الحجاز هو المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية المعاصرة؛ من مدنه الرئيسية جدة، ومكة المكرّمة والمدينة المنورة، الطائف، ينبع، تبوك، رابغ، والعلا. حدوده التاريخية مختلف فيها إلا أنه يمكن اعتبارها من شمال صعدة في اليمن جنوباً، إلى معان في الأردن شمالاً.ولكن الراجح عند الأكثر أنها من الطائف و الباحة جنوباً وحتى خيبر شمالاً. ويأتي على رأس أشهر القبائل العربية التي استوطنت الحجاز قديمًا قبيلة قريش في مكة و هي التي ينتسب إليها النبي محمد صلى الله عليه و سلم، و الخلفاء الراشدون و الأمويون و العباسيون، و الأوس والخزرج في المدينة،وبني سُليم وهذيل وثقيف وفهم وسعد بن بكر بجوار مكة والطائف إضافة إلى هوازن و جهينة و بلي المار ذكرها في كلام الأصمعي.
فهرس
|
وللحجاز أهمية روحية، وثقافية، واقتصادية. فهو مصدر الرسالة المحمدية، وفيه يقع الحرمين الشريفين؛ الكعبة المشرفة, وهي قبلة المسلمين في صلواتهم اليومية، و المسجد النبوى الذى يوجد به قبر الرسول محمد صلى الله عليه و سلم كما يوجد بها بئر زمزم، و قبور اصحاب الرسول. كما ارتبط الحجاز بحركة التجارة الدولية القديمة، عبر رحلتي الشتاء والصيف.
الحجاز هي في الأصل سلسلة جبال السروات التي تبدأ جنوبًا من اليمن وتمتد شمالاً إلى قرب الشام، و سميت حجازًا لأنها تحجز تهامة والغور عن نجد،، و بالتفصيل تقع الحجازعلى طول سلسلة جبال الحجاز و تمتد بمحاذات البحر الاحمر "بحرالحجاز"، و من بلدتيي القنفذة والليث جنوبآ مرورآ بمكة و الطائف و جدة و رابغ والمدينة و ينبع وقراهم وضواحيهم و باديتهم و هجرهم، إلى شمالي أملج وبدر و العلا و الحناكية و مدائن صالح وقراهم. ومن البحرالاحمر غربآ إلى شرقي قرى كلآ من الطائف والحوية ورنية و تربة والخرمة و شرقي قرى أواساط جبال الحجاز و المدينة والعلا و مدائن صالح . والحجازاليوم مقسم إلي منطقتيين:
وتضم الطائف وجدة و رابغ و الليث و القنفذة والكامل و الجموم و بحرة و مستورة و صعبر و جعرانةو الهدا و بريمان و السيل و الخرار و عين شمس و رنية وابحر و تربة و عسفان و راس الحجاز والمثناة و ذهبان الخ...
و تضم ينبع و أملج و العلا و بدر و الحناكية و مهدالذهب و مدائن صالح و خيبر و راس ابومدوراس بريدي... الاانه قد تم اقتطاع جزء غالي من الحجاز و هي مدينة أملج والقرى التابع لها لتصبح تابعة للمنطقة تبوك في شمال السعودية، و تبوك قديمآ كانت جزء من صحراء بادية الشام و فلسطين.
للحجاز أهمية سياسية في التاريخ العربي والإسلامي القديم والمعاصر، فمنه انطلقت الفتوحات الإسلامية الأولى، ومنه انطلقت الثورة العربية الكبرى عام 1916 م بقيادة الشريف الحسين بن علي، واستقل الحجاز على إثرها من الوصاية العثمانية في دولة عرفت باسم مملكة الحجاز (1918 - 1926 م). دخل الحجاز في الحكم السعودي عام 1926 بعد الاتفاق على تسليم الملك علي بن الحسين مدينة جدة لابن سعود بعد حصار طويل، أعلن بعدها عن قيام مملكة الحجاز ونجد وملحقاتهما (من عام 1926 م إلى 1932 م)، وتمتع الحجاز فيه بحكم شبه ذاتي. وفي 23 سبتمبر 1932، أعلن عن توحيد جميع أطراف المملكة العربية السعودية المعاصرة، ومن ضمنها الحجاز، في دولة مستقلة. وكان الحجاز في النظام الإداري التركي ولاية يقصد بها مكة المكرمة، وقسمت هذه الولاية إلى ثلاثة (سناجق) مكة والمدينة وجدة.
منذ بداية القرن التالث الهجري حكم الحجاز الأشراف الهواشم ومن بعدهم أبناء عمومتهم من الأشراف القتادية والذي ظل حكمهم عليها حتى قيام دولة آل سعود ، و من العوائل التي حكمتها آل زيد وآلبركاتية و العبادلة وذوي سرور .
ويحتفظ الحجاز بثقافة مدنية رفيعة، تنعكس في مظاهر الحياة الاجتماعية الرهفة، والأعمال الأدبية والفنية، والمعمار الحجازي الأنيق، والتعدد المذهبي والتنوع الثقافي. و بالغناء،واللباس التقليدي لأهل الحجاز، هو العمامة الغبانة أو الألفي والغترة البيضاء، والثوب الأبيض والحزام البقشة والدقلة والمصنف اليماني أو الحلبي.
اشتغل أغلب أهالي المنطقة تاريخياً في أعمال اقتصادية، كالمطوفين والزمازمة والتجار والحرفيين وأصحاب الخدمات بمكة، والأدلاء والتجار والحرفيين بالمدينة، والبيوت التجارية والوكلاء والصياديين والحرفيين وأصحاب الخدمات بجدة، كما ازدهرت البادية بالأعمال الانتاجية الزراعية والحيوانية.
[[صورة:تصغير|تعليق]]
ومن أعلام الحجاز في القرن الماضي الشيخ ماجد الكردي رائد حركة النشر والطباعة الحاج محمد علي رضا زينل، التاجر النهضوي ومؤسس التعليم النظامي بالجزيرة العربية عبر سلسلة مدارس الفلاح التي أسسها في جدة ومكة، ومن ثم افتتح فروعاً لها في حضرموت ودبي وبومباي والبحرين، ومحمد سرور الصبان أحد زعامات النخب الوطنية في الحجاز ورجل الدولة القوي ووزير المالية ورائد العمل المؤسسي المدني وأول ناشر بالجزيرة العربية، ومحمد حسن عواد أحد مؤسسي النهضة الفكرية بالحجاز منذ عام 1926م، وحمزة شحاتة رائد الأدب الحداثي ورصيف العواد وفيلسوف الجزيرة العربية الأوحد، ومنهم محمد طاهر الدباغ أول وزير للمعارف بعد الوحدة بين الحجاز ونجد، وأمين عام الحزب الحجازي الوطني ومهندس عودة النخبة الحجازية من المهجر للعمل في بناء الدولة السعودية، ومؤسس مدرسة تحضير البعثات ( أول مدرسة ثانوية في تاريخ السعودية أسست على النظام العصري الحديث)، والرجل الذي نشر التعليم النظامي في جميع أطراف المملكة بعد الوحدة، ومحسون جلال، أستاذ الادارة والاقتصاد والمصرفي الرائد والرجل الذي أحدث ثورة في المفاهيم الادارية والاقتصادية والمصرفية بالدولة السعودية الحديثة ، والشيخ إبراهيم عبدالقادر عرب من أكبر التجار الذين ساهموا في رخاء الاقتصاد السعودي وفتح أبواب التجارة والتبادل التجاري بين المملكة العربية السعودية والدول العربية والدول الأوربية والأمريكية وكانت له الريادة في تنظيم العمل التجاري وتنظيم عمليات الاستيراد والتصدير الدولية، الشيخ إسماعيل بن مبيريك الغانمي أمير رابغ وشيخ حرب.
ومن علماء الحجاز البارزين في القرن الماضي: أسعد دهّان، إبراهيم فطاني، درويش عجيمي، زكي البرزنجي, عبدالرحيم صديق ، سعيد محمد يماني، محمد صالح سعيد يماني، علي سعيد يماني، عيسى رواس، عبدالله اللحجي، عبدالله دردوم، محمد ادريس كلنتن، محمد العربي التباني، ياسين الفاداني، إبراهيم النوري، أنور قاروت، واحمد قستي (في الفقه الشافعي)، وجمال مالكي، حسن المشاط، علي حسين المالكي، السيد عباس المالكي، علوي عباس المالكي، عابد المالكي، محمد علي بن حسين المالكي، محمد نور سيف، محمد علوي مالكي، عبدالقادر مشّاط، وعبدالوهاب أبوسليمان (في الفقه المالكي)، وأحمد القاري، ابراهيم البرّي، أحمد ناضرين، أحمد هرساني، سليمان مرداد، أمين مرداد، يحيى أمان، وعلي عيدروس البار (في الفقه الشافعي)، ومحمد بن مانع (الفقه الحنبلي)، وخليفة النبهاني (في علم الفلك)، وزيني كتبي (في الحسابات والرياضيات)، وسالم شفي، وعباس المالكي,،والقاضي العالم محمد نور الكتبي الحسني (في القضاء والأحكام)ومنهم؛ محمد سعيد سنبل، محمد فودة، خليل طيبه, عبدالقادر مصطفى طيبه, محمد خليل عبد القادر طيبه، محمد المرزوقي، محمد سرّاج، محمد حسن كتبي، أحمد أمين منصوري، أحمد أمين بيت المال، إسماعيل زيني، حسين فدعق، صالح شطا، علي كمال، عباس بن صديق، عبدالرحمن العجيمي،عباس عبدالله حدّاوي ، محمد رضوان، أبوبكر خوقير، عبدالله بن حميد، عبدالله باروم، عثمان بشناق، عبدالله الشيبي، عبدالقادر مفتي، عبدالله صدقة دحلان، صادق عبدالله دحلان, عبدالحميد قُدس، أحمد الكماخي .
ومن قراء الحجاز الأكثر شهرة بالقرن الماضي؛ أول قارئ في الإذاعة السعوديه قبل ستون عام بجبل هندي الشيخ عباس مقادمي والشيخ محمد زكي داغستاني والشيخ محمد بويان والشيخ محمد الكحيلي والشيخ عبد المعين بن إبراهيم الكردي الدعدي والشيخ جعفر جميل البرمكي والشيخ سراج قاروت .
ومن أشهر أدباء ومفكري الحجاز والمشتغلين في الفكر والابداع من الطبقة الباكرة؛ عبدالواحد الأشرم، حسن سحرة، زين العابدين الكبير، السيد محمد علي بن حسن الكتبي، عثمان الراضي، طاهر الصباغ، حسين ميش، محمد صبحي، بكر شرف، أحمد فقيه في مكة، وابراهيم الاسكوبي، أنور عشقي، عبدالجليل برادة في المدينة، وعثمان قاضي، عبدالله كمال، أحمد النجار في الطائف.
ومن طبقة النهضة الأدبية بالقرن الماضي؛ عبدالمحسن الصحاف، محمد سرور الصبان، أمين مدني، محمد حسن عواد، محمد سعيد عبدالمقصود، حمزة شحاتة، حسين محمد نصيف، عمر صيرفي، مصطفى أندر قيري، عبدالحميد مرداد، عبدالقادر عثمان، جميل مقادمي، عبدالقدوس الأنصاري، طاهر زمخشري، حسن صيرفي، محمد علي مغربي، عبدالوهاب آشي، عبيد مدني، الطيب الساسي، محمد نور جوهري، حسن الصبّان، أحمد عبدالغفور عطار، محمود عارف، أحمد الغزاوي، فؤاد باشا الخطيب، عثمان حافظ، علي حافظ، عمر عرب، عزيز ضياء، محمد حسين زيدان، إبراهيم الغسّال، محمد بياري، محمد حسن فقي، ضياء رجب، أحمد جمال، أحمد قنديل، أحمد السباعي، حسين سرحان، حسين نظيف، يوسف دمنهوري، ابراهيم فلالي، حسين عرب، هاشم زواوي، محمد عمر توفيق، محمد سعيد عامودي، حسن عبدالحي قزاز، حسين سراج، سباعي عثمان، عبدالسلام الساسي، سميرة خاشقجي، أبوتراب الظاهري، عبدالمجيد شبكشي، وحمزة بوقرى ، ابراهبم مصطفى توفيق .
ثم من الطبقة المعاصرة؛ عباس غزاوي، حسن القرشي، ثريا قابل، عصام خوقير، فؤاد عنقاوي، عبدالله الجفري، عابد خزندار، عبدالفتاح أبومدين، حسين بافقيه، رجاء عالم، محمد الثبيتي، محمد صادق دياب، سحمي الهاجري، محمد السحيمي، ، محمد إسماعيل جوهرجي، عبدالعزيز السبيل، أبوبكر باقادر، هاني عرب. .
ومن الفلكلور الحجازي الفني، رقصة المزمار، والصهبة - (الموشح الحجازي)، السمسمية، المجرور، المجس، الفرعي والحدري والزومال والخبيتي والدانة والينبعاوي والعدني الحجازي ويماني الكف، كما عرفت البادية بألوان أخرى كشعر المحاورة. ومن رواد الفن الغنائي والموسيقى بالحجاز محمد علي السندي، حسن جاوا، فوزي محسون، محمد عبدالله، عمر كدرس، طارق عبدالحكيم، غازي علي، محمد أمان ، حامد عمر، عبدالعزيز شحاتة، توحة يحيى، إبراهيم خفاجي،الفنان الشامل لطفي زيني ابتسام لطفي، طلال مداح، محمد عبده، ومن رواد الفن التشكيلي، محمد راسم من الطائف، ثم رواده المعلنين عبدالحليم رضوي، صفية بن زقر، منيرة موصلي. ثم الطبقة التالية، هشام بنجابي، فؤاد مغربل، صالح خطاب، إبراهيم عبده، محمد سيام، منصور كردي، ضياء عزيز ضياء، نبيل نجدي، طه الصبّان، مريم مشيّخ، وشادية عالم.
كان يشتهر لدى عائلة اللبني وخصوصاً لدى المغفور له السيد:أحمد عبدالله لبني وابنه المغفور له السيد:عبدالرحيم أحمد لبني (رحمهما الله) فكان احمد لبني رحمه الله يخيطها وياجرها في موسم الحج ويساعده فيه ابنه عبدالرحيم رحمه الله ولما توفي احمد رحمه الله انتقل مهنة خياطة الخيام إلى ابنه عبدالرحيم رحمه الله فجعل يخيطها وياجرها في موسم الحج مقتديا في منهج والده رحمه الله وفي عام:1404هـ استخدم عبدالرحيم لبني رحمه الله عمال من الجنسية النيجرية ومنهم:السيد:محمد إبراهيم برناوي رحمه الله فجعل يخيطها وكان ينوب عن عبدالرحيم لبني رحمه الله في تاجير الخيام في موسم الحج وبعد وفاة عبدالرحيم لبني رحمه الله استلم ابنائه عبدالعزيز واحمد وهاني وايمن مهنة خياطة الخيام وتاجيرها في موسم الحج فاقتدو في منهج والدهم رحمه الله فجعلو السيد:محمد إبراهيم برناوي رحمه الله يخيط الخيام وهم ياجرون الخيام في موسم الحج وفي عام:1425هـ انتقل محمد برناوي إلى رحمة الله وجعل أبناء عبدالرحيم لبني رحمه الله عبدالعزيز واحمد وهاني وايمن يفكرون من الذي يخيط الخيام بعد وفاة محمد برناوي رحمه الله فاتو بابن محمد برناوي رحمه الله السيد:ابراهيم برناوي فجعل يخيط الخيام
وفي عام:1428هـ ايجر مستودع الخيام في طريق مكة-جدة السريع
لسبب تطور المشاعر المقدسة ولا تدعو لحاجة إلى خيام تقليدية بل لخيام قوية تسطيع التحمل من الحرائق وغيرها.
وحدد الأصمعي الحجاز في كتابه جزيرة العرب: "الحجاز من تخوم صنعاء من العبلاء وتبالة إلى تخوم الشام، وإنما سمي حجازًا لأنه حجز بين تهامة ونجد؛ فمكة تهامية والمدينة حجازية والطائف حجازية". وقال في موضع آخر: الحجاز اثنتا عشرة دارًا: المدينة وخيبر ومذك وذو المروة ودار بلي ودار أشجع ودار مزينة ودار جهينة ونفر من هوازن وجُلُّ سليم وجُلُّ هلال وظهر حرة ليلى وممايلي الشام شغب وبدا.
وقد أكثر شعراء العرب من ذكر الحجاز ومما قيل فيه قول بعض الأعراب: تطاول ليلى بالعراق ولم يكن علي بأكناف الحجاز يطول فهل لي إلى أرض الحجاز ومن به بعاقبة قبل الفوات سبيل إذا لم يكن بيني وبينك مرسل فريح الصبا مني إليك رسول
وقال آخر: سرى البرق من أرض الحجاز فشاقني وكل حجازي له البرق شائق فواكبدي مما ألاقي من الهوى إذا حنَّ إلفٌ أو تألق بارق
وقال آخر: كفى حزنًا أني ببغداد نازل وقلبي بأكناف الحجاز رهين إذا عنَّ ذكر للحجاز استفزني إلى من بأكناف الحجاز حنين فوالله ما فارقتهم قاليا لهم ولكن ما يُقضى فسوف يكون
وقال الأشجع بن عمرو السلمي: بأكناف الحجاز هوى دفين يؤرقني إذا هدت العيون أحن إلى الحجاز وساكنيه حنين الإلف فارقه القرين
وقال لبيد: مُرِّيَّةٌ حلت بفيد وجاورت أرض الحجاز فأين منك مرامها؟