→ الوقعة وما كان أول الأمر من الفرار ثم العاقبة للمتقين | البداية والنهاية – الجزء الرابع فصل هزيمة هوازن ابن كثير |
فصل في الغنائم ← |
ولما انهزمت هوازن وقف ملكهم مالك بن عوف النصري على ثنية مع طائفة من أصحابه فقال: قفوا حتى تجوز ضعفاؤكم وتلحق أخراكم.
قال ابن إسحاق: فبلغني أن خيلا طلعت ومالك وأصحابه على الثنية، فقال لأصحابه: ماذا ترون؟
قالوا: نرى قوما واضعي رماحهم بين آذان خيلهم، طويلة بوادهم، فقال: هؤلاء بنو سليم ولا بأس عليكم منهم، فلما أقبلوا سلكوا بطن الوادي، ثم طلعت خيل أخرى تتبعها فقال لأصحابه: ماذا ترون؟
قالوا: نرى قوما عارضي رماحهم أغفالا على خيلهم، فقال: هؤلاء الأوس والخزرج، ولا بأس عليكم منهم.
فلما انتهوا إلى أصل الثنية سلكوا طريق بني سليم، ثم طلع فارس فقال لأصحابه: ماذا ترون؟
فقالوا: نرى فارسا طويل الباد واضعا رمحه على عاتقه، عاصبا رأسه بملاءة حمراء.
قال: هذا الزبير بن العوام، وأقسم باللات ليخالطنكم فاثبتوا له، فلما انتهى الزبير إلى أصل الثنية أبصر القوم فصمد لهم، فلم يزل يطاعنهم حتى أزاحهم عنها.