هذا المقال يتناول شخصية الزهراء منظور شيعي المقال الرئيسي فاطمة بنت محمد
فاطمة الزهراء بنت رسول الله. أمها خديجة بنت خويلد طبقا للروايات الشيعية ولدت يوم الجمعة في العشرين من جمادى الآخرة في السنة الخامسة بعد البعثة النبوية بعد حادثة الإسراء والمعراج بثلاث سنين، زوجها هو علي بن أبي طالب. وتملك الزهراء مكانة خاصة جدا عند طوائف الشيعة عموما حيث أنها أم الأئمة.
فهرس
|
تروي الروايات الشيعية ان مولد فاطمة لم يكن مولدا عاديا فهم يروون ان النبي عندما أكل من ثمار الجنة في المعراج أصبحت فاطمة في صلبه وعندما عاد وواقع زوجته السيدة خديجة حملت بفاطمة ولذلك يلقبونها بالحوراء الإنسية، فهم يعتبرون أن الزهراء لها شأن عند الله يفوق كل نساء العالم بل أنها أفضل من مريم بنت عمران على سبيل المثال مع أنهم يؤمنون ايضا ان مريم من أفضل نساء العالمين وأتقاهن[1]
ومن روايات مولدها ايضا أنها كانت تؤنس أمها في حملها وتتحدث معها وتسري عنها
تذكر الروايات الشيعية أن أفضل نساء العالمين (طبقا للمنظور الإسلامي) أتين لتوليد خديجة من العالم الآخر تكريما للزهراء فيروى ـ عن خديجة قالت: لما حملت بفاطمة حملت حملا خفيفا وتحدثني في بطني، فلما قربت ولادتها دخل علي أربع نسوة عليهن من الجمال والنور ما لايوصف، فقالت إحداهن: أنا أمك حواء، وقالت الأخرى: أنا آسيا بنت مزاحم، وقالت الأخرى: أنا كلثم أخت موسى، وقالت الأخرى: أنا مريم بنت عمران أم عيسى، جئنا لنلي من أمرك ماتلي النساء فولدت فاطمة، فوقعت على الأرض ساجدة رافعة أصبعها.[4]
شهدت السيدة فاطمة منذ طفولتها أحداثًا جسامًا كثيرة، فقد كان النبي يعاني اضطهاد قريش وكانت فاطمة تعينه على ذلك الاضطهاد وتسانده وتؤازره، كما كان يعاني من أذى عمه أبي لهب وامرأته أم جميل من القاء القاذورات أمام بيته فكانت فاطمة تتولى أمور التنظيف والتطهير. وكان من أشد ما قاسته من آلام في بداية الدعوة ذلك الحصار الشديد الذي حوصر فيه المسلمون مع بني هاشم في شعب أبى طالب، وأقامواعلى ذلك ثلاثة سنوات، فلم يكن المشركون يتركون طعاما يدخل مكة ولا بيعا إلا واشتروه، حتى أصاب التعب بني هاشم واضطروا إلى أكل الأوراق والجلود، وكان لا يصل إليهم شيئا إلا مستخفيا، ومن كان يريد أن يصل قريبا له من قريش كان يصله سراً.
وقد أثر الحصار والجوع على صحة فاطمة فبقيت طوال حياتها تعاني من ضعف البنية، ولكنه زادها إيمانا ونضجا. وما كادت الزهراء الصغيرة تخرج من محنة الحصار حتى فوجئت بوفاة أمها خديجة فامتلأت نفسها حزنا وألما، ووجدت نفسها أمام مسئوليات ضخمه نحو أبيها النبي الكريم، وهو يمر بظروف قاسية خاصة بعد وفاة زوجته وعمه أبى طالب. فما كان منها إلا أن ضاعفت الجهد وتحملت الأحداث في صبر، ووقفت إلى جانب أبيها لتقدم له العوض عن أمها وزوجته ولذلك كانت تكنى بأم أبيها.
تتعدد أسماء فاطمة عند الشيعة وألقابها وأهمها
يروي الشيعة أن زواج عليا من فاطمة كان بأمر من السماء ويرون رواية عن النبي محمد (لولا علي لما كان هناك كفؤ لفاطمة من لدن آدم) وطبقا للمنظور الشيعي فأن فاطمة تزوجت من علي زواجا إلهيا لتكون هي الأم التي تنجب أئمة أهل البيت. حيث تقدم لخطبتها أولا بعض الصحابة وكان الرسول يردهم حتى زوجها لعلي بن أبي طالب.
ومما يروى في علاقة علي بفاطمة أنه أعتق جارية رضا لفاطمة عندما شعر بغيرتها فأعتق الجارية وزوجها من مملوك وأعتقه لكي ترضى فاطمة.[10]
أولادها:
بناتها :
يقول علي بن ابي طالب عنها في الروايات الشيعية (والله لم تغضبني أبدا ولم تعص لي أمرا ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان) وتتضافر الروايات عن العلاقة العميقة التي كانت تربط علي بفاطمة كما يرفض الشيعة بشدة الرواية التي تقول أن علي أراد أن يخطب ويتزوج على فاطمة وطبقا للروايات الشيعية الموثقة فإن علي لم يتزوج بعد فاطمة لمدة عام كامل وبدأ بأمامة بنت زينب بنت الرسول حسب وصية فاطمة له.
ومن سيرتها ايضا ما ورد عنها في سورة الإنسان عندما قضت مع زوجها وولديها ثلاثة ايام بدون طعام تعطي طعامها للمسكين واليتيم والأسير.
وما قاله عنهاعلي (وأنّها استقت بالقربة حتى أثّر في صدرها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها، وكسحت البيت حتى اغبرّت ثيابها، وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها)
تحتل الزهراء عند الشيعة مكانة خطيرة حيث انها أفضل الخلق طبقا للعقيدة الشيعية بعد الرسول محمد وعلي بن ابي طالب ويقول عنها جعفر الصادق الإمام السادس (نحن حجج الله على الخلق وفاطمة حجة علينا) ويؤمن الشيعة بعصمتها ايضا.
ويؤمن الشيعة أن فاطمة لها مقام الشفاعة في يوم القيامة وأنها سميت فاطمة لأنها فطمت شيعتها من النار وورد في رواية (يوم القيامة تلتقط شيعتها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديئ).
ويضرب دائما بها المثل الأعلى للنساء ويطالب العلماء دائما النساء باتخاذها قدوة لهن، ومن أشهر ما دل على مكانتها سورة الإنسان التي يصوم الشيعة في ذكرى نزولها من كل عام يوم 24 من ذي الحجة حيث أنها نزلت بعد أن جاعت فاطمة وعائلتها ثلاث ايام كانت تتطعم فيها مسكينا ويتيما وأسيرا.
((بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله النور، بسم الله نور النور، بسم الله نور على نور، بسم الله الذي هو مدبر الأمور، بسم الله الذي خلق النور من النور، الحمد لله الذي خلق النور من النور، وأنزل النور على الطور، في كتاب مسطور، في رق منشور، بقدر مقدور، على نبي محبور. الحمد لله الذي هو بالعز مذكور، وبالفخر مشهور، وعلى السراء والضراء مشكور، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين))
قل للمغيب تحت أطباق الثرى | إن كنت تسمع صرختي و ندائيا |
صبت علي مصائب لو أنها | صبت على الأيام صرن لياليا |
قد كنت ذات حمى بظل محمد | لا أختشي ضيماً وكان جماليا |
فاليـوم أخشع للذليل و أتقي | ضيمي وأدفع ظالمي بردائيا |
فإذا بكت قمرية في ليلها | شجناً على غصن بكيت صباحيا |
فلأجعلـن الحزن بعد مؤنسي | ولأجعلن الدمع فيـك وشاحيا |
ماذا على من شم تربة أحمد | أن لا يشم مدى الزمان غواليـا |
مظلومية الزهراء هو مصطلح يعبر عن المظالم التي وقعت على فاطمة من قبل الخلافة طبقا للمنظور الشيعي مثل قضية فدك وقضية اقتحام منزلها وعصرها بين الحائط وباب المنزل وسقوط جنينها المحسن والتهديد بحرق دارها وهي قضايا خلافية واسعة بين المسلمين منهم من ينكر ومنهم من يؤكد ومنهم من يقلل من شأن الأحداث.
إلا أن الشيعة يصرون على إحياء مظلوميتها واثبات ما وقع عليها من خلال الكتب والمقالات والخطب والدروس، ويعتبرون أنها أول مظلومة من آل البيت، طبقا للمنظور الشيعي،
توفيت الزهراء بعد بضعة أشهر من وفاة رسول الإسلام محمد بن عبد الله. طبقا لأغلب الروايات الشيعية في يوم الثالث من جمادي الثاني. وغير معروف قبرها الآن فبناء على الروايات الشيعية أن فاطمة طلبت أن تدفن ليلا وسرا حتى لا يحضر جنازتها من ظلمها، وبناءا على المعتقد الشيعي فإن قبر فاطمة سيظل مجهولا حتى يظهر الإمام الثاني عشر فيظهره.
وفي كل عام في هذا اليوم وايضا في أيام علتها يوم 13 و 14 و 15 جمادى الاول يقيم الشيعة المآتم فيما يعرف بملحمة الزهراء ويعلنون الحداد ويقيمون الدروس في سيرتها ومظلوميتها.
كتب علماء الشيعة على مر العصور مئات الكتب عن شخصية فاطمة الزهراء نذكر أهمها: