الحزب السوري القومي الاجتماعي أنشأه أنطون سعادة سريّاً في لبنان و انكشف في 16 نوفمبر 1936 لسلطات الانتداب الفرنسية التي سجنت أعضاءه آنذاك.
عانى الحزب من النظام السياسي و الاجتماعي الطائفي المكرّس دستورياً في لبنان و الانقلابات العسكرية في سوريا مما أدى لاصطدامه على الدوام مع الطبقات السياسية الطائفية في لبنان و الحكم العسكري في سوريا.
فهرس
|
دخل الحزب في صراع مع السلطات في لبنان تحت الانتداب الفرنسي منذ إنشائه، و اعتبرته السلطات الفرنسية ثم اللبنانية حزباً غير شرعيّ. بعد اعتقال مؤسسه وأعضاءه ثلاث مرات بين عامي 1936 و 1938، سافر أنطون سعادة إلى إلى أميركا الجنوبية متنقلاً بين البرازيل والأرجنتين لتسع سنوات نشر فيها عقيدته بين المغتربين السوريين-اللبنانيين هناك، وعاد إلى لبنان عام 1947 ليصطدم مع السلطات اللبنانية المستقلة حديثاً.
شاركت فصائل مسلحة للحزب في فلسطين في الثورات المتتالية حتى حرب 1948 ضد إنشاء إسرائيل.
اصطدم الحزب مع مجموعة من حزب الكتائب في منطقة الجمّيزة أسفرت عن حرق مطبعته وتصاعدت بملاحقة أنطون سعادة ولجوئه إلى سوريا برغبة من حاكمها العسكري آنذاك حسني الزعيم الذي عاد فسلمه للسلطات اللبنانية يوم 6 يوليو/تموز 1949 فأعدمته رمياً بالرصاص بعد يومين. انتقل ثقل الحزب بعدها إلى سورية ليشارك بقوة في الحياة السياسية والبرلمانية حتى اغتيال نائب رئيس أركان الجيش السوري العقيد عدنان المالكي واتهام رقيب سوري قومي يدعى يونس عبد الرحيم بتنفيذ الجريمة عام 1955 حُظر الحزب على إثرها من ممارسة نشاطه رسمياً في سوريا حتى عام 2005. نتيجة هذا الاغتيال حصل انشقاق داخلي في الحزب قام به جورج عبد المسيح لعلاقته بالمؤامرة. استمر عبد المسيح يقود فصيلاً يحمل نفس اسم الحزب "جناح الإنتفاضة" ويعتمد نفس العقيدة والدستور و تختلف فيه القيادة فقط، ولايزال هذا الجناح ناشطاً حتى الآن.
انتقل نشاط الحزب تدريجياً إلى لبنان بعد حظره في سوريا و قام بمحاولة انقلابية فاشلة ليلة رأس السنة 1961/1962 ضد إدارة فؤاد شهاب لتعتقل قياداته و أعضاؤه حتى أواخر الستينات.
شارك الحزب في الصراع العربي الإسرائيلي بعمليات عسكرية و فدائية كثيرة منذ بدايات الثمانينات حتى نهايات التسعينات وتعتبر سناء محيدلي واحدة من أبرز شهيدات الحزب في الجنوب وخالد علوان منفذ عملية مقهى الويمبي ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي في وسط بيروت.
عاد الحزب إلى نشاطه السياسي و الاجتماعي في سوريا بشكل تدريجي منذ أعوام قليلة في أواخر عهد حافظ الأسد، أصبح عضواً مراقباً في الجبهة الوطنية التقدمية منذ عام 2001، و له أعضاء في البرلمان و وزير دولة.
للحزب نشاطات خارج سوريا الطبيعية، حيث له فروع كثيرة في المهجر حيث الجاليات السورية-اللبنانية، بينما يناصره القليل في الأردن وفلسطين و باقي أجزاء سوريا الطبيعية عدا عن سورية ولبنان.
يعتبر أن "السوريين أمة تامة" و أن "القضية السورية قضية قومية قائمة بنفسها و مستقلة عن أي قضية أخرى" أهداف الحزب الأساسية تتمثل في النهوض بسوريا الطبيعية بكل المجالات و توحيدها لأنها تشكل وحدة جغرافية واحدة لها اسم تاريخي هو الهلال الخصيب. تشير عقيدة الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى أن الشام (الجمهورية العربية السورية) و لبنان و فلسطين و الأردن و العراق (حتى الكويت و الأحواز) و أطراف جغرافية أخرى مثل سيناء و قبرص و كيليكا و هضبة عينتاب هي وحدة جغرافية واحدة تضم أمة واحدة فُرِّقت بقرارات استعمارية.
حددت المادة الثانية من دستور الحزب المبادئ الاساسية له وهي ثمانية:
وقد انتهج الحزب سياسة علمانية بتركيزه على فصل الدين عن الدولة و منع رجال الدين من التدخل في شؤون الدولة، وسياسة اجتماعية اقتصادية تضعه في يمين الوسط بمحاربته الإقطاع ودعوته لتنظيم الإقتصاد القومي على أساس الإنتاج لصيانة حق المجتمع والدولة.
تعتبر عقيدة الحزب أن سوريا الطبيعية جزء لا يتجزأ من العالم العربي تقوم مقاماً مركزياً و قيادياً فيه، ولا يعزل الحزب سوريا الطبيعية عن محيطها العربي لكن يبرز خصوصيتها و تمايزها عن باقي أمم العالم العربي الأخرى (الجزيرة العربية، وادي النيل، المغرب العربي). ودعى مؤسس الحزب إلى التضامن العربي في وجه القوى الإمبريالية و الإستعمار والرجعية المحلية المعادية للعروبة و نقض العروبة الوهمية داعياً إلى عروبة واقعية[1].
[www.ssnp-sy.org موقع الطلبة السوريون القوميون الاجتماعيون بجامعة دمشق]