→ مقتل أبي رافع اليهودي | البداية والنهاية – الجزء الرابع مقتل خالد بن سفيان الهذلي ابن كثير |
قصة عمرو بن العاص مع النجاشي ← |
ذكره الحافظ البيهقي في (الدلائل) تلو مقتل أبي رافع.
قال الإمام أحمد: حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن ابن عبد الله بن أنيس، عن أبيه قال: دعاني رسول الله ﷺ فقال: «إنه قد بلغني أن خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي يجمع لي الناس ليغزوني، وهو بعرنة فائته فاقتله».
قال: قلت: يا رسول الله انعته لي حتى أعرفه.
قال: «إذا رأيته وجدت له قشعريرة».
قال: فخرجت متوشحا سيفي حتى وقعت عليه وهو بعرنة مع ظعن يرتاد لهن منزلا، وحين كان وقت العصر، فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله ﷺ من القشعريرة، فأقبلت نحوه وخشيت أن يكون بيني وبينه مجاولة تشغلني عن الصلاة، فصليت وأنا أمشي نحوه أومئ برأسي للركوع والسجود.
فلما انتهيت إليه قال: من الرجل؟
قلت: رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل، فجاءك لذلك.
قال: أجل أنا في ذلك.
قال: فمشيت معه شيئا، حتى إذا أمكنني حملت عليه السيف حتى قتلته، ثم خرجت وتركت ظعائنه مكبات عليه، فلما قدمت على رسول الله ﷺ فرآني قال: «أفلح الوجه».
قال: قلت: قتلته يا رسول الله.
قال: «صدقت».
قال: ثم قام معي رسول الله ﷺ فدخل في بيته، فأعطاني عصا فقال: «أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس».
قال: فخرجت بها على الناس فقالوا: ما هذه العصا؟
قال: قلت أعطانيها رسول الله ﷺ وأمرني أن أمسكها، قالوا: أولا ترجع إلى رسول الله ﷺ فتسأله عن ذلك.
قال: فرجعت إلى رسول الله ﷺ فقلت: يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا؟
قال: «آية بيني وبينك يوم القيامة إن أقل الناس المتخصرون يومئذ».
قال: فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل معه، حتى إذا مات أمر بها فضمت في كفنه، ثم دفنا جميعا.
ثم رواه الإمام أحمد: عن يحيى بن آدم، عن عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن بعض ولد عبد الله بن أنيس - أو قال عن عبد الله بن عبد الله بن أنيس - عن عبد الله بن أنيس فذكر نحوه.
وهكذا رواه أبو داود: عن أبي معمر، عن عبد الوارث، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر، عن عبد الله بن أنيس، عن أبيه، فذكر نحوه.
ورواه الحافظ البيهقي: من طريق محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبد الله بن أنيس، عن أبيه فذكره.
وقد ذكر قصة عروة بن الزبير، وموسى بن عقبة، في (مغازيهما) مرسلة، فالله أعلم.
قال ابن هشام: وقال عبد الله بن أنيس في قتله خالد بن سفيان:
تركت ابن ثور كالحوار وحوله * نوائح تفري كل جيب معدد
تناولته والظعن خلفي وخلفه * بأبيض من ماء الحديد المهند
عجوم لهام الدارعين كأنه * شهاب غضي من ملهب متوقد
أقول له والسيف يعجم رأسه * أنا ابن أنيس فارس غير قعدد
أنا ابن الذي لم ينزل الدهر قدره * رحيب فناء الدار غير مزند
وقلت له: خذها بضربة ماجد * خفيف على دين النبي محمد
وكنت إذا هم النبي بكافر * سبقت إليه باللسان وباليد
قلت: عبد الله بن أنيس بن حرام: أبو يحيى الجهني صحابي مشهور كبير القدر، كان فيمن شهد العقبة وشهد أحدا والخندق وما بعد ذلك، وتأخر موته بالشام إلى سنة ثمانين على المشهور، وقيل توفي سنة أربع وخمسين، والله أعلم.
وقد فرق علي بن الزبير، وخليفة بن خياط بينه وبين عبد الله بن أنيس أبي عيسى الأنصاري، الذي روى عن النبي ﷺ أنه دعا يوم أحد بأداوة فيها ماء، فحل فمها وشرب منها.
كما رواه أبو داود، والترمذي من طريق عبد الله العمري، عن عيسى بن عبد الله بن أنيس، عن أبيه.
ثم قال الترمذي: وليس إسناده يصح، وعبد الله العمري ضعيف من قبل حفظه.