علي شريعتي مفكر إيراني شيعي مشهور. اسمه الكامل: علي محمد تقي شريعتي. ولد قرب مدينة مشهد عام 1933، وتخرج من كلية الآداب بها عام 1955، ليُرشح لبعثة لفرنسا عام 1959 لدراسة علم الأديان وعلم الاجتماع ليحصل على شهادتي دكتوراه في تاريخ الإسلام وعلم الاجتماع. انضوى في شبابه في حركة مصدِّق وعمل بالتدريس واعتقل مرتين أثناء دراسته بالكلية، ثم بعد عودته من فرنسا، حيث أسس عام 1969م حسينية الإرشاد لتربية الشباب، وعند إغلاقها عام 1973 اعتقل هو ووالده لمدة عام ونصف. ثم سافر إلى لندن، واغتيل عام 1977 قبل الثورة الإيرانية بعامين عن 43 سنة. الرأي السائد أن ذلك تم على يد مخابرات الشاه، والبعض (مثل حسن العلوي) يرى أن ذلك تم على يد دعاة التشيع الصفوي-يقصد الخمينيين بأعتبار علي شريعتي معارض لهم.
يعتبر الدكتور علي شريعتي نموذج فريد من مفكري إيران. حيث أنه بالرغم من أنه فارسي العرق، لم يكن يتوقف عن نقد النزعة الشعوبية لدى رجال التشيع الصفوي، بطريقة أكثر جذرية من غالب من تصدَّى لهذا الموضوع من الأدباء العرب. وقد بَيَّن آلية المزج في الموروث الشيعي الروائي ما بين السلطة الإيرانية الساسانية والنبوة الإسلامية، حيث اختُلِقَتْ الروايات ونُسِجَتْ الأساطير وعلاقات المصاهرة بين إمام الشيعة الحسين بن علي وبنت كسرى المزعومة: لتحقيق غرض الوصل بين السلسلة السلطانية الساسانية وبين السلطة الإمامية الشيعية، ولبعث العناصر الفارسية في صلب التشيع.
وبالرغم من كونه شيعياً متعصباً (يصف مجموعة من كبار الصحابة بأنها باعت شرفها وجمعت نقودها ببيع كل حديث بدينار) فلا فائدة في رأيه من الشعائر والطقوس الحسينية التي يتهم الحكامَ الصفويين بأنهم اقتبسوها من المحافل المسيحية في أوروبا الشرقية التي كانت تحيي فيها ذكرى شهدائها، وبأنهم حولوا الإمام الحسين إلى صورة عن آلام Passion المسيح. وحتى يتم صبغ هذه الطقوس والشعائر بالصبغة الإيرانية، أدخل الملالي عليها بعض التعديلات لتوافق الذوق الشعبي الإيراني وجعلوها موائمة للأعراف والتقاليد الوطنية والمذهبية في إيران. أما لغة هذه الطقوس فهي لغة التصوف وأعمال الدراويش ومبالغات خطباء المنابر وشعراء العامة.
من أشهر كتبه:
يمكن الحصول على مؤلفاته من دار الأمير للثقافة والعلوم - لبنان
نبذة عن الدكتور علي شريعتي: ولد علي بن محمد تقي شريعتي في “مزينان” وهي قرية من قرى سنروار في منطقة خراسان التي تقع على حافة الصحراء الكبرى المعروفة باسم “دشت كوير” سنة 1312هـش “هجري شمسي” ديسمبر سنة 1933م. انضم إلى جناح الشباب في الجبهة الوطنية وهو لم يزل بعد صبياً ، انظم إلى حركة المقاومة التي أسسها آية الله زونجاني وآية الله طالقاني ومهدي بازركان ، وتخرج من الجامعة من كلية الآداب بدرجة الامتياز, في السنة التالية أُرسل في بعثة إلى فرنسا (سنة1959). وفي فرنسا واصل نشاطه السياسي فأسس فرع أوروبا لحركة تحرير إيران التي أنشأها بازركان وطالقاني سنة (1961م) ، وشارك مشاركة فعالة في دعم الثورة الجزائرية. وفي منتصف الستينات عاد شريعتي إلى إيران ، وعلى الحدود ألقي القبض عليه ثم أطلق سراحه بعد فترة ، عُيّن مدرساً بجامعة مشهد . في سنة (1969) كانت “حسينية الإرشاد” قد افتتحت لكي تكون مركز إشعاع إسلامي ، ويركز فيها شريعتي كل نشاطه ملقياً محاضرات منتظمة عن الإسلام وتاريخ التشيع، ولا تجد السلطة بداً من إغلاق حسينية الإرشاد (سنة 1973) وتقوم بالقبض على شريعتي ووالده ، ويبقى في السجن ثمانية عشر شهراً متعرضاً لصنوف العذاب، ويتدخل المسؤولون الجزائريون فيفرج عنه سنة (1975م) ، وتسمح له السلطة بالرحيل عن إيران في مايو سنة 1977 ، ويسافر إلى لندن ، وبعد شهر من إقامته في لندن يعثر عليه ميتاً ، ميتة غامضة تعلن عنها السلطة أنها نوبة قلبية .