→ فصل ترجمة أبو جعفر رضي الله عنه | البداية والنهاية – الجزء التاسع ثم دخلت سنة ست عشرة ومائة ابن كثير |
ثم دخلت سنة سبع عشرة ومائة ← |
ففيها غزا معاوية بن هشام الصائفة.
وفيها وقع طاعون عظيم بالشام والعراق، وكان معظم ذلك في واسط.
وفي المحرم منها توفي الجنيد بن عبد الرحمن المري أمير خراسان من مرض أصابه في بطنه، وكان قد تزوج الفاضلة بنت يزيد بن المهلب فتغضب عليه أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك فعزله وولى مكانه عاصم بن عبد الله على خراسان، وقال له: إن أدركته قبل أن يموت فأزهق روحه.
فما قدم عاصم بن عبد الله خراسان حتى مات الجنيد في المحرم منها بمرو.
وقال فيه أبو الجويرية عيسى بن عصمة يرثيه:
هلك الجود والجنيد جميعا * فعلى الجود والجنيد السلام
أصبحا ثاويين في بطن مرو * ما تغنى على الغصون الحمام
كنتما نزهة الكرام فلما * متَّ مات الندى ومات الكرام
ولما قدم عاصم خراسان أخذ نواب الجنيد بالضرب البليغ وأنواع العقوبات، وعسفهم في المصادرات والجنايات، فخرج عن طاعته الحارث بن سريج فبارزه بالحرب، وجرت بينهما أمور يطول ذكرها، ثم آل الأمر إلى أن انكسر الحارث بن سريج وظهر عاصم عليه.
قال الواقدي: وفيها حج بالناس الوليد بن يزيد وهو ولي الأمر من بعد عمه هشام بن عبد الملك أمير المؤمنين، كما سيأتي إن شاء الله تعالى.