الرئيسيةبحث

الهند ( India )



تاج محل في أكرا بشمالي الهند يندرج ضمن أشهر المباني وأجملها في العالم. يضم هذا المبنى الرخامي الأبيض قبري الحاكم الهندي شاه جهان وزوجته. وقد عمل 20 ألف عامل في تشييد تاج محل بين عامي 1632 و1653م.
الهند دولة تقع جنوبي آسيا وهي ثانية أكبر دولة سكانًا في العالم بعد الصين. تتباين الهند من حيث الأرض والسكان، وينتمي السكان إلى عدة مجموعات عِرقية ودينية، ويتحدثون لغات ولهجات مختلفة. ويتفاوت السكان تفاوتا كبيرًا من حيث مستوى المعيشة والثراء والفقر والتعليم.

لا تُعد الهند من الدول الغنية على الرغم من وفرة مواردها الطبيعية التي لم يُستغل معظمها، مما جعل مستوى معيشتها متدنيًا.

بقيت الهند مستعمرة بريطانية منذ القرن الثامن عشر الميلادي إلى أن نالت استقلالها عام 1947م. وبعد الاستقلال سعت الحكومة لتنمية البلاد وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين، كما عملت على تطوير الهند إلى مصاف الدول الصناعية الكبرى، حيث أنشأت المختبرات الذرية، وأطلقت الأقمار الصناعية لأغراض الاتصالات والأرصاد الجوية.

السكان

يبلغ عدد السكان في الهند نحو 1,022,021,000 نسمة (16% من سكان العالم)، وبكثافة عالية تبلغ نحو 311 نسمة/كم²، ويسكن 74% من السكان في المناطق الريفية، بينما يعيش 26% في المدن. وفي فترة الثمانينيات من القرن العشرين، ازداد عدد السكان بمعدل 18 مليون نسمة في السنة مع تطور الخدمات الصحية وانخفاض معدل الوفيات مما أدى إلى زيادة كثافة السكان في المدن والريف وإلى حدوث كثير من المشكلات الاجتماعية.

الأسلاف:

ينتمي سكان الهند إلى عدد من المجموعات العِرقية، وأكبر مجموعتين هما: الهنود الآريون ذوو اللون الفاتح ويسكن معظمهم في شمالي الهند، ومجموعة الدرافيديين ذوي اللون الأسود، ويسكن معظمهم في جنوبي الهند.

مع بداية القرن الحادي عشر الميلادي، استقر بعض مسلمي أفغانستان وإيران وأواسط الاتحاد السوفييتي (السابق) في الهند ويسكن معظم أحفادهم في شمالي الهند وخاصة في ولايات بيهار وأتَّرْبرادش وغربي البنغال، بينما استقر السكان المغول في منطقة جبال الهملايا على الحدود الشمالية الشرقية للهند وفي الولايات المتاخمة لبورما.

اللغات:

يتحدث سكان الهند 14 لغة رئيسية وأكثر من 1000 لغة ولهجة محلية. تنتمي اللغات الرئيسية إلى الأسرة الهندو - أوروبية أو الهندية الأوروبية والأسرة الدرافيدية. ويتحدث نحو 73% من السكان لغات تنتمي إلى الأسرة الهندو ـ أوروبية خصوصًا في الأقاليم الشمالية والوسطى. وتعتبر اللغة الهندية لغة البلاد الرسمية بجانب اللغة السنسكريتية و13 لغة إقليمية أخرى، كما تعد اللغة الإنجليزية لغة رسمية على مستوى أنحاء الهند المختلفة.

الحياة في المدن والقرى

تتكون معظم القرى الهندية من أكواخ مزدحمة من الطين والحصير وتفتقر إلى خدمات المياه والكهرباء. ولكن التطور الاقتصادي ساعد في تطوير حياة القرى وزيادة الإنتاج الزراعي وتقديم خدمات الكهرباء والمياه والخدمات الصحية.

أما المدن الكبرى، فتعتبر مراكز للتجارة والسياسة والخدمات الجامعية والخدمات الدينية التي تقدمها المعابد للحجاج من أنحاء الهند المختلفة، كما تشتمل المدن على أحياء فقيرة تفتقر إلى المياه والكهرباء والخدمات الصحية.

المسلمـون يؤلفون حـوالي عُشر عدد سكان الهند. ونشاهد هنا المسلمين يؤدون الصلاة في أحد أجمل المساجد.

الدين:

يدين نحو 82% بالديانة الهندوسية، ونحو 12% يدينون بالإسلام ثم يليهم النصارى 2% والسيخ 2%، والبوذيون 1% واليانيون نحو 0,5%. ويؤدي الدين دورًا مهمًا في الحياة الهندية، حيث إن قوانين الهندوس وقوانين المسلمين تحكم طريقة اللباس والطعام والزواج لتابعى تلك الأديان. أدّت الاضطرابات الدامية التي حدثت بين الهندوس والمسلمين إلى تقسيم الهند إلى دولتين هما: الهند وباكستان.

