→ أولاد يزيد بن معاوية وعددهم | البداية والنهاية – الجزء الثامن إمارة معاوية بن يزيد بن معاوية ابن كثير |
إمارة عبد الله بن الزبير ← |
أبي عبد الرحمن ويقال: أبو يزيد.
ويقال: أبو يعلى القرشي الأموي، وأمه أم هاشم بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة، بويع له بعد موت أبيه - وكان ولي عهده من بعده - في رابع عشر ربيع الأول سنة أربع وستين.
وكان رجلا صالحا ناسكا، ولم تطل مدته.
قيل: إنه مكث في الملك أربعين يوما.
وقيل: عشرين يوما.
وقيل: شهرين.
وقيل: شهرا ونصف.
وقيل: ثلاثة أشهر وعشرون يوما.
وقيل: أربعة أشهر فالله أعلم.
وكان في مدة ولايته مريضا لم يخرج إلى الناس، وكان الضحاك بن قيس هو الذي يصلي بالناس ويسد الأمور، ثم مات معاوية بن يزيد هذا عن إحدى وعشرين.
وقيل: ثلاث وعشرين سنة وثمانية عشر يوما.
وقيل: تسع عشرة سنة.
وقيل: ثلاث وعشرون سنة.
وقيل: إنما عاش ثماني عشرة سنة.
وقيل: تسع عشرة سنة.
وقيل: عشرون.
وقيل: خمس وعشرون فالله أعلم.
وصلى عليه أخوه خالد.
وقيل: عثمان بن عنبسة.
وقيل: الوليد بن عتبة وهو الصحيح، فإنه أوصى إليه بذلك، وشهد دفنه مروان بن الحكم، وكان الضحاك بن قيس هو الذي يصلي بالناس بعده حتى استقر الأمر لمروان بالشام.
ودفن بمقابر باب الصغير بدمشق، ولما حضرته الوفاة، قيل له: ألا توصي.
فقال: لا أتزوّد مرارتها إلى آخرتي وأترك حلاوتها لبني أمية.
وكان رحمه الله أبيض شديد البياض، كثير الشعر، كبير العينين، جعد الرأس، أقنى الأنف، مدور الرأس، جميل الوجه، كثير شعر الوجه دقيقه، حسن الجسم.
قال أبو زرعة الدمشقي: معاوية، وعبد الرحمن، وخالد أخوه، وكانوا من صالحي القوم، وقال فيه بعض الشعراء - وهو عبد الله بن همام البلوي -:
تلقاها يزيدٌ عن أبيه * فدونكها معاوي عن يزيدا
أديروها بني حربٍ عليكم * ولا ترموا بها الغرض البعيدا
ويروى أن معاوية بن يزيد هذا نادى في الناس: الصلاة جامعة ذات يوم، فاجتمع الناس فقال لهم فيما قال: يا أيها الناس! إني قد وليت أمركم وأنا ضعيف عنه، فإن أحببتم تركتها لرجل قوي كما تركها الصديق لعمر، وإن شئتم تركتها شورى في ستة منكم كما تركها عمر بن الخطاب، وليس فيكم من هو صالح لذلك، وقد تركت لكم أمركم فولوا عليكم من يصلح لكم.
ثم نزل ودخل منزله، فلم يخرج منه حتى مات رحمه الله تعالى.
ويقال: إنه سقي.
ويقال: إنه طعن.
ولما دفن حضر مروان دفنه، فلما فرغ منه قال مروان: أتدرون من دفنتم؟
قالوا: نعم معاوية بن يزيد.
فقال مروان: هو أبو ليلى الذي قال فيه أرثم الفزاري:
إني أرى فتنة تغلي مراجلها * والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا
قالوا: فكان الأمر كما قال، وذلك أن أبا ليلى توفي من غير عهد منه إلى أحد، فتغلب إلى الحجاز عبد الله بن الزبير، وعلى دمشق وأعمالها مروان بن الحكم، وبايع أهل خراسان سلم بن زياد حتى يتولى على الناس خليفة، وأحبوه محبة عظيمة، وسار فيهم سلم سيرة حسنة أحبوه عليها، ثم أخرجوه من بين أظهرهم.
وخرج القراء والخوارج بالبصرة وعليهم نافع بن الأزرق، وطردوا عنهم عبيد الله بن زياد بعدما كانوا بايعوه عليهم حتى يصير للناس إمام، فأخرجوه عنهم، فذهب إلى الشام بعد فصول يطول ذكرها.
وقد بايعوا بعده عبد الله بن الحارث بن نوفل المعروف ببَّة، وأمه هند بنت أبي سفيان، وقد جعل على شرطة البصرة هميان بن عدي السدوسي، فبايعه الناس في مستهل جمادى الآخرة سنة أربع وستين.
وقد قال الفرزدق:
وبايعت أقواما وفيت بعهدهم * وببة قد بايعته غير نادم
فأقام فيها أربعة أشهر ثم لزم بيته، فكتب أهل البصرة إلى ابن الزبير إلى أنس بن مالك يأمره أن يصلي بالناس، فصلى بهم شهرين، ثم كان ما سنذكره.
وخرج نجدة بن عامر الحنفي باليمامة، وخرج بنو ماحورا في الأهواز وفارس وغير ذلك على ما سيأتي تفصيله قريبا إن شاء الله تعالى.