الاغتيال مصطلح يستعمل لوصف عملية قتل منظمة ومتعمدة تستهدف شخصية مهمة ذات تأثير فكري او سياسي او عسكري أو قيادي ويكون مرتكز عملية الاغتيال عادة أسباب عقائدية او سياسية أو إقتصادية أو إنتقامية تستهدف شخصا معينا يعتبره منظموا عملية الاغتيال عائقا في طريق إنتشار أوسع لأفكارهم او أهدافهم . يتراوح حجم الجهة المنظمة لعملية الاغتيال من شخص واحد فقط إلى مؤسسات عملاقة وحكومات ولايوجد إجماع على استعمال مصطلح الاغتيال فالذي يعتبره المتعاطفون مع الضحية عملية اغتيال قد يعتبره الجهة المنظمة لها عملا بطوليا, ومما يزيد في محاولة وضع تعريف دقيق لعملية الأغتيال تعقيدا هو ان بعض عمليات الاغتيال قد يكون أسبابها و دوافعها إضطرابات نفسية للشخص القائم بمحاولة الاغتيال وليس سببا عقائديا او سياسيا وأحسن مثال لهذا النوع هو اغتيال جون لينون على يد مارك ديفيد تشابمان في 21 يناير 1981 [1] ومحاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان على يد جون هنكلي جونيور في 30 مارس 1981 الذي صرح فيما بعد انه قام بالعملية إعجابا منه بالممثلة جودي فوستر ومحاولة منه لإسترعاء إنتباهها [2].
يستعمل مصطلح الاغتيال في بعض الأحيان في إطار أدبي لوصف حالة من الظلم والقهر وليس القتل الفعلي كإستعمال تعبير "اغتيال الفكر" او "اغتيال قضية" او "اغتيال وطن" او "اغتيال البراءة" وغيرها من التعابير المجازية. الكلمة الإنجليزية لمصطلح الاغتيال Assassination مشتقة من جماعة الدعوة الجديدة أو ماذاع صيتهم بالحشاشين Hashshashin الذين كانوا طائفة إسماعيلة نزارية نشيطة من القرن الثامن إلى القرن الرابع عشر وهناك الكثير من الجدل حول هذه المجموعة فإستنادا إلى بعض المصادر فإن الرحالة الإيطالي ماركو بولو (1254 - 1324) هو أول من أطلق تسمية الحشاشين على هذه المجموعة عند زيارته لمعقلهم المشهور بقلعة ألموت Alamut التي تبعد 100 كلم عن طهران [3] وذكر إن هذه الجماعة كانوا يقومون بعمليات إنتحارية واغتيالات تحت تأثير تعاطيهم الحشيش بينما يرى البعض إن في هذه القصة تلفيقا وسوء ترجمة لإسم زعيم القلعة حسن بن صباح الملقب بشيخ الجبل [4] ، بغض النظر عن هذه التناقضات التأريخية فإن هذه المجموعة قامت بعمليات اغتيال في غاية التنظيم و الدقة ضد الصليبيين و العباسيين والسلاجقة [5].
فهرس |
بالنسبة للتيار المقتنع بالحقيقة التأريخية للكتب الدينية المقدسة فإن الاغتيال عملية قديمة قدم خلق الإنسانية ويورد البعض مثال قتل قابيل لهابيل (أبناء آدم) كأول عملية اغتيال بالأضافة إلى 7 اغتيالات مذكورة في العهد القديم ومنهاعلى سبيل المثال:
بعيدا عن العهد القديم في الكتاب المقدس فإنه من المعروف و الموثق تأريخيا إن مملكة اليهود في فلسطين والتي كانت تعرف بيهودا ، كانت تتمتع بنوع من الإستقلالية تحت حماية الإمبرطورية الفارسية ولكن هذه الحالة الشبه مستقلة إنتهت في عام 63 قبل الميلاد عندما اجتاحت الجيوش الرومانية فلسطين واصبحت مملكة يهودا تحت الحكم المباشر للرومان الذين قاموا بتنصيب القائد العسكري الروماني هيرودس ملكاً عليها عام 37 قبل الميلاد والذي قام بفرض ضرائب باهظة علي اليهود وأدت هذه التغيرات السياسية إلى ظهور مجموعة الزيلوت Zealot الثوريين الرافضين للتبعية الرومانية والرافضين لدفع الضرائب ودعا الزيلوت إلى الثورة المسلحة وتحرير يهودا نهائياً من الحكم الروماني، ومن بين الزيلوت ظهر مجموعة تقوم بعمليات الاغتيال المنظمة وكانوا يعرفون بإسم السيكاري Sicari أي حملة الخناجر الذين كانوا يطعنون الرومانيين بالخناجر [9]
هناك العديد من عمليات الاغتيال السياسية التم تمت في القرون التي سبقت مولد المسيح وخاصة أثناء حكم الأسر و الممالك المتصارعة في الصين وهناك حالة موثقة تاريخيا في القرن الثالث قبل الميلاد عندما تمكنت أسرة تشين من ضم الممالك الصينية المجاورة لهم وهذا المد العسكري لهذه الأسرة أوقع خيفة في قلب أمير أسرة يان الذي قام بإرسال شخص إسمه جنك كي Jīng Kē لاغتيال حاكم اسرة تشين الإمبراطور شي هوانغ Shǐ Huáng ولكن عملية الاغتيال كانت فاشلة [10].
من عمليات الاغتيال المشهورة في فترة قبل الميلاد هو عملية اغتيال فيليبوس الثاني المقدوني (382 - 336 قبل الميلاد) المثيرة للجدل على يد أحد افراد طاقم حمايته وهناك جدل حول المسؤولية التأريخية عن الاغتيال فالبعض يعتقد إن الاغتيال كان من تدبير زوجته أوليمبياس التي كانت أميرة لمنطقة البلقان بينما يتهم البعض الآخر إبنه الإسكندر الكبير ، ويذهب البعض الآخر إلى إلقاء اللوم على الملك الفارسي داريوش الثالث [11]. كانت الاغتيالات الوسيلة الشائعة لتصفية الخصوم السياسيين اثناء تحول جمهورية روما إلى الإمبراطورية الرومانية ومنها على سبيل المثال تصفية يوليوس قيصر في سنة 44 قبل الميلاد الذي كان بداية سقوط الجمهورية وبداية إنشقاق طبقي بين المتعاطفين مع قيصر من الطبقة الكادحة و الوسطى ضد الطبقة الأرستقراطية التي يعتبرها البعض منظم عملية الاغتيال [12].
عندما أصبح قسطنطين الأول (272 - 337) المعتنق للمسيحية إمبراطور روما بدون منازع في عام 323 ، أصبحت المسيحية ديانة مسموحة بها حسب الأتفاق الذي تم التوصل اليه في مرسوم ميلان الذي نص على حيادية الإمبراطورية الرومانية تجاه العقائد الدينية منهيا بذلك عقودا من الإضطهاد الديني [13]. بعد وفاة قسطنطين الأول تقاسم السلطة 2 من أبنائه ، قسطنطين الثاني (317 - 361) ويوليوس قونسطان (320 - 350) وبعد مقتل الثاني اصبح قسطنطين الثاني حاكما مطلقا وكان أكثر تشددا من والده حول الحريات الدينية فقام بإصدار مراسيم بإغلاق كل المعابد الوثنية ومعاقبة كل من يقوم بطقس وثني ، قام عامة الشعب بإستغلال هذا المرسوم وبدأت عمليات نهب و سلب وتخريب واسعة النطاق للمعابد الوثنية وتلى هذا التخريب إستهداف شبه منظم للزعامات الدينية الوثنية . من عمليات الاغتيال المثيرة للجدل إلى يومنا هذا هو قيام مجموعة من المتطرفين باغتيال عالمة الرياضيات والفيلسوفة والمعلمة الغنوصية هيباتيا وكان عملية الاغتيال بتوجيه من بطريرك الإسكندرية كيرلس الأول (376 - 444) [14] [15] [16].
عند ظهور الإسلام وإنتشار الرسالة الإسلامية حدثت مجموعة من الاغتيالات المثيرة للجدل منها:
بعد وفاة الرسول محمد تم إستهداف 3 من الخلفاء الراشدين في عمليات اغتيال ناجحة فقد تم اغتيال عمر بن الخطاب على يد أبو لؤلؤة سنة 23 من الهجرة، وتم اغتيال عثمان بن عفان في حادثة فتنة مقتل عثمان سنة 35 من الهجرة وتم اغتيال علي بن أبي طالب على يد الخارجي عبدالرحمن بن ملجم سنة 40 للهجرة.
في العصر الحديث إزداد دقة وحجم وتنظيم عمليات الاغتيال وتخطت أسباب الاغتيال حدود كونها نتيجة صراع داخلي بل إتخذت طابعا إقليميا ففي روسيا القيصرية تم اغتيال 5 من القياصرة في أقل من 200 سنة حيث تم اغتيال بطرس الثالث في 17 يوليو 1762 و ايفان السادس في 5 يوليو 1764 ، و بولص الأول في 23 مارس 1801 وأسكندر الثاني في 13 مارس 1881 و نيقولاس الثاني في 17 يوليو 1918 بعد الثورة البلشفية [24]. في الطرف الآخر من العالم يعتبر اغتيال أبراهام لينكولن (1809 - 1865) في 15 ابريل 1865 في مسرح فورد الأبرز في تاريخ الولايات المتحدة ، حيث قام الممثل المسرحي جون ولكس بووث بإطلاق رصاصة على رأس لينكولن اثناء مشاهدته لعرض مسرحي حيث كان بووث من المناصرين لإبقاء نظام العبودية الذي ألغاه لينكولن في 1 يناير 1863 [25]. بالأضافة إلى لينكولن تم اغتيال 3 رؤساء أمريكيين آخرين وأولهم كان الرئيس العشرون جيمس كارفيلد في 2 يوليو 1881 بعد إطلاق تشارلز غوتو رصاصتين عليه ولم يتم العثور ابدا على الرصاصة الثانية رغم محاولات ألكسندر غراهام بيل استعمال جهازه المتواضع لكشف المعادن لمعرفة مكان إستقرار الطلقة في جسم كارفيلد وبقاء الطلقة الثانية بجسمه اودت بحياته بعد 80 يوما من محاولة الاغتيال نتيجة لتسمم الدم وتوفي كارفيلد في 19 سبتمبر 1881 وكان سبب الاغتيال هو رفض كارفيلد تعيين غوتو كقنصل للولايات المتحدة في باريس [26].
بعد كارفيلد تم اغتيال الرئيس الأمريكي الخامس و العشرون وليام مكينلي في 6 سبتمبر 1901 على يد اللاسلطوي ليون زولغوس في نيويورك اثناء مشاهدته لعرض بعض الإختراعات الجديدة . ومن مفارقات القدر ان أحد الأجهزة الذي كان يطلع عليها هو جهاز الأشعة السينية الذي لم يفكر أحد بإستعماله لمعرفة موضع إستقرار الطلقة ومات مكينلي متأثرا بجراحه بعد 8 ايام في 14 سبتمبر 1901 اما زولغوس فقد تم إعدامه بالكرسي الكهربائي وكانت آخر كلماته "لقد قتلته لأنه كان عدوا للبسطاء الكادحين ولا اشعر بالأسف لقتله" [27] . اما الرئيس الأخير الذي تم اغتياله فهو جون كينيدي حيث تم إطلاق النار عليه في يوم الجمعة 22 نوفمبر 1963 في الساعة 13:30 اثناء زيارة لمدينة دالاس ، وبعد 10 ساعات اي في الساعة 23:30 تم إتهام لي هارفي اوسولد باغتيال كينيدي وبعد اقل من يومين من توجيه التهمة له اطلق جاك روبي النار عليه في مركز الشرطة ونشأت بعدها الكثير من نظريات المؤامرة حول اغتياله ومزاعم بتورط وكالة المخابرات الأمريكية و المافيا و المخابرات السوفيتية و فيدل كاسترو و نائب الرئيس ليندل جونسون ولكن لم يتم لحد الآن إثبات اي من هذه النظريات [28] [29].
في اوروبا تسبب اغتيال الدوق النمساوي فرانتس فرديناند في 28 يونيو 1914 في سراييفو إعلان النمسا الحرب على صربيا ومن ثم إندلاع الحرب العالمية الأولى وكان منفذ العملية هو عضو في التنظيم القومي الصربي اليد السوداء ذو التطلعات القومية الهادفة إلى توحيد صربيا مع البوسنة و الهرسك التي كانت تحت هيمنة النمسا آنذاك [30]. اثناء الحرب العالمية الثانية قامت المخابرات البريطانية M16 بتدريب مجموعة من التشيكوسلوفاكيين لاغتيال القائد العسكري النازي رينهارد هايدريش (1904 - 1942) وتمكنوا من نصب كمين محكم لموكبه في 27 مايو 1942 وإلقاء الرمانات على سيارته وتوفي بعد اسبوع في 4 يونيو 1942 في مستشفى بمدينة براغ حيث كان يشغل منصب وكيل الرعية وكان هذا المنصب في الواقع هو الحاكم المطلق على تشيكوسلوفاكيا الذي نصب فيه هتلر حكومة صورية من التشيكوسلوفاكيين المتعاونين مع ألمانيا النازية [31] .
بسبب الإختلافات الفكرية العميقة بين الأطراف المتصارعة في الحرب الباردة شهدت الحقبة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية تطورا نوعيا و كميا في الاغتيالات السياسية . من أبرز محاولات الاغتيال في هذه الفترة هي التي نجى منها فيدل كاسترو بإعجوبة عدة مرات وكانت كل هذه المحاولات مخططة لها من قبل وكالة المخابرات الأمريكية وبالتعاون مع معارضين كوبيين وكان إحدى الوسائل التي أستعملت هي إستعمل سيجار تم حقنه بسموم قاتلة [32], وهناك مزاعم أخرى في ضلوع الوكالة في محاولات لاغتيال القائد الثوري تشي جيفارا و الرئيس الشيلي السابق سلفادور أليندي (1908 - 1973) الذي تشير مصادر أخرى انه مات منتحرا [33]. قام الرئيس الأمريكي جيرالد فورد في عام 1976 بإصدار قانون يمنع ضلوع الحكومة الأمريكية بكل قنواتها في عمليات الاغتيال [34] .
في نفس الوقت كانت هيئة أمن الدولة السوفيتي او ما كان يعرف بالحروف المختصرة كي جي بي نشيطة جدا في اغتيال المعارضين الذين كانوا لاجئين في دول أخرى ومن الأمثلة التقليدية على ذلك هو اغتيال الروائي و المسرحي البلغاري غوركي ماركوف (1929 - 1978) الذي لجأ إلى بريطانيا وعمل كصحفي و مراسل لهيئة الأذاعة البريطانية وقام بتوجيه إنتقادات شديدة لحكومة بلغاريا الشيوعية وبعد محاولتين فاشلتين تم اغتياله بنجاح في لندن في 7 سبتمبر 1978 [35].
رغم إنتهاء الحرب الباردة وبالرغم من إصدار جيرالد فورد القرار رقم 12333 القاضي بمنع الاغتيالات إلا ان هناك مؤشرات على إستمرار تجنيد و تدريب منفذي الاغتيالات في الولايات المتحدة و روسيا. ففي مدينة كولومبيا الواقعة في ولاية جورجيا يوجد مؤسسة العالم الغربي الأمنية Western Hemisphere Institute for Security Cooperation وهي مؤسسة تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية ومهمتها تدريب الهيئات الأمنية والعسكرية لدول أمريكا الجنوبية [36] ويتخرج حوالي 1000 طالب سنويا من هذه المؤسسة وهناك الكثير من الجدل حول الأغراض الحقيقية لهذه المؤسسة ففي عام 1999 إعترض الكونغرس الأمريكي على استعمال المؤسسة كتابا منهجيا عن طرق التعذيب في المنهج الدراسي للمعهد [37] وقيام هذه المؤسسة بتدريب جهاز الأمن في دول هي على اللائحة العالمية لإساءتها لحقوق الإنسان, ويسمى هذه المؤسسة من قبل المعارضين بمدرسة الاغتيالات [38]. ونفس الإتهام موجه إلى روسيا على إستمرارها على تكتيكات المخابرات السوفيتية السابقة فيما يخص الاغتيالات وخاصة في الشيشان
يعتبر عملية ميونخ التي قامت بها أفراد من منظمة أيلول الأسود ، والتي يعتقد إنها كانت من تنظيم صلاح خلف الأبرز من سلسلة الاغتيالات الطويلة و المستمرة نتيجة الصراع العربي - الإسرائيلي وبالرغم من كون الاغتيالات ليست بظاهرة جديدة في هذا الصراع إلا ان عملية ميونخ أعتبرت من قبل البعض من أهم الهجمات الإرهابية في العصر الحديث، وأنها دفعت بالقضية الفلسطينة تحت الأضواء العالمية، لافتة الإنتباه لعقود من الصراع في الشرق الأوسط. قام أفراد من منظمة أيلول الأسود أثناء دورة الأولمبياد الصيفية المقامة في ميونخ، ألمانيا عام 1972 بإحتجاز أفراد من الفريق الأولمبي الإسرائيلي كرهائن، مطالبين بإطلاق سراح 234 معتقل في السجون الإسرائيلية بالإضافة إلى إطلاق سراح الألمانيين أندرياس بادير و أولريك مينهوف أعضاء حركة الجيش الأحمر الألمانية اليسارية الإرهابية وقام المختطفون برمي أحد الرياضيين من الشرفة لإقناع السلطات الإسرائيلية و الألمانية الرافضة للمفاوضات بجديتهم وقامت قوة من الشرطة الألمانية بمحاولة إنقاذ فاشلة لكن الأمر إنتهى باغتيال 11 رياضيا إسرائيليا وقتل 5 من المختطفين الثمانية . وفيما يلي بعض من الاغتيالات المتعلقة بالصراع العربي - الإسرائيلي:
ترجع فكرة اغتيال قائد عسكري او الاغتيال لأسباب عسكرية بحتة إلى عهود سحيقة حيث يوجد في كتاب الامير لنيكولو مكيافيلي [42] و كتاب فن الحرب لسون وو [43] مؤشرات واضحة و صريحة حول أهمية دور قائد عسكري معين في الروح المعنوية لجنوده وكيف ان مقتل قائد واحد في بعض الأحيان كفيل بكسر شوكة جيش عملاق ولكن البعض الآخر يرى ان اغتيال القائد العسكري هو سلاح ذو حدين فقد يكون لمقتله رفع للروح القتالية لجنوده المطالبين بالإنتقام او يكون في مقتله إحتمالية لتقليل فرص السلام عن طريق فتح المجال لقيادات اقل مركزية ونفوذ ومحورية .
يورد البعض مقتل ملك السويد غوستافوس أدولفوس الذي كان قائد الجيش السويدي البروتستانتي في الخطوط الأمامية في معركة قرب ساكسن-أنهالت ضد الإمبراطورية البيزنطية الكاثوليكية في نوفمبر 1632 وبالرغم من انه لم يغتال بل وقع قتيلا اثناء المعركة إلا ان قتله كان عاملا مهما حسب المؤرخيين في إنتصار الجيش السويدي في تلك المعركة [44] ولكن التيار المقتنع بأهمية اغتيال او مقتل القادة العسكريين يوردون بعض الأمثلة التأريخية الأخرى ومنها التأثير السلبي على معنويات الجيش الياباني بعد اغتيال القائد العام للقوات البحرية اليابانية اثناء الحرب العالمية الثانية, إيسوروكو ياماموتو ، في عملية إستهداف منظمة من قبل الإستخبارات العسكرية الأمريكية التي إستطاعت إلتقاط الإشارات الاسلكية اليابانية وعلمت بان القائد المذكور سيقوم برحلة لتفقد القطعات البحرية اليابانية فقامت طائرة حربية امريكية بإسقاط الطائرة التي كان يستقلها [45].
عندما يتم الاغتيال عن طريق وسيط او شخص او مجموعة تم توظيفهم او توكيل مهمة الاغتيال اليهم فإن الشخص الذي يقوم بعملية الاغتيال يكون هدفه الرئيسي هو إستلام المبلغ او المزايا الإقتصادية المتعلقة بقيامهم بعملية الاغتيال ومن أشهر الوسطاء في التاريخ هم المافيا . في عام 1994 طفى على السطح ولأول مرة مصطلح غريب و مثير للجدل الا وهو بورصة الاغتيال على يد مهندس الحاسوب تيموثي ماي Timothy C. May الذي تحدث عن بورصة نظرية يضع فيه شخص ما توقعاته عن يوم اغتيال شخص معين ويراهن بمبلغ معين عن طريق الإنترنت ويشارك في هذا الرهان مجموعة من مستخدمي الإنترنت ويكون الفائز هو الذي توقع التأريخ الدقيق لاغتيال الشخص [46], [47].
الاغتيالات السياسية ظاهرة قديمة و شائعة جدا ولاتكاد اي فترة تاريخية او بقعة جغرافية تخلو من هذه الظاهرة, هناك حوادث اغتيال سياسية سلطت عليها الأضواء وهناك حوادث اخرى لم تلق إهتماما كبيرا من قبل الإعلام. من الأمثلة على الاغتيالات السياسية في الشرق الأوسط التي لم تحضى بإهتمام كبير هي الاغتيالات التالية:
عملية الاغتيال عادة تتم بعد تخطيط و تحظير ويتراوح مدى تعقيد خطة الاغتيال من بسيطة إلى غاية في التعقيد نسبة إلى مدى صعوبة الوصول إلى الشخص المستهدف . كانت اغتيالات العصر القديم بدائية في تخطيطها و تنفيذها وكان الاغتيال يتم على الأغلب بواسطة العصا او الهراوة او طعنة الخنجر ولكن حتى الهراوة القديمة قدم الإنسانية تم تطويرها في العصر الحديث بتحويلها إلى هراوات قادرة على إحداث صعقات كهربائية والتي تسببت في مقتل 73 شخصا من عام 1999 إلى 2004 [52]. بالنسبة للطعن بالخنجر فقد تم اغتيال العديد من القادة المهمين في التاريخ بإستعمال هذه الطريقة البسيطة و منهم يوليوس قيصر و نيرون [53] و علي بن أبي طالب و عمر بن الخطاب. كانت هذه الطرق البدائية فعالة بسبب عدم وجود حماية محكمة و متطورة لهؤلاء القادة وكان من السهولة الوصول اليهم والإحتكاك بهم بصورة مباشرة ومع التطور اصبح وصول المحكوم إلى الحاكم أكثر صعوبة مما ادى إلى تخطيط أكثر تعقيدا لعملية الاغتيال.
مع إزدياد الحماية للاشخاص المهمين اصبح وسيلة إختراق ذلك الطوق أهم خطوة في الوصول إلى الهدف واصبح استعمال السموم الوسيلة المفضلة في هذه المرحلة التاريخية ومن أشهر الذين تم اغتيالهم بهذه الطريقة :
من محاولات الاغتيال الحديثة بإستعمال السم هو محاولة اغتيال خالد مشعل ، قائد الجناح السياسي لحركة حماس من قبل الموساد الإسرائيلي ولكن المخابرات الأردنية إكتشفت محاولة الاغتيال وقامت بالقاء القبض على إثنين من عناصر الموساد المتورطين ، وطالب الملك حسين بن طلال من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المصل المضاد للمادة السامة التي حقن بها خالد مشعل [56].
مع إختراع الأسلحة النارية أصبح الطوق الأمني البشري غير كافيا بمنع اغتيال الشخصيات المهمة واصبح بمقدور منفذ العملية الإستهداف من بعيد والفرار بعد تنفيذه للعملية . من محاولات الاغتيال القديمة والموثقة عن طريق استعمال المواد المتفجرة هي المحاولة الفاشلة من قبل المتعاطفين مع الكاثوليك لاغتيال الملك جيمس الأول من إنكلترا وعائلته و معظم الأرستقراطيين البروتستانت دفعة واحدة عن طريق تفجير البرلمان البريطاني في 5 نوفمبر 1605 ولايزال يوم 5 نوفمبر يوما يحتفل به الكثيرين في بريطانيا و نيوزيلندا و جنوب أفريقيا و كندا [57].
تطور الأمر تدريجيا إلى استعمال بنادق القنص و السيارات المفخخة ومن أشهر من تم اغتيالهم بواسطة القناص هو جون كينيدي اما السيارات المفخخة فقد تم إستعمالها بكثافة في أيرلندا الشمالية من قبل الجيش الجمهوري الايرلندي وفي الشرق الأوسط تم استعمال السيارات المفخخة على نطاق واسع لأول مرة من قبل حزب الله اثناء الحرب الأهلية اللبنانية وتم استعمال السيارات المفخخة من قبل نمور التاميل في سريلانكا وبعض فصائل المقاومة العراقية بعد غزو العراق 2003 .
الإسم | المكان | تأريخ الاغتيال | النوع |
---|---|---|---|
علي حسن سلامة | بيروت ، لبنان | 22 يناير 1979 | انفجار ذو تحكم بعيد |
بشير الجميل | بيروت ، لبنان | 14 سبتمبر 1982 | قنبلة موقوتة |
رشيد كرامي | بيروت ، لبنان | 1 يونيو 1987 | تفجير طائرته العمودية |
المفتي حسن خالد | بيروت ، لبنان | 16 مايو 1989 | انفجار ذو تحكم بعيد |
إيلي حبيقة | بيروت ، لبنان | 24 يناير 2002 | انفجار ذو تحكم بعيد |
محمد باقر الحكيم | نجف ، العراق | 29 اغسطس 2003 | انفجار ذو تحكم بعيد |
زليمخان ياندربيف | الدوحة ، قطر | 13 فبراير 2004 | انفجار ذو تحكم بعيد |
عزالدين سليم | بغداد ، العراق | 17 مايو 2004 | سيارة مفخخة |
رفيق الحريري | بيروت ، لبنان | 14 فبراير 2005 | سيارة مفخخة |
سمير قصير | بيروت ، لبنان | 2 يونيو 2005 | انفجار ذو تحكم بعيد |
جورج حاوي | بيروت ، لبنان | 21 يونيو 2005 | انفجار ذو تحكم بعيد |
جبران تويني | بيروت ، لبنان | 12 ديسمبر 2005 | انفجار ذو تحكم بعيد |
وليد عيدو | بيروت ، لبنان | 13 يونيو 2007 | انفجار ذو تحكم بعيد |
أنطوان غانم | بيروت ، لبنان | 19 سبتمبر 2007 | انفجار ذو تحكم بعيد |
يحيى عياش | فلسطين | 1 يناير 1996 | انفجار في هاتفه الخلوي |
الإسم | المكان | تأريخ الاغتيال | الجهة المنفذة |
---|---|---|---|
رياض الصلح | عمان ، الأردن | 16 يوليو 1951 | الحزب السوري القومي الاجتماعي |
كمال جنبلاط | دير دوريت ، لبنان | 16 مارس 1977 | غير معروف مع اتهام لرفعت الأسد |
وصفي التل | القاهرة ، مصر | 1971 | منظمة أيلول الأسود |
بيار أمين الجميل | بيروت ، لبنان | 21 نوفمبر 2006 | غير معروف |
بينظير بوتو | روالبندي ، باكستان | 27 ديسمبر 2007 | غير معروف |
المقالة الرئيسية : قائمة بأشهر الاغتيالات