الصحة:

إن الحالة الصحية للهنود تُعدّ متدنية قياسًا على الدول الغربية، حيث ترتفع معدلات الوفيات بسبب سوء التغذية والأحوال المعيشية وانتشار الأمراض والأوبئة مثل الملاريا والكوليرا والطاعون، ولكن مع مطلع خمسينيات القرن العشرين شرعت الدولة في تأسيس الخدمات الصحية العامة وبناء العديد من المستشفيات والمستوصفات الطبية الجديدة. ومنذ عام 1950م، ارتفع معدل عمر الفرد بنحو 25 سنة.

التعليم:

يستطيع نحو نصف سكان الهند القراءة و الكتابة بفضل البرامج التعليمية التي بدأ تنفيذها عام 1951م. وقد خصصت الدولة ميزانية كبيرة لبناء المدارس وتدريب المعلمين وتوفير الكتب المدرسية والوسائل التعليمية، وأقرت مجانية التعليم للأطفال من عمر ست سنوات إلى 14 سنة. ولذلك، فإن 85% من الأطفال يدرسون في فترة السنوات الخمس من التعليم الأوّلى. ولكن نسبة الذين يدرسون في المدارس العليا تبلغ نحو 35%. وأما عدد المدارس بالمناطق الريفية، فتعتبر أقل من المدن. ويوجد أكثر من 5000 كلية وجامعة، ونحو 4% من السكان بين 18 و23 سنة يلتحقون بمؤسسات التعليم العالي.

السطح

تبلغ مساحة الهند نحو 3,287,590كم²، وتفصل المرتفعات الجبلية معظم شمالي الهند عن بقية آسيا. وبينما النصف الجنوبي شبه جزيرة على شكل مثلث يمتد في المحيط الهندي. ويقع بحر العرب غربي الهند، وخليج البنغال في شرقيها. ويقدر طول الساحل 6,843كم منه 1,312كم للأقاليم التابعة للهند.

ويتكون سطح الأرض من ثلاثة أقاليم: 1- الهملايا، 2- السهول الشمالية، 3- هضبة الدكن أو الهضبة الجنوبية.

جبال الهملايا المهيبة أعلى سلاسل جبلية في العالم ترتفع على طول الحدود الهندية الصينية. تشتمل المناظر الطبيعية الجميلة المتنوعة في الهند أيضًا على صحارى وغابات استوائية وأراض منخفضة وأنهار كبيرة وسهول خصبة.

الهملايا:

وهي أعلى سلسلة جبال في العالم، وتمتد نحو 2,410كم من أقصى الشمال إلى الشمال الشرقي للهند. ويبلغ عرضها نحو 320كم في بعض المناطق. وتتضمن أعلى جبل (كانشينجنجا) على ارتفاع 8,598م. وإن معظم جبال الهملايا الأخرى يربو ارتفاعها على 6,100م. وتزخر جبال الهملايا بالحياة الحيوانية البرية مثل الببر والقردة والخرتيت وبعض أنواع الغزلان على سفوح الجبال.

السهول الشمالية:

تقع بين جبال الهملايا وشبه الجزيرة الجنوبية. وتمتد في شمالي الهند بنحو 2,410كم، بينما يبلغ متوسط عرضها نحو 320كم. وتشمل منطقة السهول، أودية أنهار براهمابترا، والجانج والسند وأفرعها المختلفة. وتتميز هذه السهول بتربة خصبة، كما أن استواء سطحها يساعد على عمليات الري فيها، ولذا فإن معظم الهنود يسكنون في هذه المنطقة.

هضبة الدِّكِن:

وهي هضبة شاسعة، وتُكوِّن معظم شبه الجزيرة الجنوبية. وترتفع الهضبة نحو الغرب، حيث تلتقي بسلسلة جبال الغات الغربية (ارتفاع 1500م) التي تنحدر نحو منطقة ساحلية ضيقة. وفي الشرق، تمتد سلسلة جبال الغات الشرقية نحو 610م على حافة هضبة الدكن، وتنحدر تدريجيا نحو منطقة ساحلية أكثر عرضًا من المنطقة الساحلية الغربية. وتلتقي سلاسل جبال الفات الغربية والشرقية في أقصى الطرف الجنوبي لهضبة الدكن عند جبال نلقيري.

وعلى هضبة الدكن توجد الأراضي الزراعية والمناطق الرعوية والغابات، التى تستوطنها الأفيال وغيرها من الحيوانات البرية الضخمة، وتجري الأنهار الرئيسية مثل كوفري وجودافاري وكرشنا شرقًا على امتداد هضبة الدكن، وتصب في خليج البنغال.

