نهرو ( Nehru )
نهرو اسم لعائلة قدمت أربعة أجيال من قادة الهند، وكان هؤلاء هم: موتيلال نهرو وثلاثة رؤساء للوزارة، هم: جواهر لال نهرو، وأنديرا غاندي وراجيف غاندي، وكانت ابنة موتيلال فيجايا لاكشمي بانديت أول سيدة ترأس الجمعية العامة للأمم المتحدة. ★ تَصَفح: بانديت، فيجايالاكشمي.
موتيلال نهرو:
(1861-1931م). ينتمي إلى عائلة من البراهما معروفة في كشمير، وبعد دراسته القانون في كلية موير في مدينة الله أباد، توفرت له خبرة قانونية ناجحة وتبنى طرز الحياة الغربية وأدى دورًا مهمًا في المؤتمر القومي الهندي في عام 1920م. ألزم نفسه بالمناداة بالمطالب الوطنية تحت تأثير المهاتما غاندي. ★ تَصَفح: غاندي، موهنداس كرمشندد. وقد شارك في الحملات ذات التأثير المباشر وسجن مرتين. كما قاد أيضًا المعارضة القومية داخل الجمعية التشريعية التي أسسها الإنجليز. وقام في عام 1928م بإعداد ما أصبح معروفًا بتقرير نهرو. وكانت هذه هي المحاولة الأولى لإعداد دستور للهند المستقلة.جواهرلال نهرو يُرى إلى اليمين في هذه الصورة. كان أول رئيس وزراء في الهند. عمل من عام 1947م حتى وفاته عام 1964م. وأدى دورًا رئيسيًا في بعض الشؤون الدولية. |
جواهر لال نهرو:
(1889 - 1964م). وهو ابن موتيلال وأول رئيس وزراء للهند. كان له تأثير استمر فترة طويلة على مؤسسات الوطن وطموحاته. أدى أيضًا دورًا رئيسيًا في الشؤون العالمية بوصفه أحد مؤسسي حركة عدم الانحياز.وُلد نهرو في مدينة الله أباد وأرسله والده إلى هارو إحدى المدارس الإنجليزية البارزة ثم إلى جامعة كمبردج حيث نال درجة في العلوم. وعاد إلى الهند عام 1912م وشارك في النضال الوطني ضد الإنجليز. وفي عام 1920م شارك في حركة العصيان المدني (عدم التعاون مع حكومة الإنجليز). وكانت هذه نقطة تحول في حياته من ناحيتين ؛ فقد جعلته على اتصال بالمهاتما غاندي الذي ظل على صلة وثيقة به طوال حياته، وأعطاه الخبرة المباشرة حول مستويات الفقر والفاقة الموجودة في الهند. ومنذ ذلك الوقت، كرس حياته كلها للنضال الوطني. سجنه البريطانيون في مناسبات عديدة. رأس نهرو المؤتمر القومي الهندي في أعوام 1929، 1936، 1937، 1946م، وكذلك بعد الاستقلال.
أدّى نهرو الدور الرئيسي في مفاوضات الاستقلال وجاء اختياره بالإجماع رئيساً للوزراء عام 1947م. تولى المنصب دون منافسة خطيرة حتى وفاته عام 1964م. وقاد حزب المؤتمر إلى النصر في ثلاثة انتخابات عامة متتالية. وبأفكار نهرو تبنت الهند دستورًا رفض الديانة في الأمور المدنية، وتبنى الديمقراطية البرلمانية. كما اقتنع أيضًا بأن الهند يمكن أن تتقدم اقتصاديًا بتبني التخطيط، الذي يمكن من الاستخدام الأمثل للعلم الحديث والتقنية الحديثة. وقد أشرفت لجنة التخطيط التي أسسها على سلسلة من الخطط الخمسية (لمدة خمس سنوات)، أنشئت خلالها صناعات الفولاذ والصناعات الثقيلة تحت سيطرة الدولة. وكان نهرو مصممًا على تحويل الهند إلى بلد اشتراكي، لكنه أصر أيضًا على أن يتحقق ذلك من خلال عملية ديمقراطية.
وعلى النطاق العالمي، عمل نهرو مع الزعيم المصري جمال عبدالناصر ورئيس يوغوسلافيا ـ سابقًا ـ جوزيف بروز تيتو والرئيس الأندونيسي أحمد سوكارنو لتأسيس حركة عدم الانحياز. كما أسس نهرو أيضًا علاقات ودية مع الاتحاد السوفييتي (سابقًا). وقد أدت هذه الحركة إلى بعض العداء مع الولايات المتحدة تجاه الهند. وسارت هذه العداوة إلى الأسوأ بسبب انحياز الولايات المتحدة إلى جانب باكستان. وفي البداية، كان نهرو ينشد الصداقة والتعاون مع الصين، لكن عملاقي آسيا أصبحا بالتدريج يتنافسان على زعامة آسيا. وتطورت الخلافات على الحدود إلى حرب شاملة عام 1962م. انتهت الحرب بهزيمة الهند التي ألقت بظلالها على السنوات الأخيرة من حكم نهرو. وقد توفي بعد إضراب مايو 1964م.
لم تدم كل أعمال نهرو، وبصفة خاصة في المجال الاقتصادي ؛ حيث اعتبرت الصناعات الكبيرة المملوكة للدولة عبئًا على النمو، لكن أشد نقاده ضراوة يسلمون بأن الهند الحديثة مدينة لنهرو بحنكته وزعامته.