→ ثم دخلت سنة خمس عشرة ومائة | البداية والنهاية – الجزء التاسع أبو جعفر الباقر ابن كثير |
فصل ترجمة أبو جعفر رضي الله عنه ← |
وهو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، القرشي الهاشمي، أبو جعفر الباقر، وأمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي.
وهو تابعي جليل، كبير القدر كثيرا، أحد أعلام هذه الأمة علما وعملا وسيادةً وشرفا، وهو أحد من تدعي فيه طائفة الشيعة أنه أحد الأئمة الاثني عشر، ولم يكن الرجل على طريقهم ولا على منوالهم، ولا يدين بما وقع في أذهانهم وأوهامهم وخيالهم، بل كان ممن يقدم أبا بكر وعمر، وذلك عنده صحيح في الأثر.
وقال أيضا: ما أدركت أحدا من أهل بيتي إلا وهو يتولاهما رضي الله عنهما.
وقد روى عن غير واحد من الصحابة، وحدث عنه جماعة من كبار التابعين وغيرهم.
فمن روى عنه: ابنه جعفر الصادق، والحكم بن عتيبة، وربيعة، والأعمش، وأبو إسحاق السبيعي، والأوزاعي، والأعرج، وهو أسن منه، وابن جريح، وعطاء، وعمرو بن دينار، والزهري.
وقال سفيان بن عيينة، عن جعفر الصادق، قال: حدثني أبي وكان خير محمدي يومئذ على وجه الأرض.
وقال العجلي: هو مدني تابعي ثقة.
وقال محمد بن سعد: كان ثقةً كثير الحديث، وكانت وفاته في هذه السنة في قول، وقيل: في التي قبلها، وقيل: في التي بعدها، أو في التي هي بعدها وبعد بعدها، والله أعلم.
وقد جاوز السبعين، وقيل: لم يجاوز الستين، فالله أعلم.