المناخ

أيقونة تكبير خريطة الهند
يسود الهند ثلاثة فصول هي: 1- فصل بارد، 2- فصل حار، 3- فصل ممطر.

الفصل البارد:

يمتد من أكتوبر إلى فبراير، حيث يصبح الطقس معتدلا في أنحاء الهند باستثناء الجبال الشمالية التي تسقط عليها الثلوج وتنخفض فيها الحرارة إلى ما دون درجة التجمد. وقد يحدث الصقيع في المناطق الجبلية الشمالية أثناء هذا الفصل. أما جنوبي الهند، فإنه يفتقر إلى فصل بارد، غير أن حالة الطقس من أكتوبر إلى فبراير لا تميل عادة إلى الحرارة مثل بقية شهور السنة الأخرى.

الفصل الحار:

يمتد من مارس إلى يونيو، حيث تكتسب السهول الشمالية أقصى درجات الحرارة التي غالبًا ما ترتفع إلى 49°م. أما في المناطق الساحلية، فيكون معدل الحرارة بين 29°م و 32°م. وفي هذا الفصل، تجلب الأعاصير المدارية طقسًا عاصفًا خصوصًا في المناطق الساحلية، بينما تظل أجزاء من الهضبة الجنوبية باردة نسبيًا أثناء هذا الفصل، أما الجبال الشمالية فالطقس فيها يكون معتدلاً أو باردًا حسب مستوى ارتفاع الجبال.

فصل الأمطار:

يمتد من منتصف يونيو إلى سبتمبر، حيث تهب الرياح الموسمية من المحيط الهندي، وتكتسب الرطوبة من مياه المحيط وتصل إلى الهند من جهتي الجنوب الغربي والجنوب الشرقي، وتسبب هطول معظم الأمطار في الهند. أما في فصلي الشتاء والصيف الجاف، فإن الرياح الموسمية تهب من الشمال أو الشمال الشرقي.

وتشكل الرياح الموسمية الجنوبية الغربية أهمية كبرى للنشاط الزراعي في الهند. وعندما تُسقط الرياح الموسمية أمطارا كافية تُزرع المحاصيل بكثرة، وحيثما تتأخر هذه الرياح عن الوصول في الوقت المناسب تتسبب في فشل زراعة المحاصيل. غير أن بعض الرياح الموسمية تسقط أمطارا غزيرة أحيانًا تؤدي إلى تدمير المحاصيل وحدوث الفيضانات المدمرة.

وتسقط الأمطار بغزارة في شمال شرقي الهند. يبلغ معدل المطر في بعض المناطق الجبلية من هذه المنطقة حوالي 11,400ملم في السنة، وأعلى كمية للأمطار سُجلت لسنة واحدة هطلت على مدينة شيرابونجي حيث بلغت كمية الأمطار فيها 26,470ملم في السنة (بين أغسطس 1860 ويوليو 1861م)، بينما نجد أن معدل سقوط الأمطار يبلغ نحو 50ملم فقط في السنة في بعض أجزاء الصحراء الرملية.

الاقتصاد والتجارة

بومباي أكبر مدينة في الهند، يزيد عدد سكانها على 8 ملايين نسمة. تشغل المباني الحديثة العالية المخصصة للسكن وللمكاتب جانبًا من المدينة، غير أن معظم أهالي بومباي يعيشون في أحياء فقيرة مزدحمة بالسكان.
حقول الأرز كما تشاهد في الصورة تجعل الهند ثاني أكبر قطر منتج للأرز في العالم، ولا يفوقها في هذا المجال غير الصين.
إنتاج الفولاذ، يؤدي دورًا مهمًا في التوسع الصناعي بالهند. وقد ساعد عدد من البلدان الهند في إنشاء مصانع الفولاذ. وهذا المصنع الموجود في ببهيلاي أنشئ بمساعدة الاتحاد السوفييتي (سابقًا).
ينتشر الفقر بصفة عامة في الهند بينما تتصف قلة من الهنود بالثراء. وبالرغم من ضخامة الاقتصاد الهندي من إجمالي الدخل القومي وعائد البضائع والخدمات، إلا أن عدد سكانها الهائل يجعل مستوى دخل الفرد فيها من الدخول المتدنية في العالم.

التجارة:

نجد أن صادرات الهند الرئيسية تشمل البن والمنسوجات القطنية والماس، والصناعات اليدوية، وخام الحديد والجوت والشاي والتبغ والمنتجات الجلدية وغيرها، ويشكل الإنتاج الزراعي 28% من جملة الصادرات، بينما تشكل المنتجات الصناعية (المعدات الكهربائية، الآلات الخفيفة) نحو 63%. ويعتبر النفط من أهم الواردات إضافة إلى واردات أخرى مثل: زيت الطعام والأسمدة والحبوب والحديد والفولاذ وآلات الصناعة ومعدات النقل. ولذا فإن قيمة الواردات تفوق قيمة الصادرات مما يتطلب الاستعانة بالقروض والمعونات الخارجية لتمويل الواردات الإضافية.

الزراعة:

تسهم بنحو ثلث الدخل القومي للهند التي تعد خامس دولة في العالم من حيث مساحة الأراضي الزراعية. وتغطي مساحة الأرض الزراعية أكثر من نصف البلاد، حيث تُزرع الحبوب الرئيسية: الأرز والقمح والذرة والدخن كما تزرع الهند أكثر من نصف إنتاج العالم من المانجو، وتُعد من الدول الرئيسية في إنتاج التوابل والجوت والسكر والبقوليات والحمضيات والموز وغيرها.

في الماضي، كانت الهند تستورد كميات كبيرة من المواد الغذائية ولكن تطور الآليات والوسائل الزراعية واستنباط سلالات البذور المحسّنة، واستخدام طرق الري الحديثة ساعد على زيادة إنتاجية الزراعة في البلاد.

الصناعة والتعدين:

لقد تطورت الصناعة بعد استقلال الهند، وشملت صناعة تكرير البترول ومشتقاته وصناعة الآليات ووسائل النقل. ومنذ عام 1950م، أنشأت الحكومة عددًا من مصانع الحديد والفولاذ، وذلك لتلبية صناعة السيارات والقطارات والمعدات الحربية. وأنشأت كذلك مصانع الإسمنت والسكر، والصناعات الغذائية والخشب وصناعة النسيج. ولأغراض الصناعة، تمتلك الهند كميات كبيرة من المواد الخام حيث تنتج نحو 5% من الإنتاج العالمي من خام الحديد، كما تمتلك الهند كمية جيدة من الفحم الحجري، ويمثل البترول نحو 35% من قيمة كل المعادن المستخرجة في الهند. بينما يمثل الفحم الحجري 40%. كما تنتج الهند معظم الإنتاج العالمي لمعدن الميكا لصناعة المعدات الكهربائية، كما تصدر خام المنجنيز. وتنتج الهند كذلك معادن أخرى مثل: البوكسيت والكرميت والجبس والغاز الطبيعي والنحاس والرصاص والزنك.

القدرة الكهربائية:

تنتج المحطات الحرارية التي تستخدم النفط والفحم الحجري نحو 80% من الكهرباء بينما تزود المحطات الكهرومائية معظم حاجات الهند المتبقية من الكهرباء، وتزود محطات القدرة النووية البلاد بقدر ضئيل من الكهرباء.

النقل والاتصالات:

تعتمد الهند بدرجة كبيرة على السكك الحديدية حيث تنقل أربعة بلايين راكب سنويًا. إضافة إلى نقل نحو 60% من البضائع لأنحاء الهند المختلفة. ويبلغ أطوال السكك الحديدية بالهند نحو 62,000كم، بينما يبلغ عدد المحطات نحو 7,000 محطة. وكثير من سكان المدن يستخدمون الدراجة الهوائية، ومن ناحية أخرى، تربط الطرق البرية المدن الرئيسية، ولكن بعض هذه الطرق تبدو حالتها سيئة، وتنقصها محطات الخدمة والكباري، مما يشكل صعوبة في السفريات الطويلة. كما تحمل الشاحنات نحو 30% من جملة البضائع المشحونة في الهند، إضافة إلى أن الخطوط الجوية الهندية تساهم في نقل المسافرين والبضائع في داخل الهند ودول العالم الأخرى.

وفي مجال الاتصالات، فإن كل المدن الهندية تتوافر فيها خدمات هاتفية، حيث يوجد نحو ثلاثة ملايين هاتف، كما تصل خطوط البرق إلى كل أجزاء البلاد، إضافة إلى وجود أكثر من 3,500 صحيفة يومية، بعضها ينشر باللغة الإنجليزية والبعض الآخر باللغتين البنغالية والهندية.

إختبر معلوماتك :

  1. في أي مناطق الهند يسكن معظم السكان؟
  2. ما عدد اللغات الرئيسية لسكان الهند؟ وما عدد اللهجات واللغات المحلية؟
  3. ما أعلى مناطق الهند؟ وبماذا تمتاز؟
  4. علام يعتمد اقتصاد الهند؟ ولماذا ينتشر الفقر فيها؟
  5. ما الوسيلة الأساسية للنقل في الهند؟

مقالات ذات صلة

المصدر: الموسوعة العربية العالمية