الرئيسيةبحث

الموسيقى ( Music )



أيقونة تكبير الآلات الموسيقية
الموسيقى الصوت الذي يتم ترتيبه في قوالب تثير في النفس إحساسًا بالسرور أو المتعة أو الحزن، ويستخدمها الناس في الكثير من الأنشطة الثقافية والاجتماعية،كما يستخدمونها للتعبير عن مشاعرهم وعن أفكارهم، وتستخدم للترفيه وبعث الراحة والاسترخاء.

والموسيقى ـ شأنها في ذلك شأن الفن المسرحي والرقص ـ فن أدائي، وهي بذلك تختلف عن بعض الفنون الأخرى كالرسم والشعْر، حيث يقوم المبدعون بعرض أعمالهم أو نشرها، أما مؤلفو الموسيقى فيحتاجون لموسيقيين يقومون بأداء أعمالهم تمامًا كمؤلفي الأعمال المسرحية الذين يحتاجون لمؤدِّين، لتقديم أعمالهم على خشبة المسرح.

تؤدي الموسيقى أيضًا دورًا أساسيًا في الفنون الأخرى. إذ تجمع المسرحية الموسيقية مثلاً بين الغناء والعزف، والعمل المسرحي والدراما، بينما يحتاج فن الرقص التعبيري (الباليه) إلى الموسيقى ؛ لتنظيم خطوات الراقصين والراقصات والإيحاء بالجو المطلوب. أما الفيلم السينمائي والتمثيليات التلفازية فتستخدم الموسيقى ؛ للإيحاء بالجو المطلوب وتأكيد الحدث وتعميقه. وقد قام بعض مؤلفي الموسيقى بتأليف الموسيقى لمصاحبة الشعراء عند إلقائهم قصائد الشعر.

الموسيقى من أقدم الفنون التي عرفها الإنسان، وربما بدأ الإنسان عملية الغناء بمجرد تطويره للغة، أو ربما قام الإنسان البدائي بطَرْق أدوات الصيد معًا لإنتاج الموسيقى، وإن كان من الثابت أنه بحلول عام 10000ق.م كان الإنسان قد اكتشف كيف يصنع الناي من العظام المفرَّغَة. وقد استخدمت شعُوب قديمة متعدِّدة، من بينها المصريون، والصينيون، والبابليون، الموسيقى داخل بلاط الملوك، وفي بعض الطقوس الدينية القديمة. وقد ورد أول تسجيل لقطعة موسيقية عام 2500ق.م.

واليوم تنقسم الموسيقى في العالم إلى موسيقى غربية وموسيقى شرقية. الموسيقى الغربية تنقسم بدورها إلى موسيقى قديمة كلاسيكية كالمعزوفات الموسيقية، وموسيقى المسرحيات الموسيقية (الأوبرا) وموسيقى الرقص التعبيري (الباليه). أما الموسيقى الشعبية عند الغرب فتعني الموسيقى الريفية (الجاز) و (الروك). أما الشرق فقد طور موسيقى خاصة به في إفريقيا وآسيا، هي موسيقى كلاسيكية وشعبية أيضًا تختلف عن الموسيقى الغربية بنوعيها.

استخدامات الموسيقى

تؤدي الموسيقى دورًا مهمًا في ثقافات الشعوب في مناسبات مختلفة أبرزها: 1- الطقوس الدينية 2- العمل 3- الأنشطة الخاصة والاجتماعية.

في الطقوس الدينية:

تستخدم شعوب كثيرة الموسيقى في طقوسها الدينية، لإشاعة جو من الرهبة، أو لإيجاد مسافة تبعد العابد عن شؤون الدنيا، وبخاصة في الكنائس. وفي الوقت نفسه تحرم بعض الأديان الموسيقى. لمعرفة حكم الإسلام في الموسيقى. ★ تَصَفح: الغناء .

وهناك أنشطة أخرى غير دينية كالأنشطة الرياضية وحفلات التخرج في الجامعات والاستعراضات والسيرك وحفلات تتويج الملوك والملكات، وهي كلها مناسبات تُسْتَخدَم فيها الموسيقى.

