→ ثم دخلت سنة ثلاث عشرين ومائة | البداية والنهاية – الجزء التاسع ثم دخلت سنة أربع وعشرين ومائة ابن كثير |
القاسم بن أبي بزة ← |
فيها غزا سليمان بن هشام بن عبد الملك بلاد الروم، فلقي ملك الروم اليون فقاتله فسلم سليمان وغنم.
وفيها قدم جماعة من دعاة بني العباس من بلاد خراسان قاصدين إلى مكة، فمروا بالكوفة فبلغهم أن في السجن جماعة من الأمراء من نواب خالد القسري، قد حبسهم يوسف بن عمر، فاجتمعوا بهم في السجن فدعوهم إلى البيعة لبني العباس، وإذا عندهم من ذلك جانب كبير، فقبلوا منهم.
ووجدوا عندهم في السجن أبا مسلم الخراساني، وهو إذ ذاك غلام يخدم عيسى بن مقبل العجلي، وكان محبوسا فأعجبهم شهامته وقوته واستجابته مع مولاه إلى هذا الأمر، فاشتراه بكر بن ماهان منه بأربعمائة درهم وخرجوا به معهم فاستندبوه لهذا الأمر، فكانوا لا يوجهونه إلى مكان إلا ذهب ونتج ما يوجهونه إليه، ثم كان من أمره ما سنذكره إن شاء الله تعالى فيما بعد.
قال الواقدي: ومات في هذه السنة محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، و هو الذي يدعو إليه دعاة بني العباس، فقام مقامه ولده أبو العباس السفاح، والصحيح أنه إنما توفي في التي بعدها.
قال الواقدي وأبو معشر: وحج بالناس فيها عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك، ومعه امرأته أم مسلم بن هشام بن عبد الملك.
وقيل: إنما حج بالناس محمد بن هشام بن إسماعيل قاله الواقدي، والأول ذكره ابن جرير، والله أعلم.
وكان نائب الحجاز محمد بن هشام بن إسماعيل يقف على باب أم مسلم ويهدي إليها الألطاف والتحف، ويعتذر إليها من التقصير وهي لا تلتفت إلى ذلك.
ونواب البلاد هم المذكورين في التي قبلها.
وفيها توفي: