→ قال ابن الجوزي وفيها توفي عثمان بن حنيف الأنصاري الأوسي | البداية والنهاية – الجزء الثامن سنة ثمان وخمسين ابن كثير |
قصة غريبة ← |
فيها: غزا مالك بن عبد الله الخثعمي أرض الروم.
قال الواقدي: وفيها: قيل: شتى يزيد بن شجرة في البحر.
وقيل: بل غزا البحر وبلاد الروم جنادة بن أبي أمية.
وقيل: إنما شتى بأرض الروم عمرو بن يزيد الجهني.
قال أبو معشر والواقدي: وحج بالناس فيها الوليد بن عتبة بن أبي سفيان.
وفيها: ولي معاوية الكوفة لعبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان بن ربيعة الثقفي، ابن أم الحكم، وأم الحكم هي أخت معاوية، وعزل عنها الضحاك بن قيس، فولى ابن أم الحكم على شرطته زائدة بن قدامة، وخرجت الخوارج في أيام ابن أم الحكم.
وكان رئيسهم في هذه الوقعة حيان بن ضبيان السلمي، فبعث إليهم جيشا فقتلوا الخوارج جميعا، ثم إن ابن أم الحكم أساء السيرة في أهل الكوفة فأخرجوه من بين أظهرهم طريدا، فرجع إلى خاله معاوية فذكر له ذلك.
فقال: لأولينك مصرا هو خير لك، فولاه مصر.
فلما سار إليها تلقاه معاوية بن خديج على مرحلتين من مصر، فقال له: ارجع إلى خالك معاوية، فلعمري لا ندعك تدخلها فتسير فيها، وفينا سيرتك في إخواننا أهل الكوفة.
فرجع ابن أم الحكم إلى معاوية ولحقه معاوية بن خديج وافدا على معاوية، فلما دخل عليه وجد عنده أخته أم الحكم، وهي أم عبد الرحمن الذي طرده أهل الكوفة وأهل مصر، فلما رآه معاوية قال: بخ بخ، هذا معاوية بن خديج.
فقالت أم الحكم: لأمر حبابه، تسمع بالمعيدي خير من أن تراه.
فقال معاوية بن خديج: على رسلك يا أم الحكم، أما والله لقد تزوجتِ فما أُكرمتِ، وولدتِ فما أنجبتِ، أردت أن يلي ابنك الفاسق علينا فيسير فينا كما سار في إخواننا أهل الكوفة.
فما كان الله ليريه ذلك، ولو فعل ذلك لضربناه ضربا يطأطئ منه رأسه - أو قال: لضربنا ما صاصا منه - وإن كره ذلك الجالس - فالتفت إليها معاوية فقال: كفى.