في العمل:

كان الإنتاج في الماضي، وقبل دخول آلات الإنتاج الضخمة ساحة العمل، يتم بالأيدي فقط، ولهذا كان العمَّال يقومون بالغناء والإنشاد الجماعي أثناء العمل ؛ للتخفيف من عبء العمل. وكان البحَّارة على ظهور السفن الشراعية يقومون برفع البضائع وحملها، أو شد السفن بمصاحبة إيقاع يخفف من مشقّة العمل، ويوحِّد المجهودات الفردية، وإن كان ذلك قد تغيَّر الآن بعد أن وصل عصر الآلات ذروته. وبالرغم من هذا فهناك بعض المصانع توفِّر الموسيقى أثناء العمل.

في الأنشطة الاجتماعية والخاصة:

يقوم كثير من الناس بعزف الموسيقى لإشباع رغبات شخصية، سواء في فرق موسيقية هاوية، أو في مناسبات اجتماعية مختلفة. بل إن بعض مشاهير العالم ورجال السياسة والفكر ارتبطت أسماؤهم بممارسة تلك الهواية، ومن أشهر تلك الأسماء ريتشارد الأول وهنري الثامن ملكا إنجلترا، وإدوارد هيث أحد رؤساء الحكومة البريطانية، وهاري ترومان، وريتشارد نيكسون من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية السابقين.

الآلات الموسيقية

يتم حدوث الصوت الموسيقي أو النغمة الموسيقية حين تحدث عملية ذبذبة للهواء أكثر من مرة في الثانية الواحدة. وتُسَمَّى هذه الذبذبات الموجات الصوتية. وهذه الموجات يجب احتواؤها بطريقة ما، حتى يتمكَّن المؤَدِّي من التحكّم في النغمة، ودرجة ارتفاعها، ومدتها، وطبقتها. وتقوم الحبال الصوتية (الأوتار الصوتية) بإنتاج الأصوات الموسيقية ؛ حينما يمرّ بها الهواء القادم من الرئتين.

وبالطريقة نفسها تقوم الآلات الموسيقية بإنتاج الموسيقى، إذ يقوم الوتر أو قصبة الغاب، أو حتى قطعة رقيقة من الخشب، أو المعدن بإنتاج الصوت مع حركتها، وعلى هذا الأساس يُمكن تقسيم الآلات الموسيقية إلى خمس مجموعات أساسية هي: 1- الآلات الوترية 2- آلات النفخ 3- آلات النقر 4- آلات ذات لوحات مفاتيح 5- الآلات الإلكترونية.

الموسيقى العربية:

تفاعلت الموسيقى العربية مع الموسيقى الفارسية واليونانية والتركية. لذا، فهي تشترك مع الموسيقى الشرقية في الأسس والقوعد العامة، إلى جانب احتفاظها بذاتيتها ومذاقها الخاص. وهي فن تطبَّع به العرب منذ القدم من واقع بيئتهم التي عاشوا فيها. وتُعَدُّ الموسيقى عربية حين يمكن إخضاع الأنغام المختلفة لأصناف الزحافات اللفظية في أجزاء الكلام، وتُعَدُّ شرقية حين تتألف الأنغام والأصوات وترتيبها وإيقاعاتها مع أجناس النغم في الألحان. وقد يقال أيضًا إن الموسيقى تعد عربية حين تتوافق الجملة اللحنية مع إيقاعية اللفظ العربي، وحين تحقق عناصر اللغة الموسيقية العربية، ومن هنا، فإن اهتمام العرب، والشرقيين عمومًا، بالألحان الغنائية هو طبع أصيل فيهم.

كان العرب القدماء أول من استنبط الأجناس القوية في ترتيب النغم. وأشهر هذه الأجناس ما يسمى اصطلاحًا راست في المتوالية ذات الحدود (9/10/11/12)، إذ وضعوا له الثالثة الوسطى المشهورة باسم وسطى زازل، ولم يكن اعتمادهم كليًا على كثرة وتنوع الآلات، بقدر ما كان اعتمادهم مرتكزًا على إحداث تراكيب صوتية تصويرية أو تخيلية لمحاكاة أمور وأشياء طبيعية يصعب محاكاتها بغيرها.

ومن الآلات الموسيقية الأكثر شعبية عند العرب: الناي والمزمار والعود والقانون والقيثارة والدف والربابة. وقد استحدثت بعض الآلات في عصرنا، كالسمسمية.

وفي العصر الحديث، تم إدخال عدة تعديلات على الآلات والنظم والقواعد الموسيقية العربية نتيجةً لعمليات التفاعل والتبادل التي حدثت بين الشعوب.

مقالات ذات صلة

المصدر: الموسوعة العربية العالمية