→ فصل تولي ابن عباس إمامة الحج | البداية والنهاية – الجزء الثامن صفة ابن عباس ابن كثير |
ثم دخلت سنة تسع وستين ← |
كان جسيما إذا جلس يأخذ مكان رجلين، جميلا له وفرة، قد شاب مقدم رأسه، وشابت لمته، وكان يخضب بالحناء.
وقيل: بالسواد، حسن الوجه يلبس حسنا ويكثر من الطيب بحيث إنه كان إذا مر في الطريق يقول النساء: هذا ابن عباس أو رجل معه مسك، وكان وسيما، أبيض طويلا، جسيما فصيحا، ولما عمي اعترى لونه صفرة يسيرة.
وقد كان بنو العباس عشرة، وهم: الفضل، وعبد الله، وعبيد الله، ومعبد، وقثم، وعبد الرحمن، وكثير، والحارث، وعون، وتمام.
وكان أصغرهم تمام، ولهذا كان يحمله ويقول:
تموا بتمامٍ فصاروا عشرة * يا رب فاجعلهم كراما بررة
واجعلهم ذكرا وانم الثمرة
فأما الفضل فمات بأجنادين شهيدا، وعبد الله بالطائف، وعبيد الله باليمن، ومعبد وعبد الرحمن بإفريقية، وقثم وكثير بينبع.
وقيل: إن قثما مات بسمرقند.
وقد قال مسلم بن حماد المكي مولى بني مخزوم: ما رأيت مثل بني أمٍ واحدة أشراف ولدوا في دار واحدة أبعد قبورا من بني أم الفضل، ثم ذكر مواضع قبورهم كما تقدم، إلا أنه قال: الفضل مات بالمدينة، وعبيد الله بالشام.
وقد كان عبد الله بن عباس يلبس الحلة بألف درهم، وكان له من الولد العباس وعلي، وكان علي يدعى السجاد لكثرة صلاته، وكان أجمل قرشي على وجه الأرض.
وقد قيل: إنه كان يصلي كل يوم ألف ركعة.
وقيل: في الليل والنهار مع الجمال التام، وعلى هذا فهو أبو الخلفاء العباسيين، ففي ولده كانت الخلافة العباسية كما سيأتي.
وكان لابن العباس أيضا محمد، والفضل، وعبد الله، وأمهم: زرعة بنت مسرح بن معدي كرب، وله أسماء وهي لأم ولد.
وكان له من الموالي: عكرمة، وكريب، وأبو معبد، وشعبة، ودقيق، وأبو عمرة، وأبو عبيدة.
وأسند ألفا وستمائة وسبعين حديثا، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وفيها: توفي أبو شريح الخزاعي العدوي الكعبي، اختلف في اسمه على أقوال أصحها خويلد بن عمرو، أسلم عام الفتح، وكان معه أحد ألوية بني كعب الثلاثة.
قال محمد بن سعد: مات في هذه السنة، وله أحاديث.
وفيها: توفي أبو واقد الليثي صحابي جليل، مختلف في اسمه وفي شهوده بدرا.
قال الواقدي: توفي سنة ثمان وستين عن خمس وستين سنة، وكذا قال غير واحد في تاريخ وفاته.
وزعم بعضهم أنه عاش سبعين سنة، مات بمكة بعد ما جاوز بها سنة، ودفن في مقابر المهاجرين والله أعلم.