم يقتل من المسلمين إلا رجل واحد وهو هشام بن صبابة وقد قتل خطأ، أصابه رجل من الأنصار من رهط عبادة بن الصامت وهو يرى أنه من العدو.
وكان من جملة السبي: جُوَيرية بنت الحارث بن أبي ضرار رئيس بني المصطلق، وكانت تحت مسافع ابن صفوان قتل في هذه الغزوة وكان اسمها برة فسماها رسول الله جُويرية، وعن عائشة قالت: لما قسم رسول الله ﷺ سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن شماس أو لابن عم له فكاتبته على نفسها وكانت امرأة حلوة مُلاّحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله ﷺ تستعينه في كتابتها، قالت عائشة: فوالله ما هو إلا أن رأيتها فكرهتها وقلت: يرى منها ما قد رأيت، فلما دخلت على رسول الله ﷺ قالت: يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك، وقد كاتبت على نفسي فأعني على كتابتي، فقال رسول الله ﷺ «أو خير من ذلك أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك». فقالت: نعم، ففعل رسول الله ﷺ فبلغ الناس أنه زوجها فقال أصهار رسول الله ﷺ فأرسلوا ما كان في أيديهم من بني المصطلق، فلقد أعتق بها مائة من أهل بيت بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة منها على قومها، ولما تزوجها رسول الله ﷺ حجبها وقَسم لها، وكانت حين تزوجها رسول الله ﷺ بنت عشرين سنة وتوفيت سنة خمسين وهي بنت خمس وستين سنة، وبسبب زواجها هدى الله أكثر بني المصطلق إلى الإسلام، ثم أسلم الحارث، ومن هنا تظهر حكمة رسول الله ﷺ في زواجها.