→ ذكر الساعات التي على بابه | البداية والنهاية – الجزء التاسع ذكر ابتداء أمر السبع بالجامع الأموي ابن كثير |
فصل بناء الجامع الأموي ← |
قال أبو بكر بن أبي داود: ثنا أبو عباس موسى بن عامر المري، ثنا الوليد - هو ابن مسلم - قال: قال أبو عمر الأوزاعي، عن حسان بن عطية، قال: الدراسة محدثة أحدثها هشام بن إسماعيل المخزومي، في قدمة قدمها على عبد الملك، فحجبه عبد الملك فجلس بعد الصبح في مسجد دمشق فسمع قراءة فقال: ما هذا؟ فأخبر أن عبد الملك يقرأ في الخضراء، فقرأ هشام بن إسماعيل، فجعل عبد الملك يقرأ بقراءة هشام، فقرأ بقراءته مولى له، فاستحسن ذلك من يليه من أهل المسجد فقرؤوا بقراءته.
وقال هشام ابن عمار خطيب دمشق: ثنا أيوب بن حسان، ثنا الأوزاعي، ثنا خالد بن دهقان، قال: أول من أحدث القراءة في مسجد دمشق هشام بن إسماعيل بن المغيرة المخزومي، وأول من أحدث القراءة بفلسطين الوليد بن عبد الرحمن الجرشي.
قلت: هشام بن إسماعيل كان نائبا على المدينة النبوية، وهو الذي ضرب سعيد بن المسيب لما امتنع من البيعة للوليد بن عبد الملك، قبل أن يموت أبوه، ثم عزله عنها الوليد وولى عليها عمر بن عبد العزيز، كما ذكرنا.
وقد حضر هذا السبع جماعات من سادات السلف من التابعين بدمشق، منهم هشام بن إسماعيل ومولاه رافع وإسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر، وكان مكتبا لأولاد عبد الملك بن مروان، وقد ولي إمرة إفريقية لهشام بن عبد الملك وابنيه عبد الرحمن ومروان.
وحضره من القضاة أبو إدريس الخولاني، ونمير بن أوس الأشعري، ويزيد بن أبي الهمداني، وسالم بن عبد الله المحاربي، ومحمد ابن عبد الله بن لبيد الأسدي.
ومن الفقهاء والمحدثين والحفاظ المقرئين أبو عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن مولى معاوية ومكحول وسليمان بن موسى الأشدق، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وأبو إدريس الأصغر عبد الرحمن بن عراك، وعبد الرحمن بن عامر اليحصبي - أخو عبد الله بن عامر - ويحيى بن الحارث الدماري، وعبد الملك بن نعمان المري، وأنس بن أنس العذري، وسليمان بن بذيغ القاري، وسليمان بن داود الخشني، وعران - أو هران - بن حكيم القرشي، ومحمد بن خالد ابن أبي ظبيان الأزدي، ويزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر، وعباس بن دينار وغيرهم. و هكذا أوردهم ابن عساكر.
قال: وقد روى عن بعضهم أنه كره اجتماعهم وأنكره، ولا وجه لإنكاره.
ثم ساق من طريق أبي بكر بن أبي داود، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا الوليد - هو ابن مسلم -، عن عبد الله بن العلاء، قال: سمعت الضحاك بن عبد الرحمن بن عروب ينكر الدراسة ويقول: ما رأيت ولا سمعت وقد أدركت أصحاب النبي ﷺ.
قال ابن عساكر: وكان الضحاك بن عبد الرحمن أميرا على دمشق في أواخر سنة ست وثمانين في خلافة عمر بن عبد العزيز.