الرئيسيةبحث

الببر ( Tiger )



ألوان الببر تساعده على الاختباء والتخفي في محيطه الطبيعي. قد لا تشاهد هذه الببرة بسهولة لأن الخطوط التي على فرائها تختلط مع الحشائش الطويلة.
البَــبْر أو النمر، كما هو شائع، يُعَد من أكَبر أفراد فصيلة السّنوريات وَيعجب بعض الناس به لقوته وجماله، إلا أنهم يخافونه لأنه معروف بقتل البشر وأكلهم، مع أن معظم الببور البرية تتحاشى الناس. ومن المحتمل أن ما بين 3-4 فقط من كل ألف ببر تأكل الإنسان. وبعض هذه الببور إما أن تكون حيوانات مريضة أو جريحة، لا تستطيع اصطياد فريسة كبيرة سريعة العدو.

توجد الببور البرية في آسيا فقط. وقد عاش الكثير منها في معظم النصف الجنوبي من القارة حتى بداية القرن التاسع عشر. ولا تزال الببور تعيش في جزء من هذه المنطقة، ولكن لم يبق منها إلا القليل إذ أنقص الإنسان بشكل ملحوظ عدد الببور سواء بصيدها، أو بقطع أشجار الغابات التي تعيش فيها. ويعتبر خبراء الحياة البرية ـ الآن ـ الببر نوعًا مهددًا بالانقراض.

وتعيش سلالات الببور المختلفة في مناطق مناخية متباينة، فتوجد في غابات الملايو الممطرة الحارة وغابات الزعرور الجافة في الهند والغابات الصنوبرية الباردة المثلجة في شمال الصين. كذلك تعيش في غابات البلوط ومناطق الأعشاب الطويلة والمستنقعات والأهوار. وتفضل الببور البقاء في الظلال ونادرًا ما تذهب إلى المناطق المكشوفة كما تفعل الأُسُود.

الهيكل العظمي للببر

جسم الببر:

يزن الببر الذَّكَرُ المكتمل النمو 190كجم تقريبًا وطوله حوالي 3,5م بما في ذلك الذيل الذي يبلغ طوله مترًا واحدًا تقريبًا. وتزن الأنثى حوالي 135كجم وهي أصغر قليلاً من الذكر. ويتراوح لون جلد الببر من أصفر بُنّي إلى أحمر برتقالي وهو مخطط بأشرطة سوداء. وتختلف هذه الأشرطة كثيرًا في طولها وعرضها وفي المسافة بينها. أما فرو منطقة الحلق والبطن والأرجل من الداخل فلونه أبيض. وللْكثير من الببور طوق من الشعر حول جوانب الرأس، ولكن الشعر ليس طويلاً كما هو حال شعر العنق عند الأُسود. ولببور منشوريا في شمال الصين، حيث الشتاء القارس، جلود شتوية شعثاء طويلة.

آثار أقدام الببر
ويبدو الببر مختلفًا عن الأَسد بالخطوط التي على فروه، وجلده الأكثر تلونًا إلا أن لهذين الحيوانين جسمين متشابهين. ولقد تم تزويج الأسود والببور في حدائق الحيوانات. ويسمى النتاج بالتجلون، أو التيجون أو الليجر.

أين تعيش الببر المناطق ذات اللون الأصفر في الخريطة تمثل مناطق من العالم يوجد بها الببور. تعيش معظم الببور في جنوبي آسيا.

كيف يصطاد الببر:

تُفَضّلُ الببورُ الفريسة الكبيرة، مثل الغزلان والظباء والثيران البرية. وتهاجم بعض الببور عجول الفيلة، وكذلك فهي تأكل الفريسة الصغيرة، مثل الطاووس والقرود والسلاحف البرية والضفادع. وتحب الببور الشيهم بشكل خاص، إلا أن أشواكها تلتصق بجسم الببر وتسبب له جروحًا مؤلمة. وفي أجزاء من آسيا، تفترس الببور الماشية المستأنسة والجاموس بسبب ندرة الحيوانات البرية.

يصطاد الببر عادة أثناء الليل، إذ يتجول في الممرات وحول ضفاف الجداول والأنهار. ويعتمد على عينيه وأذنيه الحادتين إلا أنه قد يستعمل حاسة الشم أيضًا. وبينما يكون الببر منتظرًا في مكان غير منظور، يسرع نحو فريسته بسلسلة من القفزات. ويستعمل الببر مخالبه القوية للإمساك بضحيته من ردفها أو جانبها حيث يلقيها أرضًا. إن أسنان الببر ملائمة جدًا من أجل الإمساك بالفريسة ولتمزيق قطع اللحم.

الببر الذكر له رقع كثيفة من الفرو حول وجهه أكثر من الأنثى. يأخذ هذا الببر غطسه في يوم حار.
إن الببور سريعة جدًا في قطع المسافات القصيرة وتستطيع القفز لارتفاع 9 أمتار تقريبًا. ولكن إذا ما فشل الببر في الإمساك بفريسته بسرعة، فإنه غالبًا ما يصرف النظر عنها لإحساسه السريع بالتعب وربما يمضي أسبوعًا كاملا دون صيد ناجح. وبعد الاصطياد، يجر فريسته مفضلاً منطقة غطاءكثيف بالقرب من الماء. إن عضلات الرقبة والكتفين والأرجل الأمامية للببر قوية جدًا، وقد يجر جسم جاموس ماء صغير وزنه 230كجم لمسافة نصف كيلومتر. ويبقى قرب الجسم الميت حتى يأكل كل شيء ما عدا العظام والمعدة. قد يأكل الببر 23كجم من اللحوم كل ليلة. وفي معظم الأحيان يلي الوجبة شربة طويلة وقيلولة.

تستطيع الببُور السباحة بمهارة، فقد تسبح عبر الأنهار أو من جزيرة لأخرى بحثًا عن فريسة. وفي الأيام الحارة، قد تذهب إلى الماء لتبترد. كما تستطيع الببور تسلق الأشجار، إلاّ أََنها لا تفعل ذلك في الغالب.


حَيَاةُ الببْر:

تعيش الببور المكتملة النمو غالبًا وحيدة، إلا أنها ليست عدائية. وقد يتلاقى ببران أثناء تجوالهما الليلي، فيحكان رأسيهما ببعضهما بعضًا محييًا أحدهما الآخر ومن ثم يبتعدان. وقد تشترك عدة ببور في الصيد معًا.


حقائق موجزة

فترة الحمل: 98-109 أيام.
عدد المواليد: 1-6، وعادة 2 أو3 في البطن الواحد.
العمر: تصل إلى 20 سنة.
أين يوجد: يوجد بشكل رئيسي في بنغلادش والهند ونيبال وجنوب شرق آسيا، بما في ذلك سومطرة، كما يوجد القليل في الصين وإيران وكوريا، وعلى الحدود السيبيرية-المنشورية.

ويُظهر الكثير من الذكور امتلاكها لمنطقة معينة حيث يتولى كل واحد منها إبعاد الذكور الأخرى عنها. وقد تغطي المنطقة مساحة تتراوح ما بين 65-650 كم² أو أكثر، وذلك اعتمادًا على مقدار الفرائس المتوافرة. ويرسم الببر ممرًا بالبول والسوائل من غدد موجودة في أسفل الذيل. وتمكن هذه الرائحة الببور الأخرى من معرفة هذه المنطقة المشغولة. وتضم منطقة الذكر الواسعة مناطق أصغر لانثيين أو أكثر، تتجول كل واحدة منهما بمفردها وتكون كلُّ منهما على دراية بالأخرى. وتتخاطب الببور بأصوات عدة، كالزئير الذي يمكن سماعه على بعد 3 كيلو مترات أو أكثر.

وتصبح الببرة قادرة على الحمل عندما تبلغ من العمر 3,4-4 سنوات. وتكون الجراء عند الولادة ضعيفة، إذ يزن الواحد منها من 1إلى1,5 كيلو غرام تقريبًا. وجراء الببور مثل القطط الصغيرة لعوبة، إلاّ أنّ حياتها خطرة ويموت نصفها تقريبًا قبل أن تبلغ سنة واحدة. ولا تستطيع الجراء الصيد لنفسها بما يكفيها إلاّ بعد أنْ يبلغ عمرها أكثر من سنة. وحتى بعد ذلك العمر فإنها لا تستطيع قتل حيوان كبير. وقد تُعَلّمُ الأم جراءها كيف تقتل بتوفير حيوان حي لمهاجمته. وتصبح الجراء مستقلة عند بلوغها سنتين من العمر.

الببر النادر:

هناك ثمانية تحت ـ أنواع من الببر. هي: الببر البالي والببر الكاسبي والببر الصيني والببر الهندي والببر الهندوصيني والببر الجاوي والببر السيبري والببر السومطري. ويُعْتَقَدُ بأن تحت ـ نوعي الببر البالي والببر الكاسبي منقرضان. وقد شوهد الببر الجاوي آخر مرة سنة 1976م، ومن المحتمل أنه انقرض الآن.

أما البقية(خمسة تحت أنواع) فهي مهددة بالانقراض بسبب الصيد وفقدان البيئة الغابية المناسبة. وهناك أقل من 400 ببر سيبري في البرية، توجد بشكل رئيسي في روسيا. والببر الصيني أكثرها ندرة، إذ يقدَّر أن هناك 50 في البرية و50 أخرى يُحْتَفَظُ بها في حدائق الحيوان في الصين. من المحتمل أن هناك 2,000 ببر هندوصيني، منها 600 تقريبًا في ماليزيا و 500 في تايلاند. ويتوزع الببر السومطري بشكل واسع في جزيرة سومطرة ويقدر عدده بنحو 1,000 ببر. أما الببر الهندي، فقد تزايد عدده منذ منتصف الثمانينيات إلى 4,400 تقريبًا.

★ تَصَفح أيضًا: الأسد ؛ الحيوان ؛ نمر الأسنان المعقوفة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية