المهدي ، خليفة الله المهدي عند السنة ، المهدي المنتظر ، الإمام الغائب ، الحجة ، القائم عند الشيعة ، هي مسميات لرجل يُعتقد أنه إمام وخليفة قرشي من الخلفاء الراشدين في الخلافة القادمة التي على منهاج النبوة والتي بشر بها النبي محمد ، يعود نسبه إلى قريش ، وتحديدا من أهل البيت من ولد فاطمة الزهراء بنت رسول الله يرجع نسبه إلى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب كما يقول الشيعة، بينما يرى السنة أنه من ذرية الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب، كما يعتقد الشيعة أنه الإمام الثاني عشر في ترتيب الأئمة من آل البيت .
الإمام المهدي عند السنة :
أحاديث في الإمام المهدي عند أهل السنة
- لم ترد أحاديث للمهدي في صحيح البخاري و صحيح مسلم مفصلة بل جاءت مجملة كما في هذا الحديث من الصحيحين أنه عن أبي هريرة قال رسول الله كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم " الصحيحين .
- وقد خرٍّج أحاديث المهدي جماعة من أئمة الحديث منهم أبو داود و الترمذي وابن ماجة والبزار والحاكم والطبراني وأبو يعلي الموصلى ، وأسندوها إلى جماعة من الصحابة مثل علي بن أبي طالب وابن عباس وابن عمر وطلحة وعبد الله بن مسعود وأبي هريرة وأنس وأبي سعيد الخدري وأم حبيبة وأم سلمة وثوبان وقرة بن إياس وعلي الهلالي وعبد الله بن الحارث بن جزء م وإسناد أحاديثهم بين صحيح وحسن وضعيف
- ويرى كثير من العلماء على أن أحاديث المهدي بلغت حد التواتر المعنوي ، ومنهم القاضي العلامة محمد بن علي الشوكاني الذي يقول في التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح : " والأحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثاً في الصحيح و الحسن و الضعيف المنجبر وهي متواترة بلا شك ولا شبهة بل يصدق وصف التواتر على ما دونها على جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول وأما الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي فهي كثيرة أيضاً لها حكم الرفع إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك "
- وقد رأى ابن خلدون في تخريجه لأحاديث المهدي أن أحاديث المهدي لم يخلص منها النقد والتجريح واستشهد بحديث أنس بن مالك قال النبي : " لا مهدي إلا عيسى بن مريم " .
- وقد وردت أحاديث كثيرة في المهدي تخضع للجرح والتعديل يقوم علماء الحديث بدراستها للتأكد من صحتها وقد تم تصحيح بعض الأحاديث وتضعيف الكثير منها.
- عن أبو سعيد الخدري قال رسول الله : " المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يملك سبع سنين " سنن أبي داود وقال عنه الألباني حديث حسن .
- عن علي بن أبي طالب قال رسول الله لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا " ، سنن أبي داود صححه الألباني .
- عن عبدالله ، " بينما نحن عند رسول الله إذ أقبل فتية من بني هاشم فلما رآهم النبي اغرورقت عيناه وتغير لونه قال فقلت ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه فقال إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطا كما ملئوها جورا فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج " ، سنن ابن ماجه وفي الزوائد إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد الكوفي لكن لم ينفرد بزيد بن أبي زياد عن إبراهيم فقد رواه الحاكم في المستدرك من طريق عمر بن قيس عن الحكم عن إبراهيم.
- عن عبد الله ، " لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي " ،سنن الترمذي صححه الألباني.
صفات الإمام المهدي من كتب السنة :
أصله قرشي من أهل بيت النبي من ولد فاطمة ، ويُعتقد أنه أحد الخلفاء القرشيين الإثنا عشر الذي ذكرهم النبي عليه الصلاة والسلام في حديث رواه البخاري وأنه سوف يأتي في آخر الأمة ، اسمه يشابه وبواطئ اسم النبي وكذلك اسم أبيه ، ويشبه النبي في الخُـلـُق ولا يشبهه في الخلــْق ، أجلى الجبهة أي منحسر الشعر من مقدم رأسه أو واسع الجبهة ، أقنى الأنف أي به طول ودقة في أرنبته مع حدب في وسطه ، يصلحه الله في ليلة أي كما يفسرها ابن كثير : يتوب عليه ويوفقه ويلهمه رشده .
لم يرد في أيِّ نص من النصوص حسب معتقد أهل السنة أن المسلمين متعبدين بانتظاره ، ولا يتوقف على خروجه أي شعيرة شرعية نقول إنها غائبة حتى يأتي الإمام المهدي، فلا صلاة الجمعة ، ولا الجماعة ، ولا الجهاد ، ولا تطبيق الحدود ، ولا الأحكام ، ولا شيء من ذلك مرهون بوجوده ؛ بل المسلمون يعيشون حياتهم ، ويمارسون عباداتهم ، وأعمالهم ، ويجاهدون ، ويصلحون ، ويتعلمون ، ويُعلِّمون ، فإذا وُجد هذا الإنسان الصالح ، وظهرت أدلته القطعية - التي لا لَبْس فيها - اتّبعوه . وعلى هذا درج الصحابة والتابعون لهم بإحسان ، وتتابع على هذا أئمة العلم على تعاقب العصور.
- من كتب السلف مثل كتاب القول المختصر في علامات المهدي المنتظر للحافظ الهيتمي ، وكتاب الأربعون في المهدي للحافظ أبي نعيم الأصبهاني وكتاب العرف الوردي في أخبار المهدي لجلال الدين السيوطي :
هو رجل سيولد آخر الزمان ،وأنه من أهل بيت النبي ، من كنانة من قريش من بني هاشم من ولد فاطمة ، من ولد الحسن بن علي رضي اللّه عنهما ، وفي قول آخر من ولد الحسين بن علي ما ، وفي قول ثالث أنه منهما معا، وفي بعض الأقوال من ولد العباس عم النبي ، اسمه اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم محمد وفي قول آخر أحمد ، كنيته أبا عبدالله ، سيد من سادات أهل الجنة مع النبي محمد وعلي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وجعفر بن أبي طالب والحسن والحسين م ، وهو يأتي في وسط الأمة وعيسى في آخرها والنبي في أولها ، ابن أربعين سنة ، يثقل عليه الكلام فيضرب فخذه اليسرى بيده اليمنى إذا أبطأ عليه الكلام كأن وجهه كوكب دري ، أجلى الجبهة أقنى وأشم الأنف ، أفرق الثنايا ، أجلى الجبهة ، ومن صفاته انفراج فخذيه، وتباعد ما بينهما ، كأنه من رجال بني إسرائيل ، لونه لون عربي وجسمه جسم إسرائيلي ، في خده الأيمن خال اسود كأنه كوكب دري ، عليه عباءتان قطوانيتان ، يخرج وعلى رأسه غمامة فيها ملك مناد ينادي هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه ، ويخرج من قرية يقال لها كرعة أي في بعض خرجاته لبعض الحروب حتى لا ينافي أن أول خروجه من المدينة لأنه من أهلها ، ثم يبايع بمكة، ثم يذهب إلى الشام وخراسان وغيرهما، ثم يكون مقره ببيت المقدس ، ويقع قبل مبايعته بين الركن والمقام تجاذب القبائل في القعدة، ونهبالحاج بمنى ، يخرج في محرم ، بعد أن تسبقه فتن وحروب بشهر رمضان وما بعده إلى ذيالحجة، فينهب الحاج بمنى ويكثر القتل حتى يسيل الدم على الجمرة، ويهرب، فيبايع بين الركن والمقام، وهو كاره بل يقال له إن لم تفعل ضربنا عنقك ويبايعه عدة أهل بدر حيث يجتمع إليه ثلاثمائة وأربعة عشر فيهم نسوة ، يأتي في الرايات السود القادمة من قبل المشرق كأن قلوبهم زبر الحديد ، ويظهر عند انقطاع من الزمن، وظهور من الفتن، يكون عطاؤه هنيئا ، يستخرج الكنوز ، يرضى في خلافته أهل الأرض ، وأهل السماء ، والطير في الجو ، يبعثه الله غياثا للناس ، تنعم الأمة ، وتعيش الماشية ، وتخرج الأرض نباتها ، ويعطى المال صحاحا يقوم بالدين آخر الزمان كما قام النبي ، صاحب رايته الفتى التميمي الذي يقبل من المشرق ، يضرب الناس حتى يرجعوا للحق ،تجري الملاحم على يديه ، يقاتل على السنة كما قاتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الوحي ، ويفتح مدائنالشرك ويفتح القسطنطينية، وجبل الديلم ، وينزل بيت المقدس ، ويظهر الإسلام، لا يخلف وعده ، وهو سريع الحساب ، يملا الأرض عدلا، ، يملك سبع سنين وفي قول عشرين سنة ، ويملك الدنيا كما ملكها ذو القرنين وسليمان ، ينزل المسيح عيسى بن مريم ويصلي خلفه صلاة الصبح ، يكون قبله مباشرة وبعد الحكام الجبارين أمير هو الجابريجبر اللّه به امة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ثم يأتي المهدي ، ثم المنصور، ثم السلام ، ثم أمير العصب ، وقيل بعد المهدي يؤمر القحطاني .
بيعته والتمكين له وعلامات ظهوره عند السنة :
- حصار العراق والشام كما في الحديث الذي رواه مسلم : " يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم قلنا من أين ذاك قال من قبل العجم يمنعون ذاك ثم قال يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدي قلنا من أين ذاك قال من قبل الروم ثم سكت هنية ثم قال قال رسول الله يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا لا يعده عددا" .
- يبعث في الأمة على اختلاف من الناس وزلازل كما جاء في الحديث الذي رواه أحمد : " أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل " .
- يخرج رجلان من بلاد ما وراء النهر ( خراسان ) أحدهما يقال له الحارث بن حراث والآخر على مقدمته ويقال له منصور فيمكنان ويوطئان لآل محمد كما فعلت قريش كما جاء في الحديث الذي رواه أبو داود : " يخرج رجل من وراء النهر يقال له الحارث بن حراث على مقدمته رجل يقال له منصور يوطئ أو يمكن لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله وجب على كل مؤمن نصره أو قال إجابته " .
ورد في الأحاديث أن جيوش الرايات السود ستأتي من
خراسان وبلاد المشرق وفيها خليفة الله المهدي و يظهر بأعلى جزء من إقليم
خراسان الواقع في
إيران اليوم
- اقتتال ثلاثة كلهم ابن خليفة ، و بلاء وتطريد وتشريد يصيب أهل بيت النبي ، فتأتي جيوش الرايات السوداء الممهدة للمهدي من قبل بلاد المشرق وخراسان كما في حديث ابن ماجة : " يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم ثم ذكر شيئا لا أحفظه فقال فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فإنه خليفة الله المهدي " وكما في حديث ابن ماجة أيضا : " بينما نحن عند رسول الله إذ أقبل فتية من بني هاشم فلما رآهم النبي اغرورقت عيناه وتغير لونه قال فقلت ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه فقال إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطا كما ملئوها جورا فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج " والحديث الذي رواه أحمد : "إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من خراسان فأتوها فإن فيها خليفة الله المهدي " .
يعوذ المهدي إلى
مكة هاربا من
المدينة ويبايعه الناس بين الركن والمقام فيُبعث إليه جيش من
الشام يخسف الله بهم الأرض
- يبايع الناس المهدي في مكة بعد أن يخرج هاربا من المدينة على إثر موت خليفة قبله وحدوث اختلاف بين الناس فيأتيه جيش من الشام فيخسف الله بهم الأرض وعندئذ يبايعه الناس من الشام والعراق ، كما جاء في حديث أبي داوود : " يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث من أهل الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه بين الركن والمقام ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب فيقسم المال ويعمل في الناس بسنة نبيهم ويلقي الإسلام بجرانه في الأرض فيلبث سبع سنين ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون " .
فترة خلافته عند السنة :
كما دلت الأحاديث فإنه يملك العرب ويحكم خمس أو سبع أو تسع سنوات ، يحثي المال حثيا ولا يعده عدا ، ويقسمه بالسوية ، ويعمل بسنة النبي ، ويملأ الدنيا عدلا كما مُلئت ظلما وجورا وتنعم في عهده الأمة نعيما لم ينعموا مثله قط ويرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض وتخرج الأرض نباتها وتمطر السماء قطرها ، وهو أمير الطائفة التي لا تزال تقاتل على الحق حتى ينزل المسيح عيسى بن مريم فيصلي خلفه ثم يقتل المسيح الدجال .
المهدي عند الشيعة :
المقال الرئيسي: المهدي عند الشيعة
يعتقد الشيعة الإثنا عشرية بأن محمد المهدي هو آخر أئمة إثنى عشر الذي تولى الإمامة بعد أبيه الإمام الحسن العسكري وقد ولد الإمام المهدي في 15 من شعبان عام 255 هجري أي 874 ميلادي في مدينة سامراء شمال العراق و أمه نرجس زوج الإمام العسكري .
له غيبتان الأولى هي الغيبة الصغرى وكانت مدتها 69 سنة، وبدأت عام260 هـجري أمتدت حتى عام 329 هـجري وكان أتصال المسلمين الشيعة به عن طريق سفارائه وهم:
- عثمان بن سعيد .
- محمد بن عثمان .
- الحسين بن روح .
- علي بن محمد السمري
أما الغيبة الثانية فهي الغيبة الكبرى بدأت عام 329 هـجري، بعد وفاة آخر سفير من سفرائه و غيبته واحتجابه لأمر أراده الله ، ويعتقد الشيعة أن مثل عمره وحياته كمثل عمر وحياة عيسى والخضر عليهما السلام بإعجاز إلهي ومن علامات ظهوره آخر الزمان خروج الدجال ، خروج السفياني ،إنتشار الجَور والظُلم في الأمة ، و إقبال الرايات السود من قبل خراسان . وورد في بعض أحاديث الأئمة المذكورة في كتب الحديث مثل كتاب بحار الأنوار للعلامة المجلسي تكون عودة القائم أولا ثم تليها عودة الإمام الحسين ابن علي .
مدّعين دعوى المهدويّة في التـاريخ :
- يرى بعض المؤرخين وينكر البعض أن ممن ادعى المهدية لمحمد بن الحنفية كان المختار بن عبيد الله ، والمختار كان في العراق والذين يدعون مهدية ابن الحنفية يسمَّون الكيسانيَّة ومنهم الشاعر المعروف بكثيّر عزة.
- دعوى المهدي العباسي فقد سماه أبوه أبو جعفر المنصور محمداً ؛ ولقبه بالمهدي لأنه كان يواجه مشكلة المهدي من آل البيت ، فاضطر أن يواجه الحرب بمثلها ، وكان يقول - في مجالسه الخاصة -: والله لا مهدي آل البيت مهدي ، ولا ولدي ـ أيضاً ـ مهدي ؛ لكن نحن نقاوم هذا بهذا .
- المهدي السوداني ، وهو محمد ، أو أحمد بن عبد الله ، الذي قاد حركة المهدية التي لا تزال حزباً ، جماعته قائمة في السودان إلى اليوم.
- محمد بن تومرت (المغرب)- القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي.
مصادر :
وصلات خارجية
كتب ومواقع سنية
كتب ومواقع شيعية
- الجزء الأول
- الجزء الثاني