→ قدوم مالك بن عوف النصري على الرسول | البداية والنهاية – الجزء الرابع اعتراض بعض أهل الشقاق على الرسول ابن كثير |
مجيء أخت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة عليه بالجعرانة ← |
قال البخاري: ثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: لما قسم النبي قسمة حنين قال رجل من الأنصار: ما أراد بها وجه الله.
قال: فأتيت رسول الله ﷺ فأخبرته فتغير وجهه، ثم قال: «رحمة الله على موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر».
ورواه مسلم من حديث الأعمش به.
ثم قال البخاري: ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: لما كان يوم حنين آثر النبي ﷺ ناسا، أعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى ناسا، فقال رجل: ما أريد بهذه القسمة وجه الله.
فقلت: لأخبرن النبي ﷺ فأخبرته، فقال: «رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر».
وهكذا رواه من حديث منصور، عن المعتمر به.
وفي رواية للبخاري: فقال رجل: والله إن هذه لقسمة ما عدل فيها، وما أريد فيها وجه الله.
فقلت: والله لأخبرن رسول الله ﷺ، فأتيته فأخبرته فقال: «من يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله؟! رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر».
وقال محمد بن إسحاق: وحدثني أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن مقسم أبي القاسم، مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: خرجت أنا وتليد بن كلاب الليثي، حتى أتينا عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو يطوف بالبيت معلقا نعله بيده، فقلنا له: هل حضرت رسول الله ﷺ حين كلمه التميمي يوم حنين؟
قال: نعم، جاء رجل من بني تميم يقال له ذو الخويصرة، فوقف عليه وهو يعطي الناس فقال له: يا محمد قد رأيت ما صنعت في هذا اليوم.
فقال رسول الله ﷺ: «أجل فكيف رأيت؟».
قال: لم أرك عدلت.
قال: فغضب النبي ﷺ فقال: «ويحك إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون؟».
فقال عمر بن الخطاب: ألا نقتله؟
فقال: «دعوه فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية، ينظر في النصل فلا يوجد شيء، ثم في القدح فلا يوجد شيء، ثم في الفوق فلا يوجد شيء سبق الفرث والدم».
وقال الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: أتى رجل بالجعرانة النبي ﷺ منصرفه من حنين، وفي ثوب بلال فضة، ورسول الله ﷺ يقبض منها ويعطي الناس، فقال: يا محمد اعدل.
قال: «ويلك ومن يعدل إذا لم أكن أعدل؟ لقد خبت وخسرت إذا لم أكن أعدل».
فقال عمر بن الخطاب: دعني يا رسول الله فأقتل هذا المنافق؟
فقال: «معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي، إن هذا وأصحابه يقرؤن القرآن لا يتجاوز حناجرهم، يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية».
ورواه مسلم: عن محمد بن رمح، عن الليث.
وقال أحمد: ثنا أبو عامر، ثنا قرة، عن عمرو بن دينار، عن جابر قال: بينما رسول الله ﷺ يقسم مغانم حنين إذ قام إليه رجل فقال: اعدل.
فقال: «لقد شقيت إذ لم أعدل».
ورواه البخاري: عن مسلم بن إبراهيم، عن قرة بن خالد السدوسي به.
وفي الصحيحين من حديث الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد قال: بينما نحن عند رسول الله ﷺ وهو يقسم قسما إذ أتاه ذو الخويصرة رجل من بني تميم، فقال: يا رسول الله اعدل.
فقال رسول الله ﷺ: «ويلك ومن يعدل إن لم أعدل، لقد خبت وخسرت إذ لم أعدل فمن يعدل؟».
فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ايذن لي فيه فأضرب عنقه.
فقال رسول الله ﷺ: «دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه - وهو قدحه - فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر، ويخرجون على حين فرقة من الناس».
قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله ﷺ، وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه، وأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله ﷺ الذي نعت.
ورواه مسلم أيضا من حديث القاسم بن الفضل، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد به نحوه.