→ وهذه ترجمة الأشدق | البداية والنهاية – الجزء الثامن أبو الأسود الدؤلي ابن كثير |
جابر بن سمرة بن جنادة ← |
ويقال له: الديلي.
قاضي الكوفة، تابعي جليل، واسمه ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن جلس بن شباثة بن عدي بن الدؤل بن بكر، أبو الأسود الذي نسب إليه علم النحو.
ويقال: أنه أول من تكلم فيه، وإنما أخذه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وقد اختلف في اسمه على أقوال: أشهرها أن اسمه ظالم بن عمرو.
وقيل: عكسه.
وقال الواقدي: اسمه عويمر بن ظويلم.
قال: وقد أسلم في حياة النبي ﷺ ولم يره، وشهد الجمل وهلك في ولاية عبد الله بن زياد.
وقال يحيى بن معين، وأحمد بن عبد الله العجلي: كان ثقة وهو أول من تكلم في النحو.
وقال ابن معين وغيره: مات بالطاعون الجارف سنة تسع وستين.
قال ابن خلكان: وقيل: أنه توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز، وقد كان ابتداؤها في سنة تسع وتسعين.
قلت: وهذا غريب جدا.
قال ابن خلكان وغيره: كان أول من ألقى إليه علم النحو علي بن أبي طالب، وذكر له أن الكلام اسم وفعل وحرف.
ثم أن أبا الأسود نحى نحوه وفرع على قوله، وسلك طريقه، فسمى هذا العلم النحو لذلك.
وكان الباعث لأبي الأسود على ذلك تغير لغة الناس، ودخول اللحن في كلام بعضهم أيام ولاية زياد على العراق، وكان أبو الأسود مؤدب بنيه، فإنه جاء رجل يوما إلى زياد فقال: توفي أبانا وترك بنون، فأمره زياد أن يضع للناس شيئا يهتدون به إلى معرفة كلام العرب.
ويقال: إن أول من وضع منه باب التعجب من أجل أن ابنته قالت له ليلة: يا أبة ما أحسن السماء.
قال: نجومها.
فقالت: إني لم أسأل عن أحسنها إنما تعجبت من حسنها.
فقال: قولي: ما أحسن السماء.
قال ابن خلكان: وقد كان أبو الأسود يبخل.
وكان يقول: أطعنا المساكين في أموالنا لكنا مثلهم، وعشى ليلة مسكينا ثم قيده وبيته عنده ومنعه أن يخرج ليلة تلك لئلا يؤذي المسلمين بسؤاله.
فقال له المسكين: أطلقني.
فقال: هيهات، إنما عشيتك لأريح منك المسلمين الليلة، فلما أصبح أطلقه.
وله شعر حسن.
قال ابن جرير: وحج بالناس في هذه السنة عبد الله بن الزبير، وقد أظهر خارجي التحكيم بمنى فقتل عند الحجرة.
والنواب فيها هم الذين كانوا في السنة التي قبلها.
وممن توفي